الجزائر
في انتظار إعلان الوظيف العمومي أنه عطلة مدفوعة الأجر

جزائريون لا يعلمون بحلول السنة الهجرية هذا الثلاثاء!

زهيرة مجراب
  • 5670
  • 19
ح.م

يستقبل الجزائريون على غرار الأمة الإسلامية يوم الثلاثاء القادم، أول أيام السنة الهجرية الجديدة، حيث سيحل العام الهجري 1440، غير أن هذا التاريخ لا يحظى بأي أهمية لدى الكثير من المواطنين الذي يجهلون موعده، ولا حتى سبب الاحتفال به، بل يعلمون به عن طريق الصدفة عندما تعلن مديرية الوظيف العمومي عنه يوم عطلة مدفوعة الأجر.

يجهل الكثير من الجزائريين موعد بداية السنة الهجرية وأول أشهرها، بل يقتصر الأمر عليهم على شهر رمضان فقط فهو الوحيد الذي يحظى باهتمامهم ومتابعتهم بغض النظر عن السنة، إضافة إلى عيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف،  في الوقت الذي لا يخفى عن الكثيرين تاريخ حلول السنة الميلادية، ويستعدون له أشهر عدة قبيل حلوله من خلال الحجز في الفنادق واختيار وجهات السفر إليه.

وتلعب الصدفة دورا هاما في معرفة بعضهم بالتاريخ الهجري فيطلعون عليه من خلال بيان الوظيف العمومي الذي يعلنه يوم عطلة مدفوعة الأجر أو عبر وسائل الإعلام. وكانت المناسبة الدينية المرتبطة بالهجرة النبوية في الماضي، تحظى باهتمام العائلات الجزائرية فتستعد لها من خلال تحضير وجبات عشاء مميزة ليجتمعوا حولها، كما يسترجعون سيرة خير الخلق محمد صلى الله عليه وسلم ورحلة هجرته من مكة المكرمة للمدينة المنورة، ويسهرون على ترديد آيات من الذكر الحكيم وقصص الصالحين.

ويلاحظ المتتبع للتقويم في الجزائر وجود قطيعة بين المواطنين والتقويم الهجري الذي لا يذكر على شاشات القنوات التلفزيونية ولا يتم الحديث إلا عن بعض التواريخ فقط، كيوم عرفة والأعياد وشهر رمضان والمولد النبوي الشريف، مع تغييب السنوات دوما وليس المواطنون وحدهم من يجهلونه بل حتى بعض الأئمة والأساتذة الجامعيين. وبدل منح التقويم الهجري أهمية لأنه جزء من التراث الإسلامي ولا يعذر أحد بجهله، يأتي دوما في المرتبة الثانية في الجريدة الرسمية. بينما استغنت المدارس والمؤسسات التعليمية عن التعامل به، وبقيت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف هي الوحيدة التي تعتمده في بداية موقعها.

وفي السياق، أوضح الإمام كمال بعزيز، أن التقويم الهجري اعتمده عمر بن الخطاب بداية من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، لكن من آثار الاستعمار الفرنسي ومخلفاته تغييب التاريخ الهجري وعدم الاهتمام به، ومنح الأهمية للتقويم الميلادي على حسابه. ودعا الشيخ المؤسسات لدفع المواطنين للاهتمام بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى يتعلقوا بالتقويم الإسلامي.

وقال المتحدث إن الاهتمام بالتقويم الميلادي في المدارس وانتشار الهواتف النقالة ومواقع التواصل الاجتماعي ساهم في ترسيخ التقويم الميلادي في ذهنياتهم وتجهيلهم بالسنة الهجرية، زيادة على غياب الاهتمام بالسيرة النبوية والعزوف عن التراث العربي والإسلامي والركض وراء كل ما هو أجنبي يروج باسم الحداثة والتقدم حتى إنهم لا يعرفون ترتيب الأشهر الهجرية ولا السنة، وألقى الشيخ بعزيز بجزء كبير من اللوم على العائلات والمنظومة التربوية التي زادت الاهتمام بالتقويم الميلادي على حساب الهجري.

مقالات ذات صلة