جواهر
تتعاطاها الفتيات للقدرة على الرقص المتواصل بالأعراس

حبوب “المُرقّصات” موضة 2016 في قاعات الحفلات

جواهر الشروق
  • 16428
  • 22
ح.م

يتردد مرارا داخل قاعات الجلسات بمجلس قضاء الجزائر، وخلال معالجة قضايا استهلاك المخدرات، مصطلح “المُرقِّصات”.. حيث يسأل القاضي المتهمين وغالبيتهم من المراهقين عن استهلاكهم هذه المادة، لنعلم لاحقا أن المُرقّصات نوع من حبوب الإكستازي المخدرة، وسُميت بهذا الاسم لأنها تنشر الفرح لمتعاطيها وتدفعه إلى الرقص.

وأغرب ما سمعناه من أفواه مراهقات بالعاصمة، أن هذه الحبوب صارت المطلوب الأول في الأعراس والحفلات، حيث تتعاطاها الفتيات فيدخلن في حالة من الفرح والبهجة، وتجعلهن لا يتوقفن عن الرّقص في قاعات الحفلات   ..!!

تتعاطى فتيات، تتراوح أعمارهن بين 16 و22 سنة، حبوبا مخدرة لغرض الرقص في الأعراس أو في أماكن أخرى وفي غفلة عن الأهل.

فالظاهرة خطيرة جدا وتستدعي دق ناقوس الخطر. ويفسر لنا هذا الأمر المظاهر الغريبة التي أصبحنا نشاهدها في قاعة الحفلات، فزيادة على اللباس الفاضح جدا، لا تتوقف بعض الفتيات عن الرقص طيلة ساعات العرس الذي يمتد أحيانا من الواحدة إلى السابعة مساء، دون أن تظهر عليهن آثار التعب، بل ويرقصن على جميع طبوع الغناء.

وحبوب الإكستازي، التي تسمى “عقار النشوة”، هي مخدر منشط، يتم تعاطيه على شكل كبسولات أو حبوب، كان يُستعمل في بداية انتشاره في سنوات الخمسينيات بأوروبا وبصفة محدودة لأغراض طبية، إلى أن ارتبط بمجتمعات الرقص والمجون في الولايات المتحدة الأمريكية في الثمانينيات. ومنذ ذلك الحين، انتشر في النوادي الليلية وحفلات الرقص والمجون في أوروبا.

كما أطلق على الإكستازي اسم مخدرات مصممي الرقصات، نظراً إلى صلتها بالشباب وموسيقى الرقص الإلكترونية.

ويؤكد الأطباء أن الإكستازي يتم تصنيعه بإضافة مواد ومركبات كيميائية ضارة، وهو من العقارات الممنوعة في كثير من الدول، ومن أعراض تعاطيه زيادة الثقة والطاقة والنشاط الزائد.

والفتيات من العاصمة اللواتي سألناهن في الموضوع، ونفين لنا تعاطيهن لها، أكدن أن “المرقصات” التي يتم تهريبها من إسبانيا كانت تباع بمبلغ مليون سنتيم للحبة، لينهار ثمنها لاحقا إلى غاية 5000 دج. والآن وصل سعرها بين الألفين و3 آلاف دج للواحدة. وهو ما يجعلها في متناول المراهقين والشباب، مؤكدات أن هذه الحبوب لا تسبب الإدمان.

ولمعرفة صحة الإدمان على هذا المخدر من عدمه، اتصلنا بالمختصة النفسانية نبيلة حواس، التي أكدت أن كثيرا من مرضاها كانوا مراهقين لاحظ عليهم أولياؤهم سلوكات غريبة، مثل الاكتئاب والتعب والأرق والدوار وعدم القدرة على التركيز، وأن هذه الأعراض استمرت معهم لأيام، لتكتشف لاحقا ومن خلال جلسات منفردة مع المرضى أنهم تعاطوا “المرقصات” لمدة طويلة.

وأكدت المتحدثة أنه يمكن أن تتسبب الحبوب في حالة اكتئاب شديدة للمراهق تدفعه إلى التفكير في الانتحار، بعد وصوله إلى حالة انهيار شديد. وهو ما جعلها تنصح الأولياء بمراقبة سلوكات أبنائهم الذكور والإناث على السواء، خاصة المراهقين، مع تنظيم ملتقيات توعوية بالمتوسطات والثانويات للتحذير من أخطار هذا المخدر.

مقالات ذات صلة