الجزائر
طوارئ بالصيدليات وسحب العلامات المسرطنة يرعب المرضى

جزائريون يقاطعون الأدوية “القاتلة” ويفضلون الأعشاب!

زهيرة مجراب
  • 4192
  • 8
ح.م

شكّل سحب 16 دواء مسرطنا من الصيدليات صدمة بالغة لدى المواطنين، الذين لم يهضموا تحوّل الدواء المعالج لهم لمسبب للسرطان ومصدر للمرض، حيث فضّل غالبيتهم العودة للوصفات التقليدية والأعشاب التي لا تحمل في اعتقادهم أي مخاطر مستقبلية.
تشهد تجارة التداوي بالأعشاب ازدهارا كبيرا هذه الأيام، حيث تحوّلت لوجهة المصابين بأمراض ضغط الدم والقلب، وهذا بعدما تم سحب الأدوية الخاصة بهم، وهو ما جعل العديد منهم يقررون طواعية التخلي عن شرب الدواء، واستبداله بوصفات تقليدية وأعشاب لاعتقادهم أنها أقل خطورة من الدواء المعلب.
وأوضح صاحب محل للأعشاب في المقرية، أن التحذيرات التي تطلق في كل مرة من قبل منظمة الصحة العالمية وحتى وزارة الصحة، وعمليات سحب الأدوية أفقدت الكثير من المرضى الثقة في الدواء وشجعتهم على إيجاد حلول بديلة تخفف ألامهم، وأضاف محدثنا بأن العلاج بالأعشاب قد تطور كثيرا بعدما أصبحت هناك مخابر خاصة تصنعه، ويباع معلبا مع وصفة تحدد عدد الجرعات وكيفية تناوله بل وحتى الأعراض الجانبية له لذا بات يحظى برواج كبير.
ومن خلال نظرة سريعة في المحل شاهدنا مختلف التركيبات والأدوية الخاصة بالأمراض العادية مثل الزكام، الحساسية، القولون، آلام البطن والأمراض المزمنة، ناهيك عن بعض المكملات الغذائية ووصفات التسمين وخلطات التجميل.
وفي السياق، قللّ الأطباء من خطورة الأدوية المسحوبة، مؤكدين أنها تسبب السرطان على المدى الطويل، في حين، وصف رئيس منظمة حماية وإرشاد المستهلك ومحيطه، مصطفى زبدي، سحب 16 دواء خاصا بمرضى ضغط الدم من السوق المحلية بالضروري جدا، وقد جاء ردا على الإنذار العالمي الداعي لسحب المنتجات المعتمدة على “فالستران”، ويحتوي على مواد مسرطنة فالمصادر العالمية التي دعت لسحب هذا الدواء كانت قد اطلعت على مخاطره، فلا دخل لمنتجي الأدوية ولا لأجهزة الرقابة المحلية في القضية.
وحث المتحدث المرضى الذين يتلقون هذا العلاج على ضرورة الاقتراب من الأطباء المشرفين على علاجهم، والتواصل معهم حتى يغيروا لهم الدواء ويستبدلونه بآخر.
ونوّه زبدي للإشكال القائم عندنا، فالسوق لدينا تتوافر على 60 بالمائة من الأدوية المنتجة والمصنعة محليا، لهذا لابد أن تكون إجراءات الإنذار المحلية مفعلة حتى يتجنب المرضى عواقب بعض الأدوية الخطيرة، وتحدث رئيس المنظمة عن بعض الأدوية الرديئة والمشكوك فيها، واتخذت الجهات المعنية الإجراءات الضرورية ولكن دون إعلام المريض أو إخطاره، مع أنه المعني الأول وله الحق في الحصول على المعلومة.
وذكر زبدي أن المنظمة كانت قد أخذت زمام المبادرة بالحديث عن عدة أدوية ومصادرها، وكذا تركيباتها وطرق تغليفها، وثمن مجهودات الاتحاد الوطني لمنتجي المواد الصيدلانية، غير أنه لابد من قيام المنتسبين له بالعمل التحسيسي التوعوي في مجال التعبئة والتغليف.

مقالات ذات صلة