-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حب المال والسعي للظفر بالثروة.. أكثر حب يستهوي المراهقين والشباب

نسيبة علال
  • 394
  • 0
حب المال والسعي للظفر بالثروة.. أكثر حب يستهوي المراهقين والشباب

يكثر الحديث عن الحب، تزامنا والاحتفاء بعيده، وتزيد التساؤلات، مادام شبابنا لا يؤمنون به مع الشريك، في ظل ارتفاع نسب الخيانة، فأي حب إذا يشغل قلوبهم وعقولهم في العشرينيات والثلاثينيات، التي تتقد فيها العواطف والمشاعر، خاصة وأننا نعيش أكثر عصر تسيطر فيه الماديات والمظاهر على كل العلاقات الاجتماعية والعاطفية.

الثروة أولا.. ثم يركض الحب خلفك

في استطلاع رأي، حصلت الشروق العربي على أجوبة غريبة، تمثل اهتمامات الشباب في بداية حياتهم، كانت فيها علاقات الحب في مراتب متدنية بعد السعي للثروة والمال، والهيام بفكرة الهجرة أو السفر عبر العالم، وتحقيق المشاريع والطموحات.. وكأن هبة من الوعي الاجتماعي بدأت تضرب ناحية هذه الفئة، إناثا وذكورا.. يقول صابر، 23 سنة، طالب جامعي: “لم أقم أي علاقة عاطفية حتى هذه السن، ما يهمني حاليا هو تخرجي بمعدل محترم يضمن لي وظيفة مستقرة، أرغب في الحصول على سيارة خاصة وتكوين نفسي ماديا، قبل التفكير في الارتباط، فأنا أؤمن بأن أغلب المشاكل العاطفية سببها المال وعدم قوامة الرجل، أريد أن أبني حياتي المستقبلية وأنا مرتاح من هذا الجانب”.

على النقيض منه، سبق وأن عاش رامي، 31 عاما، عشرات العلاقات، كان يعتقد أنه من خلالها كان في الطريق الصحيح باتجاه إيجاد الحب الذي سيكمل معه بقية حياته، لكنه اكتشف أخيرا أنه يتقدم في العمر، بينما لم يؤسس للمستقبل من جوانب أخرى. يقول: “حان الوقت للتوقف عن ارتكاب الحماقات، كان علي استغلال مراهقتي وشبابي في تكوين ثروة معرفية ومادية، وسيأتي الحب راكضا خلفي، هذا ما اقتنعت به مؤخرا وبدأت العمل عليه”.

البحث عن الحب مضيعة وقت

بالنسبة إلى مروة، 21 سنة، الحب لم يعد ضرورة ولا أولوية لدى المرأة العصرية المستقلة: “أعتقد أن الدخول في علاقات حب ليس سوى مضيعة حقيقية للوقت، والجهد، وإحراق للمشاعر، يمكن أن تفقد الفتاة وحتى الشاب فيها بعض العواطف والقيم إلى الأبد، مثل الثقة والاهتمام.. وهي بالنسبة للطرفين أوراق سوداء في سجل حياتهم.

لذلك، من الأفضل، أن يتم استغلال سنوات المراهقة والشباب في تطوير الذات والعمل على صناعة شخصية تجذب لك الشريك المثالي، أنا شخصيا أستغل جهدي في التعلم والتكوين وجمع الكثير من المال للسفر والدراسة..”.

تقول الخبيرة النفسية والاجتماعية، الأستاذة مريم بركان: “لابد من الإشارة إلى أن المؤثرات التي تحيط بشبابنا هي ما يقود وجهته في الحياة، حتى دون الحاجة للوعي الكافي، ففي سنوات مضت، كان التلفزيون الوسيلة الترفيهية الوحيدة تقريبا، يبث مسلسلات أجنبية تتحدث عن الرومنسية والحب والعلاقات كموضوع أساسي، وهو ما تستهلكه هذه الفئة بكثرة، أما ومع انتشار الإنترنت، فقد تنوع المحتوى وأصبح في متناول المراهقين والشباب التمييز بين الناجحين السعداء، من غيرهم، حيث ظهرت فئة مؤثرة اختارت المشاريع والهجرة والسفر والمال قبل الحب، أو جمعت بين السعي لكليهما، ونجحت في ذلك خلال مرحلة الشباب، ما جعل كثيرين يوقنون بأن تكوين الذات ماديا أصبح أهم بكثير من إيجاد الحب الذي قد يتخلى في أي لحظة”.

تدريجيا، يتحول الحب إلى قناعة قديمة، موضة خاصة بالمسلسلات، فقد اختفت تماما تلك القصص المثالية من المجتمع التي يشكل فيها العشاق المراهقون والشباب مثالا للتضحية من أجل الطرف الآخر، بعيدا عن أي اعتبارات مادية، بينما تتحول تدريجا الشخصيات الناجحة على الصعيد المهني والمالي إلى مقصد للباحثين عن الارتباط والعلاقات الجادة، التي تفرغ فيها جميع المشاعر.. هذا بالضبط ما يجعل الكثير من شبابنا يميلون إلى حب تشكيل الثروة وبناء الذات وحب التجارب الجديدة كالسفر والاكتشاف، قبل الاهتمام بحب الشريك.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!