-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يلجؤون إلى الرقاة ويتجنبون المختصين والطبيب النفسي

جزائريون يعانون من الخلعة واضطراب ما بعد الصدمة

نسيبة علال
  • 8860
  • 1
جزائريون يعانون من الخلعة واضطراب ما بعد الصدمة
بريشة: فاتح بارة

يختلف تعامل الناس مع الصدمات التي يمرون بها في حياتهم، بعضهم يستسلم بسرعة وينهار، وتبدأ الاضطرابات كالعزلة والانطواء، الاكتئاب، الأرق الليلي وانعدام الشهية أو العكس.. في الظهور، وقد تتحول إلى أمراض عضوية وتأثيرات جسدية في وقت قصير، فيما يحاط البعض بالرعاية النفسية والاحتواء ما يجعل اضطرابات بعد الصدمة تقل، أو لا تظهر بسرعة كبيرة. وفي كلتا الحالتين، ينصح الخبراء بالتعامل مع الصدمات بعقلانية والخضوع للعلاج المناسب في الوقت المناسب.

عادة ما لا يعترف الأشخاص الذين يعانون من اضطراب نفسي معين، بسبب مشاعرهم السلبية أو معاناتهم الجسمانية. هذا ما يؤخر التعامل الصحيح معهم، ويصعب التشخيص والعلاج.

هؤلاء الأكثر عرضة للصدمة واضطراب ما بعدها

تقول مدربة الوعي والحياة، خديجة بوقندقجي تواري: “الإنسان متعود على نفس الروتين، يفكر بنفس الطريقة، يفعل نفس الأفعال ويعيشها كما هو معتاد ثم قد يحدث اضطراب ما في مفاهيم البعض، أفكارا أو معتقدات، يؤدي الاستمرار في تجاهلها وتجاهل حقائق ومسلمات وعدم الوعي بعمق بها إلى الصدمة في لحظة ما”. وتفيد إحصائيات قام بها مختصون في علم النفس، بأن النساء والمراهقين هم أكثر فئة تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة، وهم بارعون حقا في مداراته. وهذا لا يعني أن الرجال والأطفال والمتقدمين سنا لا يعانون من الصدمات واضطراب ما بعدها، حيث يمر كل الأشخاص بهذه الحالة مرة واحدة على الأقل في العمر. فالظروف والبيئة التي يعيشها المرء تساهم في تغذية الاضطرابات النفسية التي يعايشها، بما في ذلك الوظيفة، حيث كشفت ذات الإحصائيات أن رجال الأمن، وعمال الصحة والإطفاء، والصحفيين، خاصة من الإناث، يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة أكثر من غيرهم، بسبب حاجتهم إلى العودة إلى تفاصيل قضايا صادمة. ويؤثر هذا الأمر على معاملاتهم الشخصية أيضا، فيتصرفون لاشعوريا كما يتصرفون في عملهم.

يرفضون الطبيب النفسي ويلجؤون إلى الرقاة والمشافي

تسلط مدربة الوعي، خديجة بوقندقجي، الضوء على ظاهرة منتشرة: “في مجتمعاتنا العربية على وجه الخصوص، حيث يتعامل الناس مع الصدمة بطريقة تقليدية خاطئة. فلما يفقد أحدهم عزيزا، أو يتعرض للخيانة، أو يصاب بمرض ما أو يكتشف حقائق صادمة، يلجأ إلى إدمان العلاقات، الكحول أو المخدرات، النوم الطويل وكل ما يساعده على الهروب من الواقع، لأنه لا يقوى على المواجهة، ويمكن كذلك أن يدخل مرحلة التطرف في الدين أو العكس”. في حالات أخرى كثيرة، عندما يتم اكتشاف الصدمة أو ما يعرف بالعامية بالخلعة، وأنها سبب بعض المضاعفات والعراقيل الجسدية والنفسية لدى الفرد، يتم التوجه صوب الرقاة وباعة العلاج الروحاني الوهمي، فيما هناك فئة وجهتها المشافي ومحاولة علاج القولون والعلل العضوية، دون الجرأة على زيارة خبير نفسي. فالغالبية يرفضون الاعتراف بتبعات الصدمة وتأثيرها على حياتهم الخاصة، سواء في العمل أم العلاقات. وبهذا الخصوص، تنصح المدربة خديجة: “للتخلص من آثارها، يجب على الشخص الذي يعاني من الصدمة أن يتوجه إلى إنسان يثق به، فهو شخص مستنزف بالأساس ويحتاج إلى الاحتواء، كما يكون بحاجة لمن يتفهم ويحترم ما يمر به”. ويفضل أن تكون الجهة التي يلجأ إليها خبيرا أو أخصائيا نفسيا أو في تطوير الذات، بعد هذا، تقول الكوتش: “يمكن أن تكون الكتابة أو ممارسة الفنون، كالرسم، وسيلة للتخفيف من الإرهاق الذهني، وقراءة القرآن لتقوية العلاقة الروحانية وتغذيتها، والموسيقى قد تساعد البعض على التناغم الشعوري لتجاوز الصدمة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بوجعة

    حتى الدول نفس الشيء.لقد رأينا كيف لجأت الجزاءر الى الراقي في كأس أفريقيا.