جواهر
في سابقة فريدة من نوعها

جزائرية كفيفة تترجم القرآن الكريم إلى الفرنسية على طريقة بريل

أماني أريس
  • 5591
  • 11
ح.م

في سابقة فريدة من نوعها نجحت السيدة “هزار خوجة ” وهي فرنسية من أصول جزائرية، في ترجمة معاني القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية بطريقة بريل، مقدمة بذلك خدمة جليلة للمكفوفين الراغبين في قراءة وفهم القرآن الكريم.

وعلى هامش حفل تخرج دفعة من طلاب علوم الشريعة بالمعهد الأوربي للعلوم الإنسانية شمال باريس، صرحت  أنه تم استدعاؤها للحفل كي تعرف الحاضرين بمشروعها، وتقاسمهم ابتكارها الجديد الذي يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.

وتضيف صاحبة الإنجاز، أنها ممثلة لجمعية الزهرة البرية الخاصة بهذه الشريحة، تقدم لهم الدروس الشرعية باللغتين العربية والفرنسية، وتوزع عليهم مصاحف عربية في فرنسا وفي كثير من الدول الأوربية، كما تعلمهم اللغة العربية، وكذلك الأسفار ومناسك الحج والعمرة كلها بلغة بريل.

من جهته يقول السيد حسين زوج هزار الناشط معها في نفس الجمعية؛ أن أصل فكرة المشروع جاءت نتيجة المصاعب التي واجهتها زوجته أثناء طلبها للعلم الشرعي، إذ  لم تجد أي كتاب لا في الفقه، ولا في الحديث، ولا حتى القرآن الكريم مترجما بطريقة بريل، وهنا بدأت رحلة البحث عن حل للمشكل، فتبلورت  لديها فكرة ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الفرنسية على طريقة بريل.

وبعد خمس سنوات من التخطيط والتنسيق تم تأسيس جمعية الزهرة البرية المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة، وانطلق مشروع الترجمة بحماس كبير خاصة بعدما اكتشفوا وجود نسخ للتوراة والإنجيل مترجمة بلغة بريل.

وكانت أولى خطوات المشروع، حملة توعوية عن طريق تنظيم ورشات وإلقاء محاضرات لتوعية الناس بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة، وعلى وجه التحديد فئة المكفوفين، وضرورة مساعدتهم على طلب العلم الشرعي. فاِلتف حولهم الكثير من الناس وشجعوهم على تنفيذ المشروع، وبمجرد نزول الإعلان على الموقع الالكتروني للجمعية، بدأت الطلبات تنهال عليهم من مختلف الدول الأوربية ومن أمريكا ومن أفريقيا.

واستغرقت فترة المشروع من بدايته كفرة إلى غاية توزيع المصاحف المترجمة ثمان سنوات كاملة، وذلك راجع إلى الصعوبات التي واجهتهم، أولها المشكل المادي، حيث بلغت تكلفة النسخة الواحدة المكونة من ست مجلدات حوالي 300 يورو، بالإضافة إلى اعتمادهم على آلة رقن عادية أخذت منهم وقتا طويلا، عدى عمليات الترتيب والتصحيح والجمع والتغليف ثم التوزيع حسب ما صرحت به هزار لموقع الجزيرة نت.

وأكدت خوجة وزوجها أن عدد الطلبات على المصاحف يعد بالمئات من مختلف أنحاء العالم، خاصة من الدول الناطقة بالفرنسية لطباعة نسخة الترجمة بطريقة بريل.

وعن المشاريع المستقبلية، أكدت أنها تسعى إلى ترجمة كتاب ” قراءة في عقل المسلم” لمؤلفه حسان حتحوت بطريقة بريل، بالإضافة إلى العديد من المشاريع الواعدة خدمة للدين الإسلامي في المجتمع الفرنسي معتبرة ذلك واجبا عليها كمسلمة.

مقالات ذات صلة