الجزائر
بعدما تحولت أغلب الشواطئ إلى "ميامي بيتش"

جزائريون في رحلة بحث عن “شواطئ الحرمة”

بلقاسم حوام
  • 8965
  • 29
أرشيف

اجتاحت مظاهر العري والانحلال الكثير من الشواطئ التي تحولت إلى “ميامي بيتش”، أين بات فيها “البيكيني” و”المايوه” ينافسان الجبة و”البوركيني”، ما دفع الكثير من العائلات المحافظة إلى اختيار وجهات بعيدة لضمان الحرمة والهدوء، في ما لجأ مواطنون إلى إطلاق إعلانات على مواقع التواصل الاجتماعي للبحث عن شواطئ عائلية خالية من الابتذال، وهذا ما ساهم في انتشار موضة الشواطئ الخاصة بالنساء فقط وأخرى للملتزمين ..
بات العثور على شاطئ عائلي يضمن الحرمة والهدوء والراحة أمرا صعب المنال، بعد انتشار مظاهر العري والابتزاز والفوضى في أغلب المناطق الساحلية، حيث أطلق الجزائريون أربعة تصنيفات على الشواطئ وهي شواطئ “العراة” المعروفة بانتشار النساء اللواتي يسبحن بملابس شبه عارية وكذلك الرجال الذين يسبحون بملابس غير مستورة وأغلب هذه الشواطئ ما تكون تابعة أو قريبة من المركبات السياحية، والتصنيف الثاني للشواطئ العائلية المختلطة التي تمتزج فيها مظاهر الحشمة بمظاهر الانحلال وتجلس فيها العائلات المحافظة جنبا إلى جنب مع العائلات المتميعة التي تشجع بناتها على السباحة بــ”المايوه” و”البيكيني”، أما التصنيف الثالث الذي اعتمده الجزائريون للشواطئ فهو شواطئ الملتزمين التي تقام فيها الصلاة جماعة وتسبح فيها النساء بالحجاب و”البوركيني” ويتجول فيها الرجال بملابس محتشمة وأغلب من يقصد هذه الشواطئ هي العائلات المحافظة التي تقطن الأحياء الشعبية والملتحين من أتباع “السلفية” و”الإخوان” والمواطنون العاديون الذين يبحثون عن شواطئ خالية من مظاهر العري والانحلال، وبالنسبة للتصنيف الرابع للشواطئ وهو تصنيف جديد ظهر مؤخرا يتعلق بالشواطئ المفتوحة للنساء فقط على غرار شاطئ “مارينا بالم” بالعاصمة وشاطئ حجرة النص بشرشال .. والتي باتت تستقطب شريحة واسعة من النساء اللواتي يبحثن عن السباحة بعيدا عن أعين الرجال ودون قيود شرعية تلزم عليهن لبس الحجاب..

“نحب مرتي تعوم وما يشوفها حتى واحد”

“الشروق” تحدثت مع بعض الرجال الذين فضلوا اصطحاب زوجاتهم إلى الشواطئ الخاصة بالنساء فقط، والتي باتت تنتشر في العديد من المناطق، حيث أكد لنا السيد مختاري كريم الذي فضل اصطحاب عائلته للتخييم في المركب السياحي المتواجد في حجرة النص في شرشال والذي يمنع الاختلاط في الشواطئ أنه فضل هذا المكان الذي ذاع صيته لتمكين زوجته وبناته من الاستمتاع بالبحر بعيدا عن أعين الرجال والسباحة بأريحية وتجنب الاختلاط بكل ما له علاقة بالعري والتحرشات والابتذال، فيما أكد لنا شخص آخر قصد هذا المكان أن الهدف من اصطحاب عائلته للتخييم في مخيمات “الملتزمين” ليس هدفه الاستجمام فقط بل التعلم والتربية والسياحة وفق الضوابط الشرعية، حيث توفر هذه المركبات السياحية الإسلامية مصليات جماعية ومحاضرات تربوية ودورات رياضية وهذا ما يجعلها وجهة الباحثين عن الاستجمام في ظروف تميزها الحرمة والاحتشام..

“أنا محجبة ونحب نعوم بلا حجاب”

وجهتنا الثانية كانت شاطئ “مارينا بالم” ببرج الكيفان بالعاصمة والذي يعتبر أول مركب سياحي خاص بالنساء فقط، افتتح أبوابه قبل خمس سنوات ونال شهرة واسعة والدليل على ذلك كثرت المتوافدات عليه ومن مختلف الشرائح والأعمار، حيث جمعنا حوار صغير مع بعض الزائرات لهذا الشاطئ وكانت عينتنا فتاة محجبة في الثلاثينات أم لطفلين أكدت لنا “زوجي منعني من زيارة البحر منذ 10 سنوات بسبب غيرته الشديدة وتحججه بتحريم الاختلاط وتجنب مظاهر العري، إلى حين فتح شاطئ “مارينا بالم” الخاص بالنساء فقط والذي أتاح لي حرية السباحة بعيدا عن أعين الرجال وبرضا زوجي، حيث أستمتع بروعة البحر من دون قيود شرعية ولا أضطر للسباحة بالحجاب على عكس ما كنت أفعله عندما أقصد الشواطئ المختلطة أين أسبح بحجابي الذي يتبلل و”يخنقني”..

“أقطع مسافة 100 كم للسباحة بعيدا عن العري”

باتت ولاية تيبازة من أكثر الولايات التي تقصدها العائلات الباحثة عن الهدوء والحرمة، حيث توفر شواطئها الواقعة في كل من البلج وشرشال وحجرة النص وبوشغال وتنس وواد مسلمون.. ملاذا للملتزمين و”الحرميين” حيث باتت العديد من الشواطئ الواقعة في هذه الأماكن معروفة باستقبالها للمحافظين فقط، لأنها تقع في مناطق محافظة تتوسط أجمل الأماكن الطبيعية التي لا يقصدها إلا من يعرفها، حيث التقينا بأحد الرجال الذي اصطحب عائلته إلى شاطئ “واد مسلمون” أين أكد أنه يقطع مسافة 100 كم قادما من شرق العاصمة بحثا عن الهدوء والسكينة والحرمة في واحد من أجمل شواطئ ولاية تيبازة، قائلا “كرهت من الفوضى والقمامة والعري الذي يميز أغلب شواطئ العاصمة، أفضل قطع مسافة طويلة لأنعم بيوم هادئ وسط هذه المناظر الطبيعية الخلابة..”.

مقالات ذات صلة