الرأي

حتى لا نلوم “فيسبوك”…

محمد سليم قلالة
  • 925
  • 4

حقق “فيسبوك”رقم أعمال في الثلاثي الأخير من سنة 2020 يساوي 21.47 مليار دولار، 99 بالمائة من الإشهار. كان نصيب المستخدم الواحد في شمال أمريكا وكندا، 39.63 دولارا، وفي أوروبا 12.41 دولارا، وفي بقية العالم الذي نحن جزء منه 2.22 دولار، بما يعني أن كل حساب نفتحه في بلادنا يستفيد منه فيسبوك بـ2.22 دولار في الفصل الواحد، أي بأكثر من 8 دولارات في السنة. وإذا علمنا أن عد د”الفيسبوكيين” في الجزائر بلغ أكثر من 20 مليونا، نعرف حسابيا كم هو المقابل الذي يحصل عليه فيسبوك “المجاني” من استخدامنا له. (قُدّرت الأرباح الصافية لـ”فيسبوك” في هذا الفصل بـ 7.84 ملايير دولار حسب تقاريره الصادرة في الخامس من هذا الشهر).
ولكن المشكلة لا تكمن هنا، بل في كيفية هذا الاستخدام. هل نعرف كيف نستفيد من إيجابيات هذه الشبكة، أم أننا لا نستخدمها سوى في جانبها السيء؟

لو أجرينا قراءة لنسبة الاستخدام الذي يشكل الشباب غالبيته الساحقة، فإننا سنكتشف أن أكثر من 40 بالمائة منه للتسلية، وتُوزَّع باقي النسبة على أكثر من نشاط أقلها تلك الأنشطة التي يمكنها أن تجعل من إيجابيات هذا التطبيق تغطي سلبياته أو تزيد عليها.

إننا قليلا ما نستخدم الخدمات ذات الجدوى الاقتصادية أو المعرفية مقارنة بتلك التي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، سوى لـ”قتل” الوقت، وفوق ذلك بسرعة وفعالية…

إن هذا الشبكة تُقدّم أكثر من خدمة لا تستفيد منها للأسف سوى الدول الأكثر تقدما، مثل تلك المتعلقة بالمؤسسات الصغيرة والمتناهية في الصغر، والخاصة بالتكوين الرقمي والمؤسساتي، وبتقديم حلول مبتكرة للعاملين بجميع القطاعات الانتاجية والخدمية والابتكارية، فضلا عن قصص النجاح العالمية في أكثر من مجال… وما لا يُحصى من خدمات في مجالات الاستثمار والتطوير، الوسائط… الخ.

تكفي نظرة فاحصة لموقع فيسبوك الرسمي وباقي مثلاabout.fb.comفروعه عن الاستثمارinvestor.fb.com والأعمال… الخ، لنعرف حجم نشاط هذه الشبكة التي اختصرناها في عبارة التواصل الاجتماعي… ولم نزد عن قيامنا بتبادل الآراء والأنشطة أو تغطية بعض الأحداث والتعليق عليها… وأحيانا متجاوزين قواعد الآداب والأخلاق العامة.

هذه الكيفية في التعامل مع فيسبوك، لا تختلف كثيرا عن كيفية تعاملنا مع الحواسيب والفضائيات وانترنت والتكنولوجية بشكل عام، إذ غالبا ما نُفرغها من محتواها الإيجابي، بل وأحيانا نُعطّل ذلك المحتوى ونُبدي بُطءا كبيرا في التكيف الإيجابي معه.

وهي مسألة لها علاقة بالمشكلة الثقافية في بلادنا، وبنوعية التكوين الذي نقّدمه في المدارس، وبغياب رؤية وطنية للتعامل مع التكنولوجيات الجديدة تضبط كيفية الاستفادة منها واستيعابها.

ينبغي ألا نلوم “فيسبوك” في شيء إن حقق أرباحا، بل علينا أن نلوم أنفسنا أننا لم نكتف بتمكينه من ذلك، بل ألحقنا الضرر بأنفسنا ونحن لا نستخدم سوى الجانب غير المجدي منه…

مقالات ذات صلة