-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الباحث في علم الاجتماع نور الدين بكيس لـ "الشروق":

جريمة جمال بن سماعين حوّلت “الحشد” إلى منطقة رعب

وهيبة سليماني
  • 645
  • 0
جريمة جمال بن سماعين حوّلت “الحشد” إلى منطقة رعب
أرشيف

قال الأستاذ والباحث في علم الاجتماع السياسي نور الدين بكيس، إن قضية جمال بن سماعين، أعطت نظرة خاصة لمفهوم التجمهر والحشد، عند شريحة واسعة من المجتمع الجزائري، حيث شكل ذلك الحشد الذي وقع يوم 11 أوت 2021، حالة صدمة ورعب لا تزال آثارها باقية، في نفوس الكثير من المواطنين، وازداد الخوف من نتائج التجمهر بعد الحكم بالإعدام على 49 متهما في القضية.
وأوضح بكيس أن التجمهر يفرض منطق العقل الجمعي، ويطبع باتفاق دفع الأطراف إلى تصرفات غير عقلانية بناء على عقل الفرد لكنها تكون مقبولة على مستوى العقل الجمعي.
وأكد نور الدين بكيس أن الحشد الجماهيري في عقل الإنسان يحتاج إلى تراكم الكثير من المشاكل والمسببات للضغط تفجّره شرارة وحالة غضب كبير.
وقال خبير علم الاجتماع السّياسي إنّ وجود مئات المواطنين الذين يضغطون يوميا ولعدة أسباب من أجل حدوث تجمهر، لا يفضي بالضرورة إلى تحقيق ذلك، وهناك حسبه، عدة قضايا مست الشعوب العربية، ومن طرف دول أجنبية، لكنها لم تؤدي إلى الحشد، موضحا أن الهبات الشعبية لا تحتاج أحيانا لجدول زمني، وإرادة مسبقة لأن الحركات المنظمة ليست عفوية فهي مؤسسة، كما أن الحشد الجماهيري له منطقة خاصة مرتبطة بوجود تأثر، وتذمر، غير أن وجود هذه المشاعر لا يؤدي بالضرورة إلى الحشد.
ويرى الباحث نور الدين بكيس أن مثل هذه المشاعر قد تترك في المجتمع، أشكالا من اللامبالاة، والاستقالة من المسؤولية والتنمر الجماهيري، ولكن مجرد شرارة من فرد ما أو جماعة ما، تدفع هذه التراكمات إلى الحشد والتجمهر.
وأكد بكيس أن ما حدث في الحشد الذي تسببت فيه حرائق غابات منطقة القبائل، والتحريض ضد جمال بن سماعين، والانتهاء بمحرقة إنسانية، كان ضحيتها هذا الأخير، قد يترك صورة مرعبة حول الحشد، فتسود حالة من الخوف والتردد المرتبط بتجربة 11 أوت 2021 بالأربعاء ناث إيراثن بتيزي وزو، فتلك الحادثة تضغط على الأفراد من خلال صور وفيديوهات شاهدها الكثير من المواطنين، تحمل كل البشاعة المتعلقة بجرائم القتل وتنكيل الجثث.
ويرى الدكتور نور الدين بكيس أن الحشد في ذهن الكثير من الجزائريين، يرتبط بتلك الصور المرعبة، وبتورط أشخاص في جناية بسبب العقل الجمعي المجنون بعدوى الجماهير، وبالتالي يصبح الأفراد يراهنون على الحلول الفردية، ويتفادون التجمهر والحشد، خوفا من التورط في التهم، مما يعطّل فكرة المشاركة والتشاركية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!