الرأي

جهاد؟‮.. ‬العلم لله‮!‬

عمار يزلي
  • 3298
  • 3

سوق السيارات في‮ ‬الجزائر من أكبرها وأغناها إلى أفقرهم،‮ ‬وأفقرها إلى أغناهم‮! ‬انفتح السوق بانفتاح الأجور والمخلفات،‮ ‬التي‮ ‬تخلفت من زمن التخلف،‮ ‬حين كان المعلم‮ “‬يسلك‮” ‬أقل ما‮ “‬يخلص‮” ‬أفقرُ‮ ‬فقير اليوم‮. ‬يوم كان المعلم‮ ‬يشار إليه ببذلة التي‮ ‬تتوفر فيها خاصيتان‮: ‬الوحدانية والقِدم‮! ‬قميص مرفوع بالضم،‮ ‬وسروال منصوب بالفتحة الظاهرة في‮ ‬آخره‮! ‬واليوم،‮ ‬صار في‮ ‬بيته سيارة أو أكثر‮. ‬ومن لا سيارة له،‮ ‬لا أسرة له‮!‬

أنا من هؤلاء الذين‮ ‬يلهثون وراء الجديد ولو بالكريدي‮ ‬من عند‮ “‬عمي‮ ‬بلعيد‮” (‬صاحب الكاميو وحب الحصيد‮!)! ‬قصدته،‮ ‬فرفض‮. ‬قال لي‮: ‬السيارة مش فرض عين،‮ ‬لا تجدد،‮ ‬مازال عمرها مديد‮.. ‬وهذا‮ ‬يسمونه الحديد‮! ‬قلت له‮: ‬الأطفال‮ ‬يريدون سيارة فخمة وأنا أملك فرياطة‮! ‬لا أريد أن أعيد هذا العام،‮ ‬لكن السيارة لابد‮! ‬

تركني‮ ‬ورحل‮. ‬قلت في‮ ‬نفسي‮: ‬والله لو كان عندي‮ ‬ليسانس المجاهدين لكان المشكل قد حُل‮. ‬أشتري‮ ‬الليسانس؟ تسقام لي‮ ‬أغلى من سيارة ديزل بلا ليسانس‮! ‬وأنا أريد ديزل مش سيارة إيسانس!؟ لو كان عندي‮ ‬غير شوية وقت،‮ ‬كنت نطلع للجبل سيمانة و”أتوب‮” ‬ثم أطلب التعويض بعد ما أكون قد قمت بعملية‮ “‬جهادية‮” ‬أسطو فيها أو أقطع طريقا أو أنهب سيارة مرسيديس أقوم بتحويلها عند ميكانيكي‮ ‬أعرفه‮. ‬أتوب وأحصل على رخصة‮ “‬المجاهدين الجدد‮”‬،‮ ‬وتعطيني‮ ‬الوزارة حق استيراد سيارة أبيعها‮! ‬أنا لا أبيع،‮ (‬لست بياعا‮) ‬ولكن أريد أن أستفيد من مزايا‮ “‬المجاهد الجديد‮” ‬من خلال هذه‮ “‬الحركا‮”! ‬ما الفرق بيني‮ ‬وبين الكثير منهم في‮ “‬الحركا الوطنية‮”‬،‮ ‬ممن طلع بعضهم خلال‮ “‬آخر ويكاند‮” ‬ليلة‮ ‬3‮ ‬جويلية إلى‮ ‬4‮ ‬منه من سنة‮ ‬62،‮ ‬واليوم صار مجاهدا قد هاااااااك‮! ‬علاه هوما خير مني؟ أنا كي‮ ‬طلع لي‮ “‬الزبل‮”‬،‮ ‬طلعت سيمانة‮ “‬لزبل الزبربر‮”! ‬وكنت أنا رئيس‮ “‬كذيبة‮” ‬الجياح من‮ “‬الجيا‮”‬،‮ ‬وكانت‮ “‬كذيبتنا‮” ‬في‮ ‬حدود ثلاثة أشخاص‮! ‬أنا هو‮ “‬قائد الكذيبة‮”. ‬الأمير مصعب،‮ ‬صعب عليه العمل،‮ ‬فسلّم نفسه مقابل مزايا كبيرة‮.. “‬دار مزية في‮ ‬روحه‮” ‬وفي‮ ‬الناس‮. ‬بقي‮ ‬3‮ ‬أيام ثم نزل،‮ ‬وأنا بقيت أسبوعاً‮. ‬الآخر كان قائد الأركان أوى إلى ركن شديد،‮ ‬حتى‮ ‬يأتي‮ ‬الفرج بعدما قطع الطريق على تجار عاديين،‮ ‬ونهب منهم ثلاثة ملايير‮.‬

أنا،‮ ‬كنت أنتظر المزيد قبل قدوم العيد،‮ ‬لعلي‮ ‬أحصل على كبش من الجبل،‮ ‬أو من السماء ماذا نعرف؟ لكنه ألقي‮ ‬عليّ‮ ‬القبض قبل نهاية الويكاند‮. ‬وأنا الآن في‮ ‬الكماشة بتهمة‮ “‬التدعّش‮” ‬وتشكيل جماعة‮ “‬دعاشة‮”.‬

‭ ‬وأفيق،‮ ‬وأنا أتألم من بعج في‮ ‬بطني‮: ‬من الذي‮ ‬دخل في‮ ‬بهذا الشكل الفريد؟ كبش العيد أم كاميو عمي‮ ‬بلعيد؟‮ ‬

مقالات ذات صلة