الجزائر
بعد تسجيل اعتداءات ضدهم.. الأساتذة يدقون ناقوس الخطر

حذار.. العنف يهدّد الجامعة!

إلهام بوثلجي
  • 2438
  • 7

تعدّي جسدي بجامعات بومرداس وسطيف وسكيكدة وباتنة والجزائر
عبد الغاني قرامز: النجاح بمعدل 9 ساهم في انتشار ظاهرة الغش
بهلولي: تقييد المتابعة الجزائية بموافقة الوصاية تناقضٌ مع القانون
الطلابي الحر: لا يمكن لوم الطلبة وحدهم.. وعمداء يبتزونهم بالعدالة

دق الأساتذة الجامعيون ناقوس الخطر من استفحال ظاهرة الاعتداء ضد زملائهم داخل الحرم الجامعي في فترة الامتحانات، لاسيما بعد السماح للطلبة الذين صدرت في حقهم عقوبات تأديبية بالانتقال في ظل الظروف الصحية الاستثنائية، وتجميد المتابعات القضائية ضد الطلبة في مختلف الجامعات إلا بموافقة الوزارة الوصية.
وفي أقل من شهر، عاد سيناريو الاعتداءات ضد الأساتذة ليتكرر وبقوة في فترة الامتحانات الخاصة بالسداسي الأول، إذ تعرضت أستاذة بجامعة بومرداس للاعتداء الجسدي وأستاذ بجامعة سطيف وأستاذة أخرى في سكيكدة وفي باتنة وحتى في جامعة الجزائر3، واعتداءات أخرى لفظية وتهديدات علنية للأساتذة في عدد من الجامعات في الوسط وفي غرب وشرق البلاد، وهو ما دفع بالأساتذة للمطالبة بسن قوانين ردعية داخل الحرم الجامعي وتفعيل المجالس التأديبية وتعزيز الأمن داخل الجامعات بسبب انتشار ظاهرة تعاطي المخدرات والمهلوسات في الوسط الطلابي والتي أججت سلوك العنف لدى الطلبة وخاصة في فترة الامتحانات من أجل الغش بأي ثمن وبأي طريقة.

قرامز: الانتقال بمعدل 9 ساهم في انتشار ظاهرة الغش

ويرى الأستاذ الجامعي قرامز عبد الغني في حديثه لـ”الشروق” السبت بأن الضغط البيداغوجي الذي تشهده الجامعات وفشل نظام التعليم عن بعد الذي نتجت عنه نتائج كارثية في التحصيل، والسماح بانتقال الطلبة بمعدلات أقل من 9 ونجاحهم في البكالوريا بذات المعدل ساهم في انتشار ظاهرة الغش، وما نجم عنها من آثار وخيمة والمتعلقة بممارسة العنف اللفظي أو حتى الجسدي ضد الأساتذة.
وأضاف الأستاذ قرامز بأن سياسة اللاعقاب وإصدار الوزير لتعليمة تقضي بعدم متابعة الطلبة قضائيا إلا بموافقة الوزارة الوصية زاد من حدة الظاهرة وأجج مظاهر العنف داخل الحرم الجامعي والتي يجني ثمارها الأستاذ وحده، حيث وجد نفسه تحت طائلة الاعتداء الجسدي والسب والتهديد، في حين يُعامل الطالب بحذر ولا يعاقب حتى أمام المجالس التأديبية.
وذكر ذات المتحدث بأن ظاهرة الغش الجماعي انتشرت وبشكل رهيب داخل الجامعات وساهم فيها الضغط باسم التنظيمات الطلابية على الإدارة، ويرى الأستاذ بأنه ينبغي تطبيق القوانين على الجميع وعدم التساهل مع هذه الظاهرة بسبب الظروف الاستثنائية وسياسة شراء السلم الاجتماعي.
ومن جهتها حذرت أستاذة بجامعة الجزائر3، تحفظت عن ذكر اسمها، في اتصال بـ”الشروق” من ارتفاع معدلات الغش والعنف داخل الجامعة، وذكرت أن زميلة لها تعرضت للضرب جسديا من قبل طالب في فترة الامتحانات، لأنها منعته من الغش، ولفتت إلى أن إعفاء الطلبة الذين قاموا بالغش في السنة الماضية من العقاب بسبب الظروف الصحية ساهم في الضغط الرهيب خلال فترة الامتحانات.
وشددت ذات المتحدثة على أن سياسة اللاعقاب ستدخل الجامعة في دوامة العنف لاسيما بعد اشتراط موافقة الوزارة من أجل المتابعة القضائية ضد الطلبة، وذكرت في السياق بعدم وجود نقابة أساتذة قوية تدافع عن الأستاذ الجامعي وكرامته .

بهلولي: منع المتابعة الجزائية إلا بموافقة الوصاية تناقض مع القانون

وإلى ذلك، أكد الأستاذ بكلية الحقوق والمحامي إبراهيم بهلولي بأن اعتداء الطلبة على الأساتذة المحاضرين أو حتى أساتذة الدروس أو أثناء الحراسة وتحت أي ظرف هو فعل غير مقبول، مشيرا إلى أن القانون يمنع الاعتداء الجسدي أو اللفظي على أي مواطن، فما بالك بالأستاذ، مستغربا من إصدار الوزير لتعليمة يمنع من خلالها المتابعة الجزائية ضد أي طالب يعتدي على الأستاذ إلا بموافقة الوصاية وهو ما يتناقض -حسبه- مع قانون العقوبات وسيضعف من جهاز العدالة ومن تطبيق القانون.
ولفت بهلولي إلى استغلال بعض الطلبة للظروف الاستثنائية التي فرضتها جائحة كورونا من أجل الانتقال بمعدلات ضعيفة أو التقليل من قيمة الأستاذ وممارسة الغش، مؤكدا على أن القانون يجب أن يطبق في كل الظروف.
ودعا بهلولي إلى ضرورة إيجاد نصوص قانونية رادعة لحماية الأساتذة الجامعيين، قائلا “هل يعقل أن يتعرض أستاذ للضرب والتهديد، وممكن حتى القتل، لأنه منح إنذارا للطالب الذي كان يغش؟”،
وتابع “ما يحدث داخل الحرم الجامعي من تساهل مع متعاطي المخدرات والمعتدين الطلبة هو استجابة للبلطجة..”، وأردف المحامي “لو يغلق الوزير الجامعات أفضل من اتخاذ هذا النوع من الإجراءات تحت أي ظرف ويحد من متابعة المعتدين من الطلبة”.

الطلابي الحر: لا يمكن لوم الطالب وحده في العنف

من جانب آخر، قال سليمان زرقاني، مسؤول الإعلام بالاتحاد العام الطلابي الحر بأن ظاهرة العنف سواء بين الطالب والأستاذ أو الإدارة هي ظاهرة عامة ولا يمكن لوم الطالب وحده فيها، ومن أهم أسبابها هو سوء التسيير وتراكم المشاكل في الجامعات وعدم تفعيل ميثاق أخلاقيات المهنة والمجالس التأديبية.
وأوضح المتحدث بأن شعور الطالب بالظلم هو ما يدفعه في غالب الأحيان لممارسة العنف، كما أن استغلال بعض الأساتذة للنقاط كوسيلة ضغط ضد الطلبة تجعلهم ينساقون وراء سلوك العنف.
ويعتبر زرقاني بأن تقييد المتابعات القضائية ضد الطلبة من قبل الوزارة هو أمر جيد، وهذا نظرا لاستغلال هذه المتابعات من قبل بعض رؤساء الجامعات لضرب ممثلي الطلبة الذين يدافعون عن حقوقهم.

مقالات ذات صلة