-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بسبب ارتفاع تكلفته وانهيار القدرة الشرائية

جزائريون يحجون بـ”الكريدي”

كريمة خلاص
  • 2170
  • 0
جزائريون يحجون بـ”الكريدي”
أرشيف

خيّبت الأسعار الخاصة بالحج لهذا العام آمال غالبية الجزائريين، الذين “ودّعوا” رسميا حلم أداء الركن الخامس من أركان الإسلام، بعد أن بلغت تكلفته رسميا 85.6 مليون سنتيم، ليبقى واجبا فقط على من استطاع إليه سبيلا، غير أنّ فتاوى بعض علماء الدين في الجزائر “أحيت” الحلم لدى الحجاج وجعلتهم يتشبثون به من جديد، من خلال فتاوى تؤكد إمكانية أداء هذه الفريضة باقتراض المبالغ الناقصة أو من خلال إعانات المحسنين أو حتى من خلال “تيليطون” عائلي لجمع المبلغ وذلك من باب إدخال الفرحة على المسلم التي تعد من أعظم الصدقات في الإسلام. وفي هذا السياق، أفاد الدكتور موسى إسماعيل، الأستاذ بكلية العلوم الإسلامية جامعة الجزائر1 وعضو لجنة الفتوى بوزارة الشؤون الدينية، في تصريح لـ”الشروق”، بأنّ الله تعالى فرض الحج على من استطاع إليه سبيلا، كما جاء في القرآن والحديث الشريف، والاستطاعة تكون معنوية أو مادية ويقصد بها الصحة والمال الكافي، غير أنّ الظروف التي مرّ بها العالم بصفة عامة نتج عنه أزمة اقتصادية مست كل القطاعات والبلدان، بما فيها المملكة العربية السعودية ومسّ بالمقدسات، بما انعكس على الأسعار هذا الموسم نتيجة للظروف السابقة.

وأضاف عضو لجنة الفتوى أنّ “من الحجاج الجزائريين من أمضى سنوات لجمع المال لأداء فريضة الحج، فإذا به تفاجأ بهذا الارتفاع الكبير الذي وسّع الهوة كثيرا بين ما هو مجموع وما هو مطلوب بسبب ارتفاع تكاليف أسعار بعض الخدمات”.

وعبّر الدكتور موسى إسماعيل عن أمله في عودة الظروف كما كانت عليه قبل كورونا وفي انتظار ذلك بشّر الحجاج والحاجات بأنّ “الأعمال بالنيات ولكل حاج نوى زيارة بيت الله الأجر الكامل إن شاء الله وإن لم تسعفه الظروف في ذلك، سواء بسبب المال أم القدرة الصحية أم بسبب وفاته قبل تحقيق حلمه”.

الحج بالاقتراض أو الإعانة جائز
وأفتى الدكتور موسى اسماعيل بجواز اقتراض الأموال من أجل إتمام المبلغ المتبقي على الحج بالنسبة للحجاج الذين فازوا في القرعة ويمتلكون مدخولا منتظما شهريا أو سنويا شريطة أن يكون لديه النية في التسديد، وأن يتعلق الأمر بالحجة الأولى المفروضة.
وفتح المفتي الباب واسعا أمام الحجاج من أجل توفير مبلغ الحج بالاعتماد على إعانات المحسنين وفاعلي الخير، حيث استغل الفرصة لتوجيه النداء إليهم من أجل التفضل على الحجاج غير المقتدرين بمبالغ مالية تعينهم على أداء هذه الفريضة العزيزة على قلب كل مسلم.
وقال موسى اسماعيل: “هناك آمال معقودة على الجهات المختصة في أن تراعي ظروف بعض الحجاج، خاصة كبار السن في العام المقبل حتى لا يحرم أحد من الحج، كما أوجّه ندائي للمحسنين أيضا للتفضل، بما أعطاهم الله تعالى خاصة للحجاج الذين تنقصهم المبالغ المفروضة في الحجة الأولى ولا يتعلق الأمر هنا بالحجة الثانية والثالثة”.
وأردف المتحدث: “نتوجه إلى العائلات إذا كان بها شخص مقبل على الحج بأن تتضامن معه لإدخال الفرحة لقلبه فإدخال الفرحة على قلب مسلم يعدّ من أعظم الصدقات في حال عجز ولم يجد من يقف معه ويعينة وسينال هؤلاء نفس الأجر لأنّ الدال على الخير كفاعله.”
وفنّد المفتي كل المعتقدات المتعلقة بأنّ الحج لا يجوز إلاّ بحر مال الحاج الصافي، معتبرا ذلك من العرف ولا علاقة له بالدين، حيث قال “من حيث الجواز لا يوجد مانع شرعي للتطوع بالمبالغ للحجاج، بل يجوز القرض والإعانة والتضامن العائلي إذا كان الحاج قادرا على التسديد بعد العودة أو يمتلك راتبا يمكنه من ذلك شريطة أن يكون لديه النية في التسديد وأن يمتلك مدخولا منتظما أو سنويا.

جزائريون يأملون تدخل الرئيس لتخفيض سعر الحج
وعقب إعلان ديوان الحج والعمرة عن الأسعار الجديدة التي زادت بـ 29 مليون عن آخر موسم حج عام 2019 التي كانت في حدود 56.5 مليون سنتيم انتشر جدل ونقاش واسع، حول إمكانية أداء هذه الفريضة فعلا بالنظر إلى تراجع القدرة الشرائية وإنفاق كثير من المواطنين لمدّخراتهم المالية أثناء جائحة كورونا التي ألقت بتأثيراتها السلبية على عديد العائلات للتكفل بمرضاها أو تعويض خسائر تجميد نشاطها…
وسيطر الحج على الحديث والنقاش عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تداولت الخبر بشكل مكثف وأعقبته تعليقات المشتركين في مختلف الحسابات بين متأسف ومتحسر وقلة لا تزال تتمسك بحلمها في زيارة بيت الله.
وعبّر بعض المواطنين، في حديثهم للشروق، عن أملهم في تدخل رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون من أجل تخفيض التكاليف على الأقل المتعلقة بسعر التذكرة أو الاتفاق مع الجانب السعودي من أجل تقليل المصاريف والضرائب المستحدثة لأوّل مرّة.
وأورد كثير من المعلقين نداءات لرئيس الجمهورية لدراسة مقترح تخفيض السعر، بما يمكن كثيرا من الحجاج خاصة المسنين من زيارة البقاع المقدسة التي تهفو إليها قلوبهم.

حملات فيسبوكية لإعانة الحجاج على جمع المبلغ
وأطلق بعض المواطنين مبادرات على مواقع التواصل الاجتماعي لاستنهاض الهمم وإطلاق حملات لجمع مبالغ مالية توجه لمساعدة الحجاج الفائزين في القرعة في المنطقة التي يسكنون فيها أو في البلديات التي يعرفونها، من باب مساعدتهم على إتمام فريضتهم وفرحتهم.
وتضمّنت العديد من المناشير رسائل مواساة ومساندة ومؤازرة ومنها ما ورد في أحدها ” لا تحزن ولا تجزع فإن الله اختارك من بين الملايين من المسلمين لتكون في ضيافته.. وكن على يقين بأنّ الأمور ستفرج ولا شيء على الله بعسير”.
وكتب صاحب منشور آخر “الحج المبرور لا يقاس بثمن وليس له جزاء إلاّ الجنة…عاهدنا الله وسوف نقف بعرفات إن شاء الله”.
وكتب آخر “يفنى المال ويبقى الأجر ساعدوا إخوانكم يكن الله في عونكم مستشهدا بالآية الكريمة “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!