-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حتي لا تنسينا كأس العالم..!!!

‬فوزي أوصديق
  • 5101
  • 0
حتي لا تنسينا كأس العالم..!!!

أقل من عشرين يوما، سيبدأ العرس الكروي العالمي، بطعم خاص سواء للجزائر أو إفريقيا، بحكم أن الجزائر بعد سنين تعود لهذا العرس، ومن المقادير أن هذا العرس سيكون في القارة السوداء، فالاحتفالية مزدوجة، والدولة “مشكورة” عن دعمها “المستمر” لكرة القدم؟!.. ولذلك نجد تسؤولات عديدة، هل الدعم سيستمر للرياضة بعد كأس العالم؟! هل النهضة مرتبطة فقط “بالكرعين” دون “الدماغ”؟! وهل “الكرة” وما خلقته من اندفاع شعبي أريد لها أن تكون بمثابة “الشجرة” التي تغطي الغابة؟! الإجابة ستكون طبعا بالتأكيد على ضوء بعض المسلمات المطروحة على سر التساؤلات!!…

بداية لا يجب أن تشغلنا “كرة القدم” و”كأس العالم” عن المشاكل الحقيقية، واليومية التي يعيشها المواطن الجزائري، والتي لا تحتاج لعصا سحرية، أو ضربة “كرة”، بقدر ما تحتاج لحلول جذرية، بعيدا عن المنهج المتبع حاليا، والذي أثبت فشله، لذلك نحتاج للمعاجلة الجذرية لجذور الأزمة بقدر ما نحتاج لتطبيب العوارض، أو لمسكنات على شاكلة كأس العالم…

لا يجب أن تنسينا “كأس العالم”  أن نهضة الأمة لا تقاس بترتيب الفريق الوطني في “قياسات مؤشرات” الأداء الشهري الصادرة عن الاتحاد الدولي لكرة القدم، بقدر ما يقاس من خلال مؤشرات الأداء للاقتصاد الوطني، ونسب البطالة أو التضخم، وكذلك حول عدد البحوث والدراسات التي تم إنجازها في مختلف المراكز البحثية… فبه ومع غيره يمكن قياس فعالية الدولة وتحضرها أو تطورها.. وأما “الباقي” فهو تجميلي بقدر ما لا تعالج المشاكل الحقيقية التي تعانيها الأمة.

والملاحظ أن العديد قد استفاد من كأس العالم، سواء الساسة أو التجار أو غيرهم من الفئات والمهن.. فالعديد حاول أن يستغل “سياسيا” هذا الحدث، باستعماله لمآرب أخرى غير الرياضة والروح الرياضية!!.. والبعض من “التجار” قد وجدها فرصة سانحة له للربح الفاحش، واستغلال “عاطفة” الجزائريين لتمرير وبيع بعض البضائع “الكاسدة” و”الفاسدة”!!.

فهذه الصورة المصغرة على مستوى “الجزائر” قد تتكرر بصورة أوسع على المستوى الدولي، فقد عودنا -مثلا- اليهود أثناء كأس العالم على المذابح والحروب الاستباقية والهجمات “الهمجية” على المدنيين العزل باستغلال لا مبالاة المجتمع الدولي، واهتمامه بكأس العالم لارتكاب العديد من الأفعال الإجرامية “بصمت”، فقانا اللبنانية والانتفاضة الأولى الفلسطينية كلها شاهد على الظرف والمكان وسياق الجريمة… فكأس العالم بقدر ما هو عرس كروي خلف “مأسآة” للبعض من المضطهدين في العالم… وما أكثرهم!!. فبعض المختبرات الدولية تستغل هذه الفترة للقيام بجرائمها في ظل عدم الاهتمام الدولي إلا بكرة القدم.

وإنني أتعجب أن العديد منا قد تخلى عن وظيفته الأصيلة، وأصبح الكل يحاول ركب الموجة.. فاكتشف في نفسه ذلك المحلل الرياضي أو المعلق أو الخبير في شؤون الكرة.. حتى البعض حاول أن يغسل ثيابه “القذرة” عن طريق الفريق الوطني.. والصحف يوميا تخبرنا عن المؤامرات والدسائس لإسقاط البعض أو الإبقاء على البعض الآخر…

فكرة القدم والفريق الوطني أصبح الحزب الوحيد في الجزائر الذي اعتُمد لدى وزارة الشباب والرياضة، والكل من الأحزاب والجمعيات والساسة يحاول “استغلال” سمعته وشعبيته من أجل طمس “عوراته”، ولذلك أحيانا بدلا من أن يتم “إرساء” و”نشر” الروح الرياضية أصبح العديد يستعمل الفريق الوطني” كحصان طروادة للتنفيس عن المعاناة اليومية نتيجة الإخفاقات المتكررة في مختلف نواحي الحياة!!..

فإنني أتعجب أنه في الجزائر بالمقارنة مع باقي الدول المتأهلة “لكأس العالم”، فمقاربتها واحتضانها لفرقها الوطنية لم ينسها معالجة باقي القضايا الأخرى العالقة، دون إفراط أو تطرف، بينما نحن في الجزائر كل “القضايا” ،”مؤجلة”، أو “مطموسة” بحجة “الكرعين”.. ونسينا بعض القطاعات الحساسة التي هي نتاج “للخامة”، كالتعليم والصحة في حالة كساد، وأحيانا بعض الوعود مؤجلة بحجة السماح لباقي الشرائح الأخرى بمتابعة كأس العالم ولو على حساب النوعية والجودة والأداء.. وما أدهشني …!!!!أن العديد “منهم” أصبح مختصا بالشؤون الرياضية والتكتيك… إلخ.

و لك إن دل على شيء، حسب بعض المدارس في جبر الآراء أو الدراسات النفسية، فإنه يدل على مدى الخيبة العميقة والإحباط لمختلف الشرائح الشعبية، مما يؤدي بأفراد الشعب الى التشبث بقصة حقيقية للنصر… ولو من خلال كرة القدم..!!

أتمنى أن تلك الملاحظات لم تكن قاسية بقدر ما هي صادقة، ولكن عذري أنها نابعة من عاطفة جياشة، فلا يجب لكأس العالم أو أي شيء آخر أن ينسينا العديد من القضايا، نتمنى أن تكون “التظاهرة” ترفيها وإشاعة للروح الرياضية، بقدر ما تكون “افيونا” و”مخدرا” للابتعاد عن العديد من القضايا محليا ودوليا.. وما أكثرها في عالمنا اليوم…

و أخيرا، نتمنى أن  “الكرة”.. ستكون القطرة التي تجر بها باقي العربات، ويتم تولي اهتمامات متساوية لباقي القطاعات الأخرى، بنفس الالتزام والتوجه، “ولله في خلقه شؤون”…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!