-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد تسجيل اعتداءات ضدهم.. الأساتذة يدقون ناقوس الخطر

حذار.. العنف يهدّد الجامعة!

إلهام بوثلجي
  • 2432
  • 7
حذار.. العنف يهدّد الجامعة!

تعدّي جسدي بجامعات بومرداس وسطيف وسكيكدة وباتنة والجزائر
عبد الغاني قرامز: النجاح بمعدل 9 ساهم في انتشار ظاهرة الغش
بهلولي: تقييد المتابعة الجزائية بموافقة الوصاية تناقضٌ مع القانون
الطلابي الحر: لا يمكن لوم الطلبة وحدهم.. وعمداء يبتزونهم بالعدالة

دق الأساتذة الجامعيون ناقوس الخطر من استفحال ظاهرة الاعتداء ضد زملائهم داخل الحرم الجامعي في فترة الامتحانات، لاسيما بعد السماح للطلبة الذين صدرت في حقهم عقوبات تأديبية بالانتقال في ظل الظروف الصحية الاستثنائية، وتجميد المتابعات القضائية ضد الطلبة في مختلف الجامعات إلا بموافقة الوزارة الوصية.
وفي أقل من شهر، عاد سيناريو الاعتداءات ضد الأساتذة ليتكرر وبقوة في فترة الامتحانات الخاصة بالسداسي الأول، إذ تعرضت أستاذة بجامعة بومرداس للاعتداء الجسدي وأستاذ بجامعة سطيف وأستاذة أخرى في سكيكدة وفي باتنة وحتى في جامعة الجزائر3، واعتداءات أخرى لفظية وتهديدات علنية للأساتذة في عدد من الجامعات في الوسط وفي غرب وشرق البلاد، وهو ما دفع بالأساتذة للمطالبة بسن قوانين ردعية داخل الحرم الجامعي وتفعيل المجالس التأديبية وتعزيز الأمن داخل الجامعات بسبب انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والمهلوسات في الوسط الطلابي والتي أججت سلوك العنف لدى الطلبة وخاصة في فترة الامتحانات من أجل الغش بأي ثمن وبأي طريقة.

قرامز: الانتقال بمعدل 9 ساهم في انتشار ظاهرة الغش

ويرى الأستاذ الجامعي قرامز عبد الغني في حديثه لـ”الشروق” السبت بأن الضغط البيداغوجي الذي تشهده الجامعات وفشل نظام التعليم عن بعد الذي نتجت عنه نتائج كارثية في التحصيل، والسماح بانتقال الطلبة بمعدلات أقل من 9 ونجاحهم في البكالوريا بذات المعدل ساهم في انتشار ظاهرة الغش، وما نجم عنها من آثار وخيمة والمتعلقة بممارسة العنف اللفظي أو حتى الجسدي ضد الأساتذة.
وأضاف الأستاذ قرامز بأن سياسة اللاعقاب وإصدار الوزير لتعليمة تقضي بعدم متابعة الطلبة قضائيا إلا بموافقة الوزارة الوصية زاد من حدة الظاهرة وأجج مظاهر العنف داخل الحرم الجامعي والتي يجني ثمارها الأستاذ وحده، حيث وجد نفسه تحت طائلة الاعتداء الجسدي والسب والتهديد، في حين يُعامل الطالب بحذر ولا يعاقب حتى أمام المجالس التأديبية.
وذكر ذات المتحدث بأن ظاهرة الغش الجماعي انتشرت وبشكل رهيب داخل الجامعات وساهم فيها الضغط باسم التنظيمات الطلابية على الإدارة، ويرى الأستاذ بأنه ينبغي تطبيق القوانين على الجميع وعدم التساهل مع هذه الظاهرة بسبب الظروف الاستثنائية وسياسة شراء السلم الاجتماعي.
ومن جهتها حذرت أستاذة بجامعة الجزائر3، تحفظت عن ذكر اسمها، في اتصال بـ”الشروق” من ارتفاع معدلات الغش والعنف داخل الجامعة، وذكرت أن زميلة لها تعرضت للضرب جسديا من قبل طالب في فترة الامتحانات، لأنها منعته من الغش، ولفتت إلى أن إعفاء الطلبة الذين قاموا بالغش في السنة الماضية من العقاب بسبب الظروف الصحية ساهم في الضغط الرهيب خلال فترة الامتحانات.
وشددت ذات المتحدثة على أن سياسة اللاعقاب ستدخل الجامعة في دوامة العنف لاسيما بعد اشتراط موافقة الوزارة من أجل المتابعة القضائية ضد الطلبة، وذكرت في السياق بعدم وجود نقابة أساتذة قوية تدافع عن الأستاذ الجامعي وكرامته .

بهلولي: منع المتابعة الجزائية إلا بموافقة الوصاية تناقض مع القانون

وإلى ذلك، أكد الأستاذ بكلية الحقوق والمحامي إبراهيم بهلولي بأن اعتداء الطلبة على الأساتذة المحاضرين أو حتى أساتذة الدروس أو أثناء الحراسة وتحت أي ظرف هو فعل غير مقبول، مشيرا إلى أن القانون يمنع الاعتداء الجسدي أو اللفظي على أي مواطن، فما بالك بالأستاذ، مستغربا من إصدار الوزير لتعليمة يمنع من خلالها المتابعة الجزائية ضد أي طالب يعتدي على الأستاذ إلا بموافقة الوصاية وهو ما يتناقض -حسبه- مع قانون العقوبات وسيضعف من جهاز العدالة ومن تطبيق القانون.
ولفت بهلولي إلى استغلال بعض الطلبة للظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا من أجل الانتقال بمعدلات ضعيفة أو التقليل من قيمة الأستاذ وممارسة الغش، مؤكدا على أن القانون يجب أن يطبق في كل الظروف.
ودعا بهلولي إلى ضرورة إيجاد نصوص قانونية رادعة لحماية الأساتذة الجامعيين، قائلا “هل يعقل أن يتعرض أستاذ للضرب والتهديد، وممكن حتى القتل، لأنه منح إنذارا للطالب الذي كان يغش؟”،
وتابع “ما يحدث داخل الحرم الجامعي من تساهل مع متعاطي المخدرات والمعتدين الطلبة هو استجابة للبلطجة..”، وأردف المحامي “لو يغلق الوزير الجامعات أفضل من اتخاذ هذا النوع من الإجراءات تحت أي ظرف ويحد من متابعة المعتدين من الطلبة”.

الطلابي الحر: لا يمكن لوم الطالب وحده في العنف

من جانب آخر، قال سليمان زرقاني، مسؤول الإعلام بالاتحاد العام الطلابي الحر بأن ظاهرة العنف سواء بين الطالب والأستاذ أو الإدارة هي ظاهرة عامة ولا يمكن لوم الطالب وحده فيها، ومن أهم أسبابها هو سوء التسيير وتراكم المشاكل في الجامعات وعدم تفعيل ميثاق أخلاقيات المهنة والمجالس التأديبية.
وأوضح المتحدث بأن شعور الطالب بالظلم هو ما يدفعه في غالب الأحيان لممارسة العنف، كما أن استغلال بعض الأساتذة للنقاط كوسيلة ضغط ضد الطلبة تجعلهم ينساقون وراء سلوك العنف.
ويعتبر زرقاني بأن تقييد المتابعات القضائية ضد الطلبة من قبل الوزارة هو أمر جيد، وهذا نظرا لاستغلال هذه المتابعات من قبل بعض رؤساء الجامعات لضرب ممثلي الطلبة الذين يدافعون عن حقوقهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • طارق الجزائري

    سياسة السوسيال وفتح أبواب الجامعة لكل من هب ودب من أسباب هذه الظاهرة مع تردي المستوى العلمي في المستويات الأخرى. قلناها ونعيدها الجامعة فضاء أكاديمي للنخبة الذين لهم طموح وحب للمعرفة والبحث العلمي، إذا كنت تريد عملا فلك أن تلتحق بإحدى مؤسسات التكوين المهني، ودع الجامعة لوظيفتها الأساسية.

  • أستاذ يائس

    الصورة واضحة للعيان بعدما مُيعت الجامعة بفضل تخطيط الفاسدون في الحكم و أصبح من هب و دب يدخل إلى الجامعة بمستوى رديء ..و تنصيب منظمات طلابية لها ولاءات للفاسدين في الأعلى و ذلك لتكميم و تقييد النزاهة في الجامعة الآن قامت الوزارة الوصية بنزع الحماية عن الأستاذ الجامعي بتعطيل المتابعة القضائية للمعتدين سواء كانوا طلبة أو ممثيليهم بحجة الظروف الإستثنائية. و الفاسدون ليبقوا في مناصبهم يدللون هاته المنظمات التي لا تمثل الطلبة . على الوزارة الوصية تدارك الأمر و إلا سينتفض الأساتذة بأي الطرق كانت للحفاظ على كرامتهم( مع العلم أن هناك اشباه اساتذة لا ضمير لهم و لا أخلاق)

  • Youssef

    المشكل في الجامعة منذ الثمانينات بعد الجزأرة لم تنتبه الوزارات المتعاقبة بتأطير الاستاذ من الناحية البيداغوجية. الاستاذ كانت عنده كفاءات تقنية تحصل عليها في مشواره التعليمي. لاكن خروجه الى القاء درس امام طلاب مختلفون في المستوى و الثقافة و البيءة. عندك مأة طالب كل طالب لا يتشابه مع الاخر. هاذا اللذي يهلك الاستاذ لانه ليس لديه علم البداغوجيا. و علم البيداغوجيا علم واسع يعملون فيه اخصاءيون في دكتورا دولة لمدة اكثر من خمس سنوات. الاستاذ لما تكون عنده تجربة عدة سنين يستطيع ان يجد طريقته الخاصة. لاكن للاسف ليس هناك مجلات متخصصة لنشر التجارب. لذالك تجد الطلبة يفرقون بين استاذ و استاذ هاذا مليح و هاذا سيء😂😂

  • استاذ

    سبب هذا العنف هو مايعرف بالتنظيمات توجد علامة استفهام كبيرة على من يقف ورائها ومن اوجدها بالجامعة اتمنى من الله ان لايكون هؤولاء من سيدخل البرلمان القادم

  • أستاذ هرب من مدرسة منكوبة

    حذار.. العنف يهدّد الجامعة! ... وهل هذا العنف وليد اليوم ؟ لا والف لا فمنذ عدة سنوات يتعرض الأساتذة للتهديدات بل وللعنف اللفظي وحتى الجسدي ليس في الجامعات فقط بل حتى في الثانويات والمتوسطات أما الحراسة في شهادة الباك فتلك مغامرة مجهولة العواقب الى درجة أن العديد من الأساتذة يقاطعونها مهما تكن العواقب ولو كلفهم ذلك طردهم من العمل لأن حياة الشخص قبل كل شيء أغلى من منصب عمل . في بلد العنف والتطرف واللامبالاة بل في بلد أصبح التلاميذ والطلبة وأحيانا أوليائهم يفرضون منطقهم بعد أن منحت لهم صكوك بيضاء بعنوان " افعل ما شئت " أي بعدما علموا أنهم فوق القانون وبعدما أصبحت الأسلحة البيضاء على الأقل والمخدرات ... ترقص جهرا في داخل الجامعات وحتى الثانويات ... والهدف طبعا شراء السلم الاجتماعي وهذا منذ حوالي عقدين على الأقل أي منذ أن هاجر التعليم مدارسنا وجامعاتنا حيث كل شيء حاضر فيها الا التعليم والتربية .

  • أستاذ

    للأسف ليس لرئيس الجامعة أو رئيس المدرسة العليا صلاحية استدعاء الأمن لفك العنف أو بسط الأمن، لضمان الأمن السياسي. لكن المفروض فصل الجامعة والبيداغوجيا والعلم عن الأمور السياسية، و إلا يزول الحرم الجامعي مادام رئيس الجامعة لا سلطة له !!!!

  • أستاذ هرب م م م

    حذار.. العنف يهدّد الجامعة! ... وهل هذا العنف وليد اليوم ؟ لا والف لا فمنذ عدة سنوات يتعرض الأساتذة للتهديدات بل وللعنف اللفظي وحتى الجسدي ليس في الجامعات فقط بل حتى في الثانويات والمتوسطات أما الحراسة في شهادة الباك فتلك مغامرة مجهولة العواقب الى درجة أن العديد من الأساتذة يقاطعونها مهما تكن العواقب ولو كلفهم ذلك طردهم من العمل لأن حياة الشخص قبل كل شيء أغلى من منصب عمل . في بلد العنف والتطرف واللامبالاة بل في بلد أصبح التلاميذ والطلبة وأحيانا أوليائهم يفرضون منطقهم بعد أن منحت لهم صكوك بيضاء بعنوان " افعل ما شئت " أي بعدما علموا أنهم فوق القانون وبعدما أصبحت الأسلحة البيضاء على الأقل والمخدرات ... ترقص جهرا في داخل الجامعات وحتى الثانويات ... والهدف طبعا شراء السلم الاجتماعي وهذا منذ حوالي عقدين على الأقل أي منذ أن هاجر التعليم مدارسنا وجامعاتنا حيث كل شيء حاضر فيها الا التعليم والتربية .