-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حبوب منع..”السعادة”؟!

الشروق أونلاين
  • 2936
  • 0
حبوب منع..”السعادة”؟!

جاء في استطلاع نشرته أول أمس، جريدة نيويورك تايمز، وقامت به مجموعة بريطانية تسمى نيو إكونوميك فاندشن، أن المصريين هم أكثر الشعوب العربية سعادة، يليهم السعوديون، ثم المغاربة، فالأردنيون والتوانسة، فيما تبوأ الكويتيون المرتبة الأخيرة ؟!.

  • والحقيقة أنني بحثت عن “ريحة” الجزائريين في هذا الاستطلاع، فلم أجد لها أثرا، ربما لأن المجموعة البريطانية المذكورة لا تعترف بوجود دولتنا أصلا على خارطة العالم، أو أن جريدة نيويورك تايمز، اكتفت بنشر ترتيب المواطنين في الدول التي تعرفها، أو ربما، أننا تبوأنا، وبلا فخر، مرتبة محترمة في قائمة الاحتياط، من باب أننا شعب اعتاد على سياسة “الله يخلف” منذ زمان؟. 
  • لكن عن أي سعادة، يتحدث هذا التقرير الموصوف بالعلمي جدا، والذي يشبه تقارير منظمة شفافية دولية، ومراسلون بلا حدود، ومنظمة العفو الدولية…وغيرها من المنظمات والمجموعات والهيئات التي صدّعت رؤوسنا، بالقول أنها حيادية، وموضوعية وغير حكومية، في الوقت الذي ما تزال فيه تقاريرها تخضع للأقوى، وتنحاز للوبيات، وتبيع دماغ الباحثين فيها لمن يدفع أكثر؟!
  • ما المقياس الذي يجعل المصريين والمغاربة مثلا يحتلون المرتبة الأولى والثالثة؟ في الوقت الذي يعيش فيه ملايين منهم، تحت رحمة التهميش، ويتعاطون حبوب منع السعادة التي توزعها الأنظمة، ويضطرون، بسبب الفقر الذي لو كان رجلا لقتلناه جميعا، إلى بيع لحومهم في مواسم السياحة التي تحولت إلى مواسم دعارة رسمية؟!
  • عن أي سعادة، يتحدث البريطانيون، ويدّعون أن العرب يشعرون بها، وهم الذين يقفون عُراة في شارع شرق أوسطي مزدحم، تتحكم فيه إسرائيل، وتقتل فيه الأطفال والنساء والشيوخ؟!! لماذا لم يأت التقرير على ذكر العراقيين مثلا، واكتفى بالقول أن جيرانهم الكويتيين يحتلون المرتبة الأخيرة في قائمة السعداء؟، هل يمارس الكويتيون الحزن بالوكالة عن أبناء الرافدين؟! أم أنّ المجموعة البريطانية استحت أن تقول أن الاحتلال الأمريكي والبريطاني لم يجلب للعراق إلا القتل والتعاسة والبؤس والتدمير؟!! ألم يخلف الاحتلال وحتى نهاية العام الماضي، مليون أرملة، وأربعة ملايين يتيم، ومليوني قتيل، و800 ألف مفقود، و340 ألف سجين، و67 ألف إصابة بالإيدز، مع وجود 40 بالمائة من العراقيين تحت خط الفقر، و90 بالمائة من البنى التحتية والقاعدية مدمرة… ماذا تنتظرون من شعب ينام على مثل هذه الإحصائيات؟! من أي باب أو نافذة ستدخله السعادة أو يتسلل إليه الأمل؟! 
  • المجموعة البريطانية قالت أنها استندت في تقريرها، على “معيار النظافة والبيئة والمحيط”، كلام جميل، لكنه لن يصمد طويلا، وسرعان ما سيسقط أمام المعايير الحقيقية التي تصنع سعادة الإنسان، وهي الصحة والأمن والغذاء، والماء، والسيادة الوطنية والحرية؟! أليس هذه عوامل أكثر موضوعية ومصداقية للحكم علينا كشعوب أننا سعداء؟! أم أن الغرب يبحث عن مبررات جديدة لاحتلالنا بسبب افتقادنا للسعادة، خصوصا الدول التي لم يرد اسمها في الترتيب، وفي مقدمتها الجزائر؟! ألم تلاحظوا، أن جميع الدول المذكورة بأنها سعيدة، محتلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؟!..ربما صدفة، أكيد أنها صدفة؟!.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!