الجزائر
اخضرار وأزهار تغري العائلات للتنزه في المروج

جزائريون يعيشون الربيع في فصل الشتاء

آمال عيساوي
  • 4372
  • 9
ح.م

قلبت التغيرات المناخية التي شهدتها الجزائر هذا العام على غير العادة، والتي تميزت بدفء ربيعي في عزّ فصل الشتاء، عادات الجزائريين رأسا على عقب، ففي هذا الموسم الذي اعتدنا فيه بردا قاسيا، انقلبت الموازين تماما حيث طغت الأجواء الربيعية عليه، فصرنا نرى نباتات وأزهارا ربيعية وفراشات واخضرارا في كل مكان، في عز فصل الشتاء..
الظاهرة الطبيعية التي يستمتع بها الجميع هذه الأيام وهي ظهور بوادر الربيع في فصل الشتاء، مع التغيرات المناخية التي نلحظها منذ أيام، غيرت طقوس الجزائريين من التحضيرات الشتوية إلى الربيعية، حيث استبدلوا ملابس البرد بملابس خفيفة وألوان زاهية ربيعية، كما أن هناك من باشر في تحضير بعض الأكلات التي يستقبل بها الجزائريون في العادة فصل الربيع مثل “المبرجة” و”البغرير” وغيرهما، والأكثر من هذا خروج الكثير من العائلات في جولات ربيعية، حيث تزايد خلال الأيام الأخيرة الإقبال على المنتزهات والغابات والمساحات الخضراء، إذ استغلت الكثير من العائلات اخضرار النباتات وراحت تتجول من مكان إلى آخر، كما أن هناك من حضروا الشواء وخرجوا رفقة أحبابهم وأصدقائهم إلى الغابات وراحوا يشوون ويقطفون الأزهار في غير موسمها خاصة زهرة البنفسج التي تطلق رائحة طيبة المعروفة بـالبليري، وحتى بعض النباتات الموسمية التي يحب الجزائريون تناولها مثل السلق والخرشف ظهرت بكثرة رغم أنها في غير موسمها، حيث أن كل هذه الظواهر جعلت العائلات تستمتع بنسمات الربيع الذي أقبل في غير موعده هذا العام، وخلقت هذه الظاهرة المناخية نوعا من الجدل بين من ابتهجوا باستقبال الربيع مبكرا خاصة أولئك الذي حدّدوا موعد زفافهم في هذا الفصل، والذين لديهم مناسبات خاصة كذلك، إذ استغلوا الأمر في التنزه والاستمتاع باخضرار الطبيعة، في حين هناك من رأى أن هذه الظاهرة الطبيعية لم تكن في صالحه، وخاصة أصحاب المحلات منهم الذين اقتنوا الألبسة الشتوية، ولم يبيعوا منها شيئا، فمعظم الزبائن يبحثون عن الألبسة والأحذية الربيعية، التي غزت مختلف المحلات والمراكز التجارية الكبرى.
وللاستفسار عن هذه التغيرات المناخية اتصلنا بالخبير في علم الفلك لوط بوناطيرو، الذي صرّح في حديثه مع “الشروق”، أنّ هذه الظاهرة الطبيعية تحدث كل 11 سنة، حيث أن آخر حدوث لها كان في عام 2007، حسب ما كشفت عنه مصلحة الأرصاد الجوية بالدار البيضاء، وصرّح بوناطيرو، أنها ظاهرة عادية، فعندما تتوفر بعض الظروف البيئية والمناخية مثل الظروف التي توفرت هذه السنة من تساقط مكثف للأمطار تلته أجواء دافئة، تظهر النباتات الموسمية في غير موسمها، مضيفا أن الظاهرة تنبئ بالخير، خاصة في ظل التساقط الكثير للأمطار هذه السنة.

مقالات ذات صلة