الجزائر
فتح الحدود مرتبط بتطور الوضعية الوبائية

جزائريون يعانون بسبب تفويت مواعيدهم في المصحات التونسية

عصام بن منية
  • 5157
  • 9
أرشيف

يواجه المئات من المرضى الجزائريين الذين اعتادوا على السفر إلى تونس، بغرض العلاج، هذه الأيام، مضاعفات صحية، بسبب تأخرهم عن مواعيدهم الطبية، منذ أواخر شهر مارس الماضي، جرّاء غلق الحدود البرية وتعليق الرحلات الجوية بين الجزائر وتونس، في إطار الإجراءات المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ويوجد من بين المرضى من قاموا بإجراء عمليات جراحية في العيادات الطبية التونسية، وعادوا إلى الجزائر، لكنهم عجزوا عن العودة إلى تونس مجددا للخضوع إلى المراقبة الطبية ومتابعة حالاتهم، من طرف الأطباء الذين أجروا لهم تلك العمليات وبعضها دقيقة وحساسة، وهو ما أثر سلبا على حالاتهم النفسية، وساهم في تدهور وضعهم الصحي، خاصة أن بعض الأطباء الجزائريين يرفضون متابعة تلك الحالات، وقاموا بتوجيههم إلى أطبائهم في تونس، وهو ما عمّق من معاناة المرضى، الذين يأملون في انتهاء كابوس جائحة كورونا، حتى يتمكنوا من التنقل لإتمام العلاج.

كما أن بعض المرضى الذين كانوا يتابعون علاجهم في بعض العيادات الطبية التونسية، وجدوا أنفسهم عالقين بعدما كانوا يداومون على المتابعة الطبية، في تلك العيادات لحالاتهم، والتي أكدوا أنها عادت إلى نقطة الصفر بعدما كانوا يداومون بصفة منتظمة على السفر إلى تونس، للحصول على الوصفات الطبية التي ساعدتهم على العلاج، حيث إنهم ضيعوا مواعيد المراقبة الطبية في العيادات التونسية، التي كانوا يتابعون فيها مراحل علاجهم، وكذا افتقادهم لبروتوكول العلاج، منذ غلق الحدود بين البلدين بعدما أكملوا الأدوية التي وصفت لهم من طرف أطبائهم في تونس، في حين يرفض الأطباء الجزائريون وصف أدوية لهم، لعدم علمهم بسوابقهم الصحية.

وكانت تونس الوجهة المفضلة لآلاف الجزائريين الذين يقصدونها سنويا، بغرض العلاج في عياداتها الخاصة، أو جلب بعض الأدوية التي تفتقدها الصيدليات الجزائرية، والتي تشهد هذه الأيام ندرة حادة في بعض الأدوية الحساسة للمرضى المزمنين على سبيل المثال وليس الحصر، دواء ليفوتيروكس الخاص بعلاج أمراض الغدة الدرقية، وكذا دواء لوفينوكس الخاص بمنع تخثر الدم، والذي يحتاجه العديد من المرضى خاصة منهم مرضى تصلب الشرايين، ومرضى القلب وأصبح يستعمل في بروتوكول العلاج للمصابين بفيروس كورونا ودواء تونجالين الخاص باضطرابات الدماغ. وفي انتظار قرار إعادة فتح الحدود البرية، تبقى معاناة المرضى مرهونة بمدى تطور الوضعية الوبائية في قادم الأيام، في الوقت الذي عرف سعر الدينار التونسي في الأسواق الموازية، هبوطا تاريخيا قارب الخمسة آلاف دينار جزائري لكل مئة دينار تونسي، بعدما كان يتجاوز 700 دينار.

مقالات ذات صلة