جواهر
عندما يفوق الإبداع الحدود

جزائريات “صباع الغول”!

سمية سعادة
  • 6626
  • 16
ح.م

علينا أن نعترف أن المرأة الجزائرية حققت طفرة كبيرة في مجال صنع الحلويات وانتقلت بها من مرحلة الإبداع إلى مرحلة “الإدهاش” عندما حررتها من سجن التقاليد واتخذت لها أشكالا غريبة من الحياة اليومية، فاستعارت من الرضيع وجهه، ومن الجدار لوحته، ومن الطفل المختون طربوشه، ودخلت بها حتى إلى  عرين الغول وسرقت إصبعه في “غفلة” منه، فما أشجع هؤلاء الجزائريات؟!.

والمتابعات لتطور الحلويات في الجزائر، يمكنهن أن يلاحظن مدى التزام الجزائريات في بداية الخروج بها من طابعها التقليدي القديم بأشكال ذات صلة بالمطبخ والفواكه، على غرار المشمش والموز، ما جعل تطورها في هذا السياق مقبولا ومستساغا من الناحية الشكلية والنفسية لأنها ظلت مقترنة بما يجوز أكله والاستمتاع بمذاقه، بل إن استعارة هذه الأشكال من الفواكه فسح لها مساحة في القلوب.

وحتى عندما تم اعتماد أشكال لا علاقة لها بالطبخ، على غرار حلوى”شوارب المناعي” ظلت قريبة من الأشكال العادية ذات المذاق اللذيذ.

على عكس “المودالات” الغريبة والصادمة التي غزت الأسواق في السنوات الأخيرة التي نزعت من الحلوى صفتها، وجعلت منها أشكالا ليس فيه روح، وأصبح اعتمادها في المناسبات لا يرجى منه سوى لفت الانتباه واستعراض ” الأصابع” التي تفننت في صنعها، وربما أهملن مذاقها لاعتقادهن أن الشكل  يمكنه أن يغطي على عيوبها الأخرى، ولعل هذا الأمر يتماشى مع هو سائد من سلوكات في مجتمعنا من اهتمام بالمظهر وإهمال للجوهر.

ويبدو أن هؤلاء المبدعات في مجال الحلويات، ماضيات في”استنساخ” كل الأشكال التي من شأنها أن تثير الاستغراب و”التقزز”، حتى وان لم يكن الإقبال عليها من ناحية الاستهلاك بنفس المستوى الذي تعرفه الحلويات العادية، لأنه كلما تركز الهدف من هذه الحلويات على” الإدهاش”، كلما قل الإقبال عليها، حيث تقول إحدى السيدات عن حلوى” صباع الغول” المشكًلة على شكل إصبع غليظ ينتهي برقاقة لوز تحاكي الأظافر، إنها لا تستطيع أن تأكل هذه الأصابع التي تنزع الرغبة في الأكل لمدة أسبوع.

من الجيد أن تبدع الجزائريات في صنع حلويات لذيذة وذات أشكال جميلة، بشرط أن تحفظ لها روحها، وتبتعد بها عن الأشكال التي تجعلنا نعتقد أننا نقضم إصبع غول مخيف!.

مقالات ذات صلة