جديد جمال بلماضي هو قديم “متجدّد”

القائمة الطويلة جدا التي اقترحها الجزائريون، لأجل بعث الروح في منتخب جزائري أبان عن تراجع مستواه وحتى عن شيخوخته، في منافسة كأس أمم إفريقيا في الكامرون وفي مباراة السدّ التأهيلية إلى كأس العالم، من لاعبين من ذوي المهارات الفنية والتكتيكية، وجميعهم من مزدوجي الجنسية، من أمثال آيت نوري وغويري وعدلي، تبيّن بأنها مجرد أضغاث أحلام، بعد أن أصرّ المدرب جمال بلماضي على أن يجدّد ثقته في نفس اللاعبين..

ولم يزد في القائمة سوى لاعبين عددهم دون أصابع اليد الواحدة، ونكاد نجزم بأن لا أحد منهم سيكون أساسيا في المباراة القادمة أمام أوغندا ولا حتى ما يأتي من بعدها في صورة قادري وبوجمعة وزدادكة وحتى حارس الرجاء البيضاوي قاية مرباح، الذين ينشطون مع أندية متوسطة، ما يعني بأنه نفس المنتخب الوطني الذي شاهده الجزائريون أمام سيراليون وأمام غينيا الإستوائية وهو الذي سيشاهدونه أمام أوغندا في ملب 5 جويلية، وما بعدها من مباريات إفريقية.

شخصية جمال بلماضي في عدم الاتصال بأي لاعب مغترب أو من أصول جزائرية وعددهم كبير، لا يمكنها أن تتغير، والذين يتمنون صفحه عن أحد أهم الهدافين في الدوري الفرنسي مهاجم نيس أندي ديلور، أو تقرّبه من حسام عوار الذي مازال متاحا والذي يقضي عطلته بالساحل الغربي غير بعيد عن المصيف الذي يفضله جمال بلماضي في مستغانم، واهمون، فالرجل الذي قال مرة بأن سليماني وبونجاح، أفضل بالنسبة إليه من نجم ريال مدريد كريم بن زيمة، لا يمكنه العودة عن رأيه وهو الذي قال بأن أندي ديلور لن يعود للخضر في وجوده وبأن حسام عوار ورفاقه اختاروا فرنسا وسيكون ذليلا لو اقترب منهم.

لحد الآن كل المؤشرات توحي بأن أيام جمال بلماضي ستمتد مؤقتا إلى غاية منافسة كأس أمم إفرقيا في كوت دفوار، وأي إخفاق سينهي العلاقة نهائيا، وأي تتويج سيفتح شهية المواصلة إلى غاية كأس العالم في القارة الأمريكية ما بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في صيف 2026، بعدد أكبر من المتأهلين الأفارقة، وفي الحالتين هناك مشكل كبير جدا لا يبدو بأن جمال بلماضي، مستعد لمعالجته، وهو الخلف لما سلف، ففي حالة الإخفاق في كوت ديفوار في صيف 2023، سيترك بلماضي منتخبا أشبه بالشبح، وخاصة في حالة مغادرته، لأن لاعبين كُثر سيقررون المغادرة، ليس بسبب السن وإنما بسبب تخمة المباريات، وفي حالة التتويج والمواصلة إلى غاية المونديال، فإن لاعبين كُثر من بينهم عيسى ماندي ورياض محرز ويوسف بلايلي لن يكونوا متاحين بسبب تقدمهم في السن وقد يكون بعضهم قد اعتزل اللعب نهائيا، ومشكلة التجديد من وجهة غير فرنسية ومنها الدوري الجزائري مازال مشوب بالمخاطر، بل المستوى المتدني للاعب المحلي وقد لاحظ جمال بلماضي ذلك بعينه في القاهرة عندما تابع مباراة وفاق سطيف أمام الأهلي المصري.