رياضة

جمهور من ذهب ولاعبون من “قصدير”

ياسين معلومي
  • 3145
  • 0

عاش الجمهور الجزائري والعربي عبر بعض القنوات الرياضية العربية، ليلة كروية ممتعة بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، انتهت بالتعادل السلبي فوق أرضية رائعة لملعب 5 جويلية الأولمبي، والتي لا تختلف كثيرا عن أرضيات الملاعب الأوروبية الكبيرة، وهي التي عانت كثيرا في السنوات الأخيرة بسبب إهمال مسؤولين صرفوا عليها الملايير دون أن يحاسبوا، فأبعدوا نكهة الكرة من الجزائر العاصمة، و”طردوا” المنتخب الوطني من الملعب الذي شهد التاريخ الحافل للكرة الجزائرية، بداية من تتويجات 75 و78 واللقب القاري الوحيد الذي جلبه المرحوم كرمالي إلى الكرة الجزائرية.

لم أفهم حقيقة كيف أصبح الملعب الأولمبي تحفة، أمتعت اللاعبين فوق الميدان وملايين المتفرجين الذين أثنوا عليها، فلم يشتك من سوء أرضية الميدان لا لاعب ولا مدرب، والتي لم يصرف على إعادة تهيئتها سوى 13 مليار سنتيم لتعود 

إلى سابق عهدها، مع صيانة يومية من إطارات جزائرية، جعلت كل الأندية العاصمية ترتاح للعب فوقها وهو ما لم يحدث منذ سنوات.

لا أريد الحديث مطولا عن ملعب 5 جويلية وضرورة عودة “الخضر” إليه، لأننا متأكدون من أن اللاعبين الحاليين لـ”الخضر” والمسؤولين عن المنتخب رافضون للفكرة من جذورها، رغم أنهم يدركون أن المنتخب مكانه في هذا الصرح التاريخي، ويجيد اللعب في هذا الأرضية “الزربية” أغلب لاعبينا المحترفين الذين ينشطون في أندية كبيرة تمتلك ملاعب كبيرة.

الجمهور العريض الذي حضر مباراة “الداربي” بين المولودية والاتحاد، والذي فاق 60 ألف مشجع، خرجوا مستائين من الأداء الباهت للاعبين الذين يتقاضون الملايين شهريا والملايير سنويا، دون أن يتمكنوا من إمتاع الآلاف من الجماهير الذين تنقلوا إلى الملعب والملايين الذين تابعوا المباراة على شاشة التلفاز.. المتتبع لهذا الداربي يدرك الجريمة الشنعاء التي يرتكبها رؤساء الأندية المحترفة بقسميها الأول والثاني في حق متتبعي هذه الرياضة في الجزائر وخارجها. هؤلاء الديكتاتوريون يمنحون أموالا طائلة للاعبين لم يتمكنوا خلال 90 دقيقة من القيام بثلاث تمريرات متتالية، وإمتاع ذلك الجمهور العريض الذي صنع فرجة لا مثيل لها، زعماء الأندية رفضوا تسقيف أجور لاعبيهم لسبب واحد وهو أنهم المستفيد الأول والأخير، فكم من رئيس أصبح “ملياردير” بعد دخوله عالم الكرة، التي لن يخرج منها إلا لمثواه الأخير، فطيلة مشواري المهني لم أسمع برئيس فريق قدم استقالته، بل الكل يبقى في منصبه يصارع ويتحدى الجميع للبقاء أطول مدة ممكنة للاستفادة من الريع الذي لن يحاسبه عنه أحد.

علامة كاملة إلى أنصار الفريقين الاتحاد والمولودية، الذين دخلوا الملعب ساعات قبل اللقاء قدموا قبل أثناء وبعد المباراة لوحات فنية أذهلت الجميع، وكانت مادة خامة لبعض القنوات الأجنبية التي أظهرت للعالم “جنون” المناصر الجزائري وحبه لفريقه، رغم أن أغلب اللاعبين فوق الميدان لا يستحقون تقمص ألوان الناديين ولا يستحقون المبالغ المالية التي تمنح لهم.

المسؤولون عن الكرة في الجزائر ربما لا يدركون أن مثل هذه المباريات الكبيرة والتي تسلط عليها الأضواء، تكشف عيوب الكرة في الجزائر، والحل السريع هو العودة إلى التكوين، وما يفعله نادي بارادو خير دليل، والذي أقصى الفريق الذي لعب نهائي رابطة الأبطال الإفريقية بالنتيجة والأداء.. الحقيقة واضحة لكن الجميع يتهرب منها.

مقالات ذات صلة