-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
في عيدهن العالمي...

جزائريات يسارعن إلى الرقص.. وأخريات مكتويات بحمالة الحطب

الشروق أونلاين
  • 17596
  • 7
جزائريات يسارعن إلى الرقص.. وأخريات مكتويات بحمالة الحطب

تحتفل الأنثى بعيدها الثامن مارس من كل سنة، وهي المناسبة التي تعتبرها المرأة عامة والجزائرية خاصة مكسبا لها، ونقطة تمعن فيما وصل إليه الجنس اللطيف في مزاحمة الرجل في عديد الميادين التي لم تبق حكرا عليه، يحدث هذا بالتوازي مع نساء أخريات بعيدات عن الأنظار يصارعن مشاق الحياة وقساوتها في الكثير من القرى والمداشر، نساء أرغمتهن الطبيعة القاسية على الابتعاد عن كل أشكال التجمل من عطر ومساحيق، فلا وقت لديهن للاعتناء بمظهرهن الذي ذبل مع مرور الأيام في حضرة الطبيعة القاسية.

نساء يجهلن تاريخ ميلادهن فكيف بتاريخ عيد المرأة؟!

غرقت الكثيرات من بنات حواء في بحر الأمية بحكم المناطق المعزولة التي تقطنها، أيامهن تتراوح بين تربية الأولاد التي أصبحت عبءا على الكثير من العائلات للظروف الصعبة، والعمل خارج البيت إلى جنب الزوج في الحقول والمزارع، بعيدا عن أنظار الناس في المناطق النائية، ضحين بكل ما هو جميل حتى من خصوصيات الأنثى من أجل رغيف العيش تحت حرارة الشمس التي تلفح وجههن طوال النهار، وكذا برودة الجو في أيام أخرى في مناطق تنعدم فيها وسائل العيش المريحة حتى البسيطة منها، لقد أرغمتهن الظروف المحيطة بهن على نسيان أو حتى عدم معرفة سنين عمرهن التي ذابت في تجاعيد وجوههن، بل منهن من تجهل حتى يوم ميلادها وهن كثيرات، تختزل الكثير منهن الإجابة على سؤال عمرها أنه قارب الثلاثين أو الأربعين مثلا من دون تحديد التاريخ بالضبط، لم يشغلهن عيدهن في هذا اليوم فإن كانت أغلبهن لا يعرفن تاريخه فإن الأخريات منهن لا يسمح لهن بالخروج والتجمل في هذا اليوم بحكم عادة العشيرة أو القرية التي انطوت تحت تقاليد الأجداد والآباء.

 ..وحمالات الحطب في الجبال والغابات

    في الدروب الوعرة للكثير من مناطق جزائر اليوم انحنى قد العديد من النساء جراء الحمل الثقيل من الحطب، الذي يستعمل في الطبخ وغيره من الأعمال المنزلية، يذهبن للبحث عن هذه المادة في أبعد مناطق عن المنزل، بل منهن من تخرج صباحا وتعود إلى ما قبل المغيب، معيشة ضنكا هذه التي كتبها الله للكثيرات من النساء في القرى والمداشر، مناطق لم تصلها يد الحضارة والتكنولوجيا وبقيت تلامس العوز والفقر والتخلف بكل أنواعه، منها حتى من لم تستنر بنور الاستقلال مادامت الكهرباء لم تصل إليها، ربما يقول قائل إن من يتحدث عن هذه الأماكن ربما يريد بلدانا أخرى غير الجزائر، لكنها حقيقة مشاهد نمر عليها في الكثير من المداشر العزل التي يحاصرها الجهل والأمية من كل مكان، فالمتجول فيها لا يرى شيئا من الحضارة التي مست كل شبر في هذه المعمورة، غير أنها بقيت دون غيرها من الأماكن، وبالرغم من كل الوسائل التي أوجدتها يد الانسان لتسهيل حياة الأفراد والجماعات، بقيت  العديد من هذه البؤر بعيدة عن هذا كله، وبقيت المرأة فيها ضحية بأثر رجعي همها أن القدر اختار لها أن تكون بنت هذه المناطق المعزولة من الجزائر المستقلة وضحية لقب “أنثى”.

ومنهن من تطهي الطعام بأغصان الأشجار وفي العراء

في مشاهد أخرى وفي نفس اليوم مازالت أخريات من بنات حواء في صراع دائم مع الحياة الصعبة، وماتزال الكثيرات منهن في المداشر والقرى الصغيرة ولحتمية مناطقها الوعرة التي لم تلج اليها وسائل الراحة من غاز وكهرباء وأغلب ضروريات الحياة يقمن بطهي أغلب وجبات يومهن بأغصان الأشجار في العراء بعيدا عن الوسائل الحضارية التي سهلت حياة المرأة في بيتها. في مقابل هذا تخرج امرأة أخرى في المدن الكبيرة للترفيه عن نفسها ولقاء صديقاتها وحضور دعوات الاحتفال بهذا اليوم في أماكن خص بها الجنس اللطيف، يتزاحمن أفواجا وفرادى على كل ما خصت به المرأة في هذا اليوم من الأكل والشرب بكل أنواعه  وفي كل الأماكن، يحضرن الحفلات والتكريمات التي برمجت لهذه المناسبة، يجبن كل الشوارع والطرقات في يوم تقضيه أغلبهن في التجوال والمرح بعيدا عن روتين العمل واشغال البيت ولو ليوم واحد.  

 هي صورة أخرى مناقضة للصورة الأولى تشابه فيها اليوم، إلا أن كيفية  قضائه يختلف كثيرا، بل لا يوجد حتى وجه للمقارنة.

إن الحديث عن ما تعانيه الكثير من النساء في المناطق الوعرة في جزائر اليوم هو للتذكير والنظر في أحوالهن الذي تفرح به البعض منهم لمن كان لها الحظ فيه وفي المقابل وليس ببعيد توجد من لم تصل إلى حقوقها كأنثى، فما بالك بالاحتفال بهذا التاريخ.

تقبر العديد من حملت لقب “أنثى” في أماكن نسبت إلى المجهول في الوقت الذي أصبح العالم قرية واحدة لسهولة الاتصال والتواصل، لكن في بلد يستنشق هواء الحرية في كل ربوعه، بقيت العديد من المناطق خارج التغطية حتى من أبسط وسائل العيش وحلت محلها وسائل تقليدية تنسب إلى الزمان الماضي أو إلى أجيال ما قبل الاستعمار، كانت المرأة جزءا من هذا البؤس الذي تربع على هذه المناطق وأسدل عليها ستاره فلا يظهر لك الخيط الأبيض من الخيط الأسود حتى في وضح النهار، والغريب من هذا أنه لم يحن الوقت للتفكير في تهيئة ظروف حسنة لمن يولد من رحم تلك الأمهات وهن يصارعن الطبيعة وهي تقذف بهن إلى ما بعد التاريخ وبقين مجهولات في يوميات عالم معرف بكل أحرف التعريف.

لا يفيد مثل هذا التاريخ والاحتفال به مادامت المرأة في هذه المناطق لم تصل لرؤية شعاع الأنوثة يلوح في كل ما حولها، أين حقوق المرأة مع من مازالت تتخذ من ظهرها مرقدا لولدها، نساء يرضعن أولادهن في العراء وهن يراقبن الماشية في الجبال والغابات، احترقت أيديهن بنار الطبخ بالحطب، الأمية تنهش أيامهن وكبرن على الجهل الذي فطمن به.

 بل لا يفيد معهن التزين في يوم الثامن من كل مارس مادام أنه لا يغير من حالهن شيئا، فالكثيرات منهن من تخاطبه بخطاب عدت يا عيد فبأي حال عدت، لقد طوي كتاب أعمارهن في البرية ما عرف من أجزائه ماعدا اليأس وجبروت الطبيعة التي لم ترحم ضعف أجسادهن ولم يشفع لهن اسم الأنوثة الذي كان رمزا للطيبة والرفق، غير أنه ذاب وانصهر  في حضرة القساوة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • الاسم

    hay alia rjale bakri ki lyoume wala nssa bakri ki lyoume numero 1 nta mride lazame lak tabibe nafsani wache dakhale al houkouma fi darek lya kane nta matakdarche tahkame khala el mouchtache

  • الاسم

    طبعا ليست هته النسوة اللاتي تقصدها خليدة تومي و بن براهيم وجمعيات النساء المحاربات لشرع الله في التعدد و تعطيل الطلاق لدرجة تحريمه مثل ماهو معمول به عند المسيحيين

  • meziani boubaker

    Ces image de l'Algérie profonde "des Aurès" ces femmes n’attendent pas les gargots du blé d'autres mer et n'attendent même pas le gaz algériens elles sont 1000% autonome et n'attendes rien de l'état juste la paie ce modèle est l’exemple de tous algériens au lieu de réclamer et toujours demander "hat nakal wala nallak » en bref il faut travailler les algériens

  • الاسم

    ما علاقة الزوايا بالدعارة يا رقم واحد ؟ الزوايا للعلم الشرعي والتربية الذان يظهر من تعليقك انهما ينقصانك.

  • idir

    والله صدقت أخي (أو أختي) صاحب التعليق رقم واحد... والقادم أعظم بكثير خصوصا تحت قيادة سي السعيد...دعهم يطبلون والله سوف يسألون يوم القيامة عن مشاركتهم في الرداءة والإنحطاط في شتى الميادين وخاصة الأخلاقية ولو بطريقة غير مباشرة...حكام ينفذون أجندة ماسونية بإمتياز

  • الاسم

    رقم 1 اذا كنت قلم ماجور اتقي الله كفاك كذب وبهتان واذا كنت جاهل ولا اظنك كذالك فاصمت

  • حسبنا الله

    السحر و الشعوذة
    والزوايا و الدعارة
    والرشوة و الربا
    والسرقة و الجريمة

    هذا كله مخخط رهيب
    رسم في 1999

    ثم نفذ بعد ذلك
    باستخدام شتى الوسائل
    الشيطانية.

    هذا هو انجازات أصحاب العهدة الرابعة

    محاربة القيم الأخلاقية
    والثقافة و الابداع

    وتشجيع الرذيلة.

    مخطط صهيوني