-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أغرتهن الهجرة وفيديوهات الانستغرام

جزائريات مشردات في شوارع اوروبا والامارات

نسيبة علال
  • 4631
  • 0
جزائريات مشردات في شوارع اوروبا والامارات

يوميا، وبصفة غير منقطعة، تغرق مواقع التواصل الاجتماعي اكثر ببلاغات تشرد و فيديوهات استغاثة، لجزائريات في بلاد الغربة، بعضهن فتيات في عمر الزهور، وأخريات سيدات مر عليهن العمر الطويل ثقيلا، تركن الاهل وتحدين المجتمع مغررات بالإمارات واوروبا وجنة الدنيا، فأنهكهن الواقع وصدمتهن الظروف، وانكسرت اجنحتهن هناك بعيدا عن الديار.

يبدو ان الترويج الفظيع للهجرة مؤخرا، بدأ يؤتي أكله، بل أكل زهرة عمر الكثيرات، كان منتظرا ان تينع وتتفتح في بيئة افضل، فلم يهدأ بال للمؤثرات المغتربات أغلبهن بطرق غير شرعية حتى جررن اليهن الجزائريات أسرابا اسرابا، بعد حروب يخذنها مع المعتقدات والمبادئ والاعراف الاجتماعية، كنزة، 29 سنة احدى ضحايا الترويج المظلل للغربة، تروي تجربة مريرة، انجاها منها القدر بعد عديد الانتهاكات: ” حصلت على ماستر في الاعلام والاتصال، وانتظرت طويلا بلا وظيفة قارة، بينما اشاهد كل لحظة فتيات بمستويات علمية وثقافية جد محدودة، يعشن النعيم في المهجر يتزوجن وينجبن ويعملن ويدرسن.. فقررت حذوهن ومن دون رضا عائلتي تقريبا، حزمت حقائبي إلى الإمارات تحديدا أبو ظبي اولا، انتهت اقامتي السياحية وقد حصلت على عقد عمل في مقهى على ان تتحسن الظروف، قررت صاحبته المغربية ان تسلبني جواز سفري لتضغط علي لأستمر في العمل بأجر زهيد، بعدها تم طردي من السكن الجماعي، فعشت شهورا في المقهى قبل أن احصل على وثائقي، ولم اتمكن من العثور على وظيفة اخرى..”.

الخيبة تعود بالمهاجرات الى نقطة الصفر

وهم أن البلدان المتطورة تقدر الشهادات العلمية، وتمنح الوظيفة المناسبة للأشخاص فور زيارتها اكراما للإنسانية اوقع بكثيرات على غرار كنزة، مثلا، ايمان هي خريجة جامعة هواري بومدين باب الزوار، المتفوقة بامتياز، وجدت ان الجزائر قد لا تمنحها فرصة البروز والتألق، فبحثت عن وطن يحتوي كفاءتها وسجلت بجامعة كندية، تقول: ” اول ما وصلت ظهرت عندي حساسية مفرطة من البرد، تورم جسمي بالكامل، ولم احصل على الرعاية الصحية كان علي الانتظار من 18 الى 20 ساعة كي امر على طبيب يصف لي بعض الادوية، كانت تكاليف الدراسة والسكن باهظة ولم اتمكن من العمل بسبب تدهور صحتي وضيق الوقت، وكنت اعيد مشاهدة الفيديوهات التي اغرتني بالهجرة بعين اخرى ولسان لاعن طوال الوقت، قررت بعد حوالي سنة ونصف من العذاب والضياع هناك، العودة إلى الديار محملة بحقائب الخيبة والخذلان، وايقنت ان الهجرة للنساء بلا ضمانات، هي اكبر مغامرة في الحياة، قد تنجو وقد تأكلك الذئاب”.

مع ان هناك العديد من الحالات لا حصر لها التي غادرت الوطن للعمل او الدراسة او بحثا عن حياة افضل وتمكنت من تحقيق اهدافها وبلوغ طموحاتها، بسهولة او بعد معاناة، الى ان اعداد الجزائريات اللواتي ضعن في الغربة، وفقدن بوصلتهن هناك كبير ايضا، يرجع اخصائيون السبب الى قلة الخبرة، وعدم قدرة المرأة على تحمل مشاق الحياة ومسؤولياتها الكثيرة دون دعم او متابعة، ظف الى ذلك ان المرأة في المجتمعات الاوروبية وبعض المجتمعات البراغماتية المتطورة، لا تفرق بينها وبين الرجل وفلا تحصل على الاحترام والاولوية التي تتمتع بها في وطنها، ولا يفرق بينها وبين الرجل في الجهد والعمل، وما تنشره المؤثرات عبر مواقعهن الاجتماعية ليس سوى الجانب البراق من المشهد.

التغييرات الاجتماعية بعد الانفتاح وراء الظاهرة

تشير الاخصائية في علم الاجتماع الاستاذة مريم بركان إلى ان الترويج الاعلامي والالكتروني غير الخاضع للرقابة، أصبح يسوق لظواهر جديدة خطيرة على البنية الاجتماعية، فلم تكن العائلات الجزائرية قبل سنوات قليلة تسمح بسفر بناتهن لمفردهن حتى يواجهن المجهول، أما القوانين الاجتماعية فكانت صارمة جدا في التصنيف ما يجعل المرأة تفكر الف مرة قبل الاقبال على الهجرة، وأهم نقطة يجب الاشارة اليها هي ظهور ما يدعى بالانستغراموز واليوتيوبر اللواتي تمكن من مغادرة الوطن، غالبا بطرق غير شرعية او في اطار استخدامهن من قبل جهات تجارية همهن تلميع صورة المغتربات، وحث الفتيات على خرق العادات والاعراف الاجتماعية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!