-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
يمتلك سكنا ومحلا تجاريا ورفض عرض شقيقيه للعيش في فرنسا

“جمال” فضّل الحرقة من أجل الحرڤة وعائلته تبحث عنه في مدافن وسجون العالم

“جمال” فضّل الحرقة من أجل الحرڤة وعائلته تبحث عنه في مدافن وسجون العالم

تعود خلال هذا الأسبوع الحاجة حليمة نطور وزوجها المجاهد الهادي نطور إلى تونس بحثا عن فلذة كبدهما الذي ركب البحر في 22 أوت من السنة قبل الماضية ولم يظهر عنه أي خبر، وهو ثاني تنقل إلى تونس بعد الذي حدث منذ بضعة أشهر.

  • حيث جابا أقسام جرائد تونس وأقسام الشرطة والسجون بحثا عن الإبن بعد أن بلغهم أن خفر السواحل التونسية ـ حسب ما أكدته صحيفة الصباح التونسية ـ أنقذت حراڤة قادمين من دولة مجاورة، أي الجزائر، ولكن رحلتهم باءت بالفشل ولم يتصل بهم أي كان بعد عودتهم إلى مقر سكناهم بسكيكدة وهو ما جعلهما يقرران العودة خلال هذه الأيام.. وأغرب ما في حكاية جمال نطور الذي التقت الشروق اليومي بوالدته أنه كان يعيش دلالا، لا نظير له، وكان يستغرب من الشباب الذي يفضل الهجرة السرية وله شقيقين يعيشان في باريس وطلبا منه في مناسبات كثيرة الإلتحاق بهما ورفض، وقال بالحرف الواحد “أرفض أن أذهب للسياحة، فما بالك أن أعيش في الغربة”، وحتى أخواله القاطنين في باريس ترجوه من أجل زيارة واحدة ولكنه كان يرفض دائما.. ويعيش جمال مع عائلته حياة أقرب للثراء، حيث برغم مستواه الدراسي المتوسط، إلا أنه يمتلك ديبلومين في الإعلام الآلي وفي الزخرفة، وهو فنان مشهود له بكفاءته في مدينته سكيكدة وله محل تجاري في قلب المدينة وسكن خاص رغم أنه عندما قرر ركوب البحر في لحظة “جنون” كان في سن 24 فقط، فهو من مواليد ماي 1984، وحسب رواية أحد جيرانه لوالديه فقد قام بإيصاله عبر سيارته إلى ساحل الشط في عنابة ولاحظ كيف حمل الزورق الأول 14 مغامرا من سكيكدة كان معهم جمال وصديق طفولته عماد بوعافية، وحمل الزورق الثاني 14 مغامرا من منطقة بوعباز في ذات المدينة.. وتذكر أمه بدموع جارية وهي تتحدث للشروق اليومي اليوم المشؤوم عندما حضّرت لإبنها كعادتها وجبة العشاء ولكن ثاني أصغر أبنائها أخلف الميعاد لأول مرة.. جرت إلى خزانته فوجدته قد ترك نقاله وجواز سفره.. وهي مؤشرات الحراڤة عموما، لتصلها بعد يومين من اختفائه أخبار انقلاب زورق في أعماق البحر، وتتقاذفها أمواج الإشاعات والأخبار، خاصة أن الزورق الأول عاد بمغامريه إلى الشاطئ الجزائري، والعائدون هم من شهدوا عملية الانقلاب، ولكنهم لم يتمكنوا من معرفة مصير الغرقى، حيث قذف شاطئ القالة الشاب “بيفرني”، وكان في زورق جمال وهو من وادي سوف، كما قذف شاطئ جاندارك بسكيكدة جثة الشاب خمخوم وهو من زملاء جمال أيضا في ذات الرحلة.. الناجون من الزورق الثاني تحدثوا عن باخرة أمريكية أنقذت بعضا من الغرقى وأكملت طريقها وتحدثوا عن خطف الناجين إلى أمريكا.. هم قالوا أن الباخرة التي مرت قرب الزورق المنقلب حملت علم الولايات المتحدة وهي الوجهة القادمة لشقيقي جمال القاطنين في باريس، وبذل منذ ذلك الحين كل أفراد عائلة جمال، خاصة المغتربين في أوربا جهودا في سواحل إيطاليا وسجونها ومدافنها بحثا عن جمال أو حتى عن جثة جمال، بينما بقيت الأم تطالب بمعاقبة من حوّلوا الحرڤة لدى بعض الشباب مجرد موضة أو إدمان رغم أن الموضة الحالية هي أن لا هجرة والسبب مصير كل الحراڤة من دون استثناء إما الموت أو السجن أو الاختفاء، كما حدث لجمال.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!