الجزائر
أغلبها سجل بالعاصمة وقسنطينة واقتني من السماسرة

حالات جديدة لاخضرار لحوم الأضاحي والأسباب غامضة

كريمة خلاص
  • 6180
  • 12
ح.م

لا يزال سيناريو اخضرار لحوم الأضاحي وتعفّنها يتكرر منذ عام 2016 ولا تزال الأسباب مجهولة رغم التحقيق الوطني الذي قامت به وزارة الفلاحة والتنمية الريفية دون أن تكشف عن نتائجه للمواطنين والمختصين وهو ما يجعل المواطن “فريسة” لسماسرة يجنون الثروة بانتهاج طرق احتيالية.

وكشفت المنظمة الجزائرية لحماية المستهلك، الثلاثاء، عن ارتفاع حالات اخضرار لحوم الأضاحي إلى ما يزيد عن الخمسين حالة على المستوى الوطني، بحسب ما استقته المنظمة من مكاتبها الولائية وأكده رئيسها مصطفى زبدي في تصريح لـ”الشروق”.

وسجلت أوّل حالة لاخضرار لحوم الأضاحي خلال عيد الأضحى هذه السنة، أوّل أمس، بولاية البليدة التي شكلت نقطة البداية لحالات أخرى عبر مختلف ولايات الوطن وبشكل أخص ولاية الجزائر وقسنطينة.
وأوضح زبدي أنّ عدد حالات الاخضرار ضئيل جدا مقارنة بالتوقيت والعدد الذي سجلناه في سنوات 2016 و2017 و2018.

وحسب المصدر ذاته، فإن التحريات الأولية للمنظمة أثبتت أن اقتناء الأضاحي تم من نقاط بيع غير نظامية ومن لدن سماسرة، كما ثبت أيضا أنه لم يتم حفظ وتقطيع الأضحية حسب توصيات وتوجيهات البياطرة وتركت لليوم الثاني وهو ما أثر عليها بسبب الحرارة الشديدة.

ولا تزال التحقيقات متواصلة على مستوى المنظمة وفق المتحدث الذي أكد أن خلية اجتماع المنظمة التي تتابع الوضع والتطورات ترصد كل الحالات التي تصلها وتأخذ بشهادات الجميع.

وأبدت المنظمة تأسفها للوضع رغم أن الحالة غير مقلقة، كما شكرت المواطنين والبياطرة على تعاونهم وكشفهم عن الحالات التي بحوزتهم، وهو ما من شأنه إيصالهم إلى الأسباب الحقيقية للاخضرار التي لا تزال مجرد فرضيات لم تثبت فعليا وعلميا.

وأضاف زبدي “نحن مع فرضية عمليات التسمين والأعلاف اتي قد تكون وراء الاخضرار ولكن هذا لا يعني الجزم بذلك إضافة إلى فرضية الحرارة والرطوبة”.

وطلبت المنظمة من المواطنين الذين بلغوا عن تلك الحالات الاحتفاظ بقطع وعينات من اللحم لإخضاعها للكشف والفحص إذا ما تطلّب الأمر من قبل مصالح وزارة الفلاحة التي تم العمل معها والتعاون في مجال جمع المعطيات لأجل التشخيص والتحقيق.

من جهته، أكّد دحمان نجيب المفتش البيطري على مستوى المذابح والناطق الرسمي باسم النقابة الوطنية للبياطرة في تصريح للشروق تسجيل حالات عدة على مستوى ولايات الوطن مثل العاصمة وبرج بوعريريج ومستغانم والبليدة غير أنها ليست كثيرة ولا تدعو للقلق مثلما حدث في سنوات سابقة.

وأضاف البيطري أن التحقيق الوبائي الذي تم القيام به أكد أنّ الأسباب الأولية والظاهرة تكمن في عدم اتباع طريقة الذبح التي لم تتم على الشكل الصحيح وكذا عدم احترام شروط حفظ الأضحية في مكان بارد ومهوى، غير أن الأسباب الحقيقية والعلمية تحتاج إلى تحاليل معمقة في مخابر متخصصة لا تتوفر الجزائر عليها باستثناء مخبر الشرطة والدرك الوطني.

تكرار سيناريو اخضرار الأضاحي وتعفنها يفرض بشكل كبير وفق البيطري دحمان الإعلان عن نتائج التحقيقات السابقة التي لا تزال بحوزة وزارة الفلاحة والتي ترفض الكشف عنها رغم المطالب المتكررة التي رفعت قبل العيد وبعده لتجنب الأمر.

وقال دحمان “لم نتقدم أبدا فمنذ 2016 لا نزال نراوح مكاننا ولا زلنا في حلقة مفرغة نواجه سنويا اخضرارا في الأضاحي ولو بدرجة أقل غير أننا لا نستطيع تفسيره علميا لذا نطالب وزارة الفلاحة بالكشف عن النتائج التي تتكتم عنها الوزارة وهو ما يجعلنا نستغرب الإفصاح عنها وتقديمها للمختصين والمواطنين”.

أمّا وزارة الفلاحة فأكدت على لسان المكلف بالإعلام ميسوم محمد أن الحالات قليلة، تعكف الوزارة على متابعتها والتحقيق فيها بالتنسيق مع منظمة حماية المستهلك، حيث تبين أن أغلبها اقتني من نقاط بيع غير نظامية وهو ما دعا البياطرة إلى الابتعاد عنه.

مقالات ذات صلة