الجزائر
يعتقدون أن إخراجها في العاشر من محرم واجب

جزائريون لا يخرجون الزكاة في وقتها بسبب “عاشوراء”

زهيرة مجراب
  • 9734
  • 8
ح.م

يرتبط في الذهنية والتفكير الجزائري أن الاحتفال بعيد عاشوراء هو موعد لإخراج الزكاة عن أموالهم وكل ما يتوجب الزكاة فيه، وبالرغم من أن هذه المناسبة الدينية لا علاقة لها بهذا اليوم، بل لها صلة وثيقة باكتمال الحول أي مرور سنة كاملة على الأموال وبلوغها النصاب المحدد، غير أن الكثير ينتظرون جهلا منهم عاشوراء ويفوتون بذلك إخراجها في وقتها.

عندما يذكر العاشر من محرم يتبادر إلى ذهن الجميع إخراج الزكاة والطوابير الطويلة التي تصطف عند أبواب المصانع والمحلات التجارية، بل وحتى بعض الفيلات في انتظار “العشور” أو الزكاة التي يجودون بها عليهم، ويسود وسط غالبية أفراد الشعب الجزائري أن يوم عاشوراء وهو اليوم الذي نجى فيه المولى عز وجل سيدنا موسى من فرعون وجنوده الظالمين وأغرقهم، فيصومونه عملا بسنة نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم هو يوم أيضا للقيام بثالث أركان الإسلام وهو إيتاء الزكاة.

ولأن هذا المعتقد واسع الانتشار في مجتمعنا لا يهتم العديد من المواطنين الذين بلغت أموالهم النصاب، وحل عليهم الحول في شهر آخر من شهور السنة بإخراجها، ويفضلون الانتظار حتى عاشوراء لتزكية أموالهم.

 وما عزز هذا التفكير لديهم وعمل على ترسيخه في أذهانهم مرافقته بخطب مسجدية وحالات استنفار ودروس عن الزكاة ووجوب إخراجها بدءا من الفاتح محرم، أضف إلى ذلك تحديد النصاب وشروح مستفيضة في ما تجب فيه الزكاة وكيفية إخراجها، وهو ما يزيد اعتقادهم بأن عاشوراء يوم لإخراج الزكاة. وطالب الأئمة المواطنين بالحرص على تقييد التواريخ والمواعيد الدقيقة لإيداع أموالهم، حتى يسهل عليهم إخراج الزكاة متى استوفت الشروط.

وفي هذا الصدد، أوضح إمام مسجد القدس بالشراقة، الشيخ محمد الأمين ناصري، أن إخراج الزكاة متعلق ببلوغ النصاب المقدر هذه السنة بـ 52 مليون سنتيم، وهي واجبة لقوله تعالى: “وويل للمشركين الذين لا يؤتون الزكاة وبالآخرة هم كافرون”. فالمولى عز وجل جعل مانعي الزكاة في نفس مرتبة المشركين.

وأكد الشيخ عدم وجود دليل شرعي يفرض إخراج الزكاة في عاشوراء، فإخراجها واجب متى اكتمل النصاب ودار الحول سواء في جانفي أم فيفري أم محرم أم رمضان، فلا علاقة لها بالأشهر الميلادية ولا الهجرية ولا المناسبات الدينية، وربطها بعاشر أيام شهر محرم سببه تعود الناس على اتخاذ مطلع السنة الجديدة موعدا لعد أموالهم وتقييم نشاطاتهم التجارية لذا يخرجون يومها الزكاة. فربطها بهذه المناسبة عادة ومعتقد شعبي بحت وليس له أصل ديني.

وهو ما يؤيده فيه إمام مسجد حيدرة، الشيخ جلول قسول، فلا علاقة بين الزكاة وعاشوراء كما تعتقد شريحة واسعة من الجزائريين، فالزكاة ركن من أركان الإسلام تجب عند بلوغ المال النصاب سواء كان في شهر ميلادي أم هجري، أي على مدار السنة.

ويرى الشيخ قسول أن جعل الزكاة في هذا اليوم معتقد شعبي محض، حتى إن المواطنين يسمونها باللهجة الدارجة “عشور” وهذا لأسباب عديدة كجرد أموالهم في بداية السنة الهجرية، واستمرت هذه العادة منذ القدم إلى يومنا هذا. وهناك بعض المحاصيل التي تجب فيها الزكاة وتكون بمجرد حصادها، واستطرد الإمام أن المساجد مفتوحة طوال السنة وتستقبل الزكاة باستمرار لكنها تكثف حملاتها التوعوية في هذه الأيام التي تسبق عاشوراء، لكون غالبية المزكين يفضلون إخراجها هذه الأيام بالرغم من كونه مفهوما خاطئا فهناك من يضيعون مواعيد زكاتهم بانتظارهم قدوم يوم عاشوراء.

مقالات ذات صلة