الجزائر
أكدت أنها مؤتمنة على دين الأمة ولن تسكت عن قول الحق

“جمعية العلماء” تقصف “المداخلة” وتتهم فركوس بزرع الفتنة!

نادية سليماني
  • 13981
  • 78
ح.م
الدكتور محمد علي فركوس

ردّت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبالثقيل، على شيخ السلفيين بالجزائر محمد علي فركوس، بعدما تجرّأ ونعَت كافة التيارات التي لا تُوالي السلفية “المدخلية” ولا تأخذ بمذهبها، بالمُبتدعة والمنحرفين الضالين، بل قال عنهم إنهم جميعا خارج “أهل السنة والجماعة”.
ففي ظرف يوميْن فقط، أصدرت الجمعية بيانيْن اثنيْن، لتوضيح موقفها بشأن ما اعتبرته “مهاترات ومعركة فارغة”، يقودها من سمتهم “بعض رؤوس السلفية”، كما استنكرت حملة الهجوم عليها من “المتآمرين والمندسين وأهل الأهواء”.
ارتأت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عدم التزام الصمت هذه المرة، تجاه الفتاوى التي تصدر دوريا عمن يعتبره كثيرون عميد التيار السلفي في الجزائر، محمد علي فركوس، فالأخير لا يتوانى في إثارة الجدل بالمجتمع، بما يُصدره من فتاوى على الصفحة الرسمية بموقعه الإلكتروني، وإن كانت فتاواه تمر غالبا مرور الكرام على الأئمة ومشايخ الدين، لكن تجرؤه مؤخرا على كافة التيارات التي لا توالي السلفية المدخلية المتطرفة ولا تأخذ بمذهبها، ونعْتهم بالمنحرفين والضالين، والمارقين عن “أهل السنة والجماعة”، كانت القطرة التي أفاضت الكأس، وأخرجت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من صمتها، لتردّ وبالثقيل على الشيخ المتواري في الظل.
وقد جاء بيانها المنشور الخميس، على صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك”، قويا في كلماته، يحمل تنبيها وتوضيحا ونصحا أكثر منه مهاجمة ومعاداة.
واستهلت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بيانها، بالتأكيد على أن معركتها وخوضها في نقاش عقدي كبير حول من وصفتهم بـ”رؤوس السلفية كما يحلو لهم تسمية أنفسهم”، “ليست فارغة وليست مهاترة… كما يريد البعض أن يرسمها”، فهي رأت في الآراء الخاطئة والخطيرة و”الفهوم” العجيبة للدّين “تجاوزا في المجال العقدي الإيماني، وأنه ليس بالأمر البسيط ولا الفارغ”.
وأكّدت الجمعية في بيانها، أن ائتمانها على دين المجتمع والأمة “هي وغيرها وهم كُثر” جعلها ترفض أن تكتم الشهادة في هذا الأمر أو في غيره، بل إنها تبادر إلى الإفصاح والكلام مثلما فعلته عندما تعلق الأمر بمجالات التربية والأسرة واللغة والدين والوطن.
وفي إشارة إلى جهات لم يعجبها رد جمعية العلماء على “الشيخ فركوس”، فردوا عليها بالهجوم والنقد بدل النقاش والتحاور، قالت في البيان “الجمعية تنبّه وتنصح وتوضّح، وتضيف إلى ذلك التذكير والمناقشة، فمن يخاف من النقاش؟ ومن يرفض النقاش؟ ومن يحوّل النقاش إلى صراع مذهبي أو فئوي أو عصبي مقيت؟”، وهو ما جعلها تنأى بنفسها عن الردود غير المسؤولة، أو كما وصفتها “تضليل المضللين والنافخين في النيران”، في وقت رحبت بردود فعل “أهل الغيرة “، خاصة من أهل العلم والدين والذين ردوا وعقّبوا بدورهم على الموضوع.
كما تأسّفت الجمعية في بيانها للحملة الشرسة التي شنها عليها بعض أتباع التيار السلفي على “الفايسبوك”، فقالت “مثل هذه السياقات هي حقل “صيد” في المياه العكرة، لكثرة من المتآمرين والمندسين والحاقدين وأهل الأهواء بل والأعداء، خاصة في هذا الفضاء المفتوح على كل شيء”، وهو ما جعلها تدعو إلى الحرص على انسجام المجتمع، وتقارب الرؤى والتصوّرات وتماسك المجتمع… وأخص ما يكون ذلك في مسائل الدين والعقيدة “.
وخلصت الجمعية إلى أن ” خطورة الكلمة هي التي تستوجب الاهتمام بمآلات الكلام والحديث والكتابة”، مؤكدة عدم سكوتها عن هذا النوع من الأطروحات مستقبلا، خاتمة بيانها بعبارة “وللحديث بقي “.
وللتذكير، كان الشيخ محمد علي فركوس، قال في كلمته الشهرية التي ينشرها على صفحته الرسمية بالإنترنت “إنَّ مذهبَ أهلِ السُّنَّة لا يَنتسِبُ إليه أهلُ الأهواء”، وأوضح فيها أن الأشاعرة والصوفية والإخوان ليسوا من أهل السنة والإجماع، وهو ما فسره كثيرون، أنه تحدِّ واضح من الشيخ فركوس لوزير الشؤون الدينية محمد عيسى، بعدما دعا منذ أيام أتباع التيار السلفي في البلاد، إلى عدم اتهام من يخالفهم في المسائل الفقهية للدين الإسلامي بالضلال.

مقالات ذات صلة