-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من الواقع

حب إنجاب الطفل الذكر.. هاجس الرجال وصداع النساء!

الشروق أونلاين
  • 13509
  • 11
حب إنجاب الطفل الذكر.. هاجس الرجال وصداع النساء!

تسود المجتمع في الآونة الأخيرة ظاهرة تفضيل إنجاب الذكر على الأنثى، ظاهرة قد تعود بنا إلى عصر الجاهلية، حيث كانت توأد الأنثى، وإذا ما تلقى أب خبر مولودة أنثى اسود وجهه كالغراب فورا، وهو ما يدخل في خانة الجهل والتخلف، خاصة بعد ما تعدى الأمر مسألة الاختيار إلى تبعات أخرى ومشاكل تتجرع مرارتها المرأة غالبا، وتدفع ثمنها في الأخير بطلاق أو تشرد في الشوارع.

هاجس لدى الرجال

تحول إنجاب الذكر من مُنى وشغف عند البعض إلى هاجس عند البعض الآخر وأصبح ذلك عاملا مشتركا بين الأزواج، إن لم نقل قناعة راسخة لديهم حتى أضحى ضرورة قصوى يتوجب توفرها، وفي هذا يقول أمين 32 سنة والذي التقيناه في حسين داي أن إنجاب “الولد” أصبح كل ما يريده في هذه الحياة، لذا تزوج للمرة الثانية والحمد لله أصبح له ولدان، كما وهبه الله ابنا من الزوجة الأولى بعد إنجابها لأربع بنات، ويضيف “أنا مسرور جدا لهذا، فأمنية أي رجل أن يكون له أولاد يكونون بمثابة السند له في حياته”. في حين يقول كريم 25 سنة أنه بالرغم من أن الابن والبنت لهما نفس المكانة بالنسبة له لأنهما من عند الله، إلا أنه بعد دخوله القفص الذهبي يتمنى من الله أن يرزقه بذكر لأن هذا الأخير سيحمل اسمه.

أمّا محند من تيزي وزو، فيقول إن الله رزقه بثلاث بنات، لكن أمه لم يرق لها ذلك وأرادت له الزواج بامرأة أخرى، لكنه رفض ذلك جملة وتفصيلا، ويضيف قائلا “اقترحت على زوجتي الذهاب إلى أحد المراكز الطبية، لمساعدتنا وتزويدنا ببعض النصائح لنتبعها، والحمد لله أنعم الله علينا بالابن المرغوب”.

جهل وتخلّف عند البعض

ورغم تطوّر مستوى الوعي لدى الجزائريين، وتأكيد الإسلام أنها عادة جاهلية يجب الابتعاد عنها، إلا أنه مازال الكثير منهم يرون في الابن الذكر رمزا من رموز التفاخر والاعتزاز ويفضّلون إنجابه على الأنثى، وتتحكم في ذلك عادات بالية أكل عليها الدهر وشرب، وفي هذا يقول عمي حسين 50 سنة وهو أب لست بنات والذي التقيناه ونحن في طريقنا إلى رويسو، أن الأبناء نعمة من الله سبحانه وتعالى، ويرى أنّ بعض أفكار التخلف تجعل من إنجاب الذكر مقدسا، فمن العيب أن نفضل أحد الجنسين على الآخر، فلسنا نحن من يختار ذلك، والله سبحانه هو الذي أمر بذلك سواءً كان ذكرا أو أنثى.

أمّا عمي عثمان والذي التقيناه أمام محطة الترامواي برويسو فيقول “لست أدري لماذا لا يحبون البنات وينظرون إلي نظرة الشفقة، كوني ليس لدي ابن، حتى أني سمعت أبي يعايرني بأبي البنات وكأن ذلك جرم.. أحب بناتي لدرجة لا تتصور، وأفعل أي شيء من أجلهن إن مسهن أحد بسوء، فكل بنت لها معزة كبيرة في قلبي”. 

مشاكل كبيرة بسبب الأنثى

 فإنجاب الذكور لا يزال هدفا مطلوبا وحلما يراود الجميع خاصة لدى الأزواج الجدد، وعادة ما يسبب العجز عن تحقيق هذا الحلم الذعر والخوف لدى الزوجات، فيتحول الزوج إلى وحش بشري، يتخلى عن إنسانيته عبر التهديد والوعيد وبالتالي الدخول في مشاكل كثيرة، وعن هذا تقول السيدة سميرة 32 سنة والتي التقيناها أمام المكتبة الوطنية بالحامة أنه رغم حبها له ووقوفها إلى جانبه دائما وفي أحلك الظروف، إلا أن ذلك لم يمنع زوجها من التخلي عنها دون وضع أي اعتبار لها أو العشرة التي قضياها معا، لا لشيء إلا لأنها رزقت بطفلة ثانية، في حين أنه كان يريد صبيا يحمل اسم عائلته بعد مفارقته الحياة. 

وتقول سيدة في العقد الرابع من عمرها التقيناها ونحن في طريق عودتنا إلى حسين داي أن زوجها لم يقم حتى بزيارتها في المستشفى بعد وضعها ابنة، أمّا أهله فلم يكلفوا أنفسهم حتى رفع سماعة الهاتف للسؤال عن الطفلة المولودة، بل أكثر من ذلك أن طريقة تعاملهم معها تزداد سوءا في كل مرة يزدان فراشها ببنت، وهو ما دفعها إلى إعادة الكرة في كل مرة لعل وعسى ترزق بطفل وتنتهي من هذه المشاكل التي أصبحت تؤرقها يوميا. 

في حين تقول مريم 36 سنة وهي أم لثلاث بنات، أنها تعيش حالة من الأرق كلما كانت تنتظر مولودا، خوفا من ورقة الطلاق، خاصة مع تهديدات زوجها المتواصلة، وما يزيد الأمر سوءا نظرة أهل زوجها الذين يستقبلون الأنثى بحزن كبير، وكأن الأمر يتعلق بجنازة لا بفرح ازدياد طفلة رزقهم بها الله.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
11
  • الاسم

    يطلب الذرية الصالحة والحمد لله على كل شيء المهم العافية

  • sidali

    الى البلد شكرا اخي ولكن هنا أردت مخاطبة العقل العلمي لكي يفهم الشخص انه علميا الرجل هوالمسوؤل ان يكون الجنين ذكرا او انثى ودائماالله من يرزق .وجزاك الله خيرا

  • الاسم

    والله بعد انتشار التخنث والمثليين الذي انتشر بسرعة الصاروخ في زمننا هذا وكثرة الاعتداء الجنسي على الذكور اكثر من الاناث وامتلأت الشوارع بأشباه الصبيان والممسوخين اصبحت افضل الفتيات على (.....)

  • brahim

    ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجَعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ( 50 ) ) هذه ارادة الله ومشيئته لكن نظرة المجتمع لا ترحم ابدا

  • الى سيدعلي

    بل ارادة الله هي الاولى وليست الثانية

  • sidali

    المسوؤل هو الزوج في ان يكون المولود ذكر او انثى و ليست الزوجة وثانيا هي ارادة الله

  • احمد

    وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم ، يتوارى من القوم من سوء مابشر
    به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا سآء مايحكمون . "صدق الله العظيم"

  • KARIM HARAGUE

    ana manashak ni tofla ni tfol fi had el wakt lirana fih kinazawaj inchallah ankoul marti madabik les médicaments hatihoum and rassak oukaann tanssay matacharbihoumch jibiha fi darkoum

  • عبدو

    ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ( 49 ) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجَعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ( 50 ) )
    يخبر تعالى أنه خالق السموات والأرض ومالكهما والمتصرف فيهما ، وأنه ما شاء كان ، وما لم يشأ لم يكن ، وأنه يعطي من يشاء ، ويمنع من يشاء ، ولا مانع لما أعطى ، ولا معطي لما منع ، وأنه يخلق ما يشاء ، و ( يهب لمن يشاء إناثا ) أي : يرزقه البنات فقط - قال البغوي : ومنهم لوط ، عليه السلام ( ويهب لمن يشاء الذكور ) أي : يرزقه الب

  • انيس

    عندي 06بنات جميلات واشكر رب العرش اعضيم على هذه النعمة الربانية ولا اريد الذكور باالاسم وهم في الحقيقة بنات لا يصلحون فملاط

  • فريدة

    كلما ضاق العقل و نفذت الوسيلة في حفظ ذكر النسب يلجأ الرجل إلى إنجاب من يحفظ اسمه و كم هي الأسماء التي لم يحفظها الزمان و لم تعترف بها العقول المادية و الطبيعية