-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جرائم ومعارك طاحنة في رمضان!

سلطان بركاني
  • 6409
  • 0
جرائم ومعارك طاحنة في رمضان!

شابّ في الثانية والعشرين من عمره يذبح والده ويوجّه إليه 11 طعنة، بعد أن كان الوالد يستعدّ لصلاة العصر في أول يوم من رمضان، عمّ يقتل ابن أخيه طعنا وهو نائم في اليوم الأوّل من الشّهر الفضيل، شابّ يقتل أخاه ويطعن زوجته قبل ساعات من الإفطار… جرائم مروّعة تناقلت أخبارَها صفحات الجرائد في الأيام الأولى من شهر الرّحمة والمغفرة، تزيد عليها عددا أخبار المعارك الطّاحنة التي تنشب في الأسواق وأمام المحلاّت وفي الطّرق ووسائل النّقل العامّة، وكأنّ رمضان أصبح عند بعض الصائمين شهرا لتنفيس الضّيق الذي سبّبه لهم الامتناع “القسري” عن الطّعام والشّراب وعن السّجائر والنّشوق.

لا شكّ أنّنا جميعا نعلم أنّ مثل هذه السلوكيات تتنافى تمام المنافاة مع حقيقة الصيام، ونعلم أنّها تمحق أجر الصيام وتُذهب ثمرته، فيخرج المسلم من رمضان ولم يحصّل من صيامه غير الجوع والعطش.. لكنّنا مع ذلك لا نجاهد أنفسنا على مواجهة السيّئة بالحسنة وعلى كظم الغيظ والغضب والعفو عن الآخرين.. إذا نفخت النّفس الأمّارة بالسّوء في الواحد منّا نفخة عزّ زائف لم ير أمامه غير رفع الصّوت والسبّ والشّتم وسيلة لإعزاز نفسه! ونسي كلّ ما يعلمه عن حقيقة الصيام، ونسي وصية النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم حينما قال: “إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق، فإن سابّه أحد أو قاتله فليقل إنّي امرؤ صائم”، بل وينسى قبل ذلك ثناء العليّ الأعلى سبحانه على عباده الذين يكظمون الغيظ ويعفون عن النّاس ووعدُه لهم بأفضل الجزاء، في مثل قوله تعالى ((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ- الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين))، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: “ما من جرعة أعظم أجرا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله”، إلى آخر ما هنالك من الأجور العظيمة التي أعدّها الله لعبده المؤمن الذي يعزّ نفسه ويرفعها بصونها عن الانحدار إلى درك المخاصمات والمشاحنات والملاسنات التي تُهدَر معها الكرامة الإنسانية، وربّما تحبط معها الأجور وتضاعف الأوزار، وبخاصّة في شهر رمضان الذي يفترض أن يكون مدرسة يؤدّب فيها المسلم نفسه بأحسن الأخلاق ويحلّيها بأحسن الآداب.

 

رمضان فرصة لنا جميعا لنطهّر نفوسنا من مساوئ الأخلاق والعادات والأدواء، وعلى رأسها داء الكبر الذي يحرّض صاحبه على حبّ الانتقام وعلى الحرص على إهانة وإذلال الآخرين، وداء الأنانية الذي يجعل صاحبه لا يرى إلا نفسه ولا يهتّم إلا بمصلحته، ويسترخص كلّ الوسائل للظّفر ببغيته، ولو كان في ذلك ظلم وأذية لمن هم حوله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!