جدل وحيرة لعدم الإعلان عن موعد الدخول المدرسي 

شكّل عدم الإفصاح عن موعد الدخول المدرسي، حيرة كبيرة لدى العائلات، فمنهم من قطع عطلته الصيفية وعاد أدراجه، وآخرون محتارون في تحديد موعد أعراسهم، خوفا من تزامنها مع الدخول الإجتماعي. بينما شرع كثيرون في اقتناء الأدوات المدرسية والمآزر، تحسبا لدخول اجتماعي قد يُعلن عنه في أي لحظة. وتلتزم وزارة التربية الوطنية الصمت، تاركة باب التخمينات مفتوحا، فبين من يقول يلتحق التلاميذ بمدارسهم في 7 سبتمبر وآخرون يقولون في 10 والبقية في 20.

لأول مرة، وجد الجزائريون أنفسهم محتارين في موعد التحاق أبنائهم بمدارسهم، على غير العادة، إذ لم تعلن وزارة التربية الوطنية، عن تاريخ الدخول الاجتماعي المرتقب، رغم إفراجها عن موعد دخول الطاقم الإداري والبيداغوجي. والأمر جعل كثيرا من العائلات تائهة، خاصة من تنتظرها ارتباطات.

زروق: الأولياء ينتظرون.. وحتى نظام التفويج غامض

مريم، من العاصمة، مقبلة على الزواج، خلال هذه الصائفة، ولأنها لم تنته بعد من تحضيراتها للزواج، ترتقب وعلى أحر من الجمر موعد الدخول المدرسي، وقالت لـ “الشروق”: “أتمنى أن يدخل التلاميذ إلى مدارسهم بعد 15 سبتمبر”.. والسبب، عندها، أنها أجّرت قاعة حفلات، وهي متخوفة من عدم حضور المدعوين، في حال التحق أبناؤهم بالمدارس.

عائلات متخوفة من تزامن أعراسها مع الدخول المدرسي

وعائلات أخرى، قطعت عطلتها الصيفية بمجرد إعلان وزارة التربية الوطنية، عن موعد التحاق الطاقم الإداري والبيداغوجي بالمؤسسات التعليمية، بعدما كانوا يحسبون أن دخول أبنائهم سيكون في بدايات شهر سبتمبر المقبل.

أما البعض، فقد برمج قضاء عطلته، في نهاية شهر أوت الجاري، التي قد يقضيها على الأعصاب، ترقبا لإعلان موعد الدخول الاجتماعي في أي لحظة.

إلى ذلك، عبر أولياء، تحدثت معهم “الشروق”، عن تذمرهم بسبب تأخر الإعلان عن موعد الدخول المدرسي، وبحسبهم، فتحديد تاريخ معين يجعلهم يشرعون في التحضير لمستلزمات أبنائهم المتمدرسين، وهم مرتاحو البال.

ورافقت هذا الغموض، موجة من إطلاق النكت الطريفة، عبر مختلف منصات التواصل الاجتماعي، كعادة الجزائريين، في مثل هذه المواقف.

فمثلا، قال أحد المعلقين الإلكترونيين، إن أي شخص يسأل وزارة التربية عن موعد الدخول المدرسي، تطلب منه الحديث على “الخاص”، أي إن الموضوع صار مهما جدا. وآخر وضع صورة لكهنة معبد أمون مأخوذة من مسلسل سيدنا يوسف- عليه السلام-، وهم يتشاورون محتارين، بعدما سألهم ملكهم عن موعد الدخول المدرسي، فلم يجدوا إجابة للسؤال…

مطالب بالإبقاء على نظام التفويج

وفي الموضوع، أكد رئيس جمعية أولياء التلاميذ لولاية البليدة، عز الدين زروق، في تصريح لـ “الشروق”، أن الأولياء يعيشون حالة من الحيرة، بسبب عدم الإعلان عن التاريخ الرسمي لدخول أبنائهم المدرسي، فمنهم من قطع عطلته، وآخرون حائرون في موعد اقتناء اللوازم المدرسية. “ولأول مرة يحدث مثل هذا الجدل والصمت من وزارة التربية الوطنية”، على حد قوله.

وأضاف المتحدث، بأنه حتى مسألة التفويج في الأقسام، التي اعتمدتها وزارة التربية الوطنية، خلال جائحة كورونا، لم يتم الفصل فيها بعد، إن كانت ستبقى أم سيتم إلغاؤها مع تناقص زوال كورونا التدريجي، وبحسبه، “عملية التفويج انعكست إيجابا على النتائج المدرسية للتلاميذ، بحسب تأكيد المعلمين وشهادة الأولياء، بسبب قلة أعداد التلاميذ في القسم الواحد، ما يساعدهم على التركيز والفهم والمشاركة”. وبالتالي، “ينبغي على وزارة التربية الوطنية الإبقاء على عملية تفويج التلاميذ”، بحسب قول زروق.