-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الألعاب المتوسطية تعيد الرياضات المنسية التي قبرتها اللعبة الشعبية

جمهور الكرة ينقل حماسه للتنس والجمباز وبقية الرياضات

ب. ع
  • 1006
  • 0
جمهور الكرة ينقل حماسه للتنس والجمباز وبقية الرياضات
جعفر سعادة الشروق

السنوات العجاف للكرة الجزائرية، لم تضيّع بقية الرياضات الفردية والجماعية فقط إلى درجة أن مدينة ساحلية مثل وهران لا تمتلك فريقا لكرة الماء، ومدينة لها تقاليد في الكرة الصغيرة بأسطورتها محمودي وهي قسنطينة لم تعد تمتلك فريقا واحدا أو لاعبا واحدا في التنس، وإنما هذه السنوات العجاف جعلت الجمهور الجزائري يطلّق بالثلاث كل الرياضات ويتمسك بكرة القدم لوحدها كحب أول وأخير.

المواجهة النهائية لكرة الريشة وهي رياضة لا يفقه قوانينها كل الجزائريين والتي جرت بين ثنائي جزائري ونظيره الإسباني، تحوّلت إلى مباراة حماسية من النسق الاستثنائي، حتى أن الإسبان ظنوا بأن كرة الريشة هي الرياضة الشعبية الأولى في الجزائر، وكان حماس الأنصار في النهائي وهم لا يفقهون شيئا في قوانين اللعبة في معظمهم، يوحي وكأننا في ملعب تشاكر بالبليدة أمام فيغولي ورفاقه، وخلال المباراة النهائية في الكاراتي تمكنت الجزائريات في يوم واحد من حصد أربع ميداليات ذهبية، أذهلت أهل الاختصاص وهم المصريون الذين في حوزتهم ذهبية أولمبية من طوكيو، وهو ما جعل مدرب الكاراتيه في مصر يقول بأن سبب سقوط المصريات ليس الأجواء ولا الظروف ولا التحكيم ولا قوة المنافسات الجزائريات، وإنما حماس ملاعب الكرة الذي حيّر المصريات وأنساهن أبجديات لعبة الكاراتي وخسرن تواليا.

سيكون من ثمار تنظيم وهران للألعاب المتوسطية، اكتشاف الجزائريين لرياضات جماعية وفردية ابتعدوا عنها كثيرا، والأجمل أن يتعلق بها بعض الشباب وخاصة الأطفال، بعد أن سيطرت لعبة كرة القدم على قلوبهم في العقود الأخيرة، فصار حلم كل طفل جزائري أن يصبح مثل رياض محرز أو ياسين براهيمي، بالرغم من أن كرة القدم لم تمنح الجزائر سوى لقبين إفريقيين وأربع مرات تأهل إلى كأس العالم، بينما حققت رياضات أخرى التألق في بطولات العالم والألعاب الأولمبية، ولنا فيها أبطال عالميون وأرقام قياسية وهذه الرياضات هي الملاكمة والجيدو وألعاب القوى وبدرجة أقل كرة اليد خاصة في عهد المدرب عزيز درواز.

لم يعد يفصلنا عن دورة باريس للألعاب الأولمبية سوى سنتين فقط، وبتركيز وتحضير وتقييم عقلاني للمواهب الموجودة والتحضير الجيد بإمكان الجزائر أن تفجر مفاجأة كبرى أمام أنصارها من المغتربين، بانتزاع عشر ميداليات على الأقل بمختلف الألوان في الرياضات التي سبق لها التتويج فيها وهي الملاكمة والجيدو وألعاب القوى وتضيف لها رياضات أخرى مثل ألعاب رفع الاثقال والملاكة النسوية والكاراتي وغيرها.

أهم شيء تحقق في وهران هو علاقة الحب الجديدة بن الجزائريين وسائر الرياضات، واسترجاع الرياضيين ثقتهم في أنفسهم وامتلاك الجزائر لبعض المنشئات منها المجمّع المائي الذي لن يطرح مستقبلا نقص المسابح ويبقى الهدف القريب المدى هو ألعاب باريس ومن عادة الجزائريين التألق أمام أهلهم من المغتربين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!