حتى لا يكون الطلاق مصيرك!
-
-
7609
-
0
إن كان مدمن مخدرات أو شارب خمر فلا بد أن تتضرعي إلى الله بالدعاء أن يهديه، وإن كان لامباليا بمسؤولياته وفظا في تعاملاته فلا بدّ أن تصبري عليه، وإن كان فقير الحال لكسله عن العمل فلا حرج من أن تعينيه، وإن خانك وصاحب غيرك وكان يتنقل بين هاته وتلك فلا ضير أن تغضّي طرفك كي لا تخسريه!!!..
هذه النصائح وغيرها يجود بها أشخاص كثر على نساء خانهن الحظ وارتبطن بأزواج غير أكفاء حوّلوا حياتهن إلى جحيم لا يطاق ولم يجدن حلا غير الطلاق، لكنهن اصطدمن برفض أحبابهن وذويهن لفكرة الانفصال جملة وتفصيلا، وكأن العيش في ألم وجحيم ونكد مكتوب عليهن كي لا يحملن لقب “مطلقات” في مجتمع لا يرحم، والسؤال المحيّر: من يحمل عن أولئك المتضررات ثقل همومهن؟ ومن يرفع معنوياتهن؟ ومن يتبرع لهن بفائض من الصبر كي يواصلن رحلة التحمل في سبيل إنقاذ زواج متهاوية أركانه؟؟؟
إنّ الكثيرين يخشون كلام الناس أكثر من خشيتهم الله في مضطهدة تنام والدمعة في عينيها وتستفيق والرعب يحوم من حواليها، ولا تتحرك ساكنة لنفض غبار الذلّ عن روحها كي لا يكون الطلاق مصيرها، وكأنّ هذا الأخير مرارته أشدّ من مرارة زواج سمته الفشل من البداية، وما الاستمرار فيه إلا كذبة كبيرة قد تنتهي يوما، وإن لم تنتهي فلا محالة ستنهي حياة من فاضت بها كؤوس الصبر وأحاطت بها أسوار الألم والهمّ..
وفي حالة الإنجاب يزداد الضغط على المرأة لأنها تصبح حينئذ مطالبة بالتفكير في مستقبل أطفالها واحتمال الضرّ من أجلهم حتى وإن كان الزوج شبه مجنون يفتح باب السيارة ويدفع زوجته نحو الخارج عند أبسط نقاش، أو كان سكّيرا يمشي ويترنح ولا يهتم لشيء من واجباته، أو “طمّاعا” لا يكلف نفسه عناء العمل وينتظر آخر الشهر كي يسلب مرتبها، أو حادّ الطباع يثور في وجهها ويضربها بمناسبة وبدونها فقط كي يطبع على جسدها المنهك آثار رجولته الزائفة المثيرة للشفقة !!
وما يحزّ في النفس كثيرا أن عديد الصامتات عن تجاوزات أزواجهن في حقهن وأخطائهم التي لا تغتفر، يملكن أجمل الصفات التي تحبب الجنس الآخر فيهن وتفتح أبواب السعادة لهن، وبإمكان كل واحدة منهن التخلص من قيودها وبدء صفحة جديدة مع من يقدّرها، ويحفظ كرامتها كي تعيش فصول حياة متوازنة ملؤها المودة والرحمة والسكن بدل السّباب والعذاب ولكن؟؟؟
ربنا عزّ وجل قال: “فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان” والطلاق حتى وإن كان أبغض الحلال إليه يبقى حلاّ ناجعا لعديد المشاكل التي تخنق رقبة الحياة الزوجية وتقطع حبل الود ـ إن وجد ـ لكن أكثر الناس لا يعترفون به ويرونه عيبا وعارا، ويطلبون من المرأة التضحية مرارا، ولو كانت المشكلة فيها لما صبر عليها ولرماها إلى الشارع عند أول غلطة!!!
