الرأي

حرب على لبنان تغير الخارطة

صالح عوض
  • 1058
  • 3
ح.م

في جو مشحون على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة يبدو ان هناك تصعيدا في اطار الرد على العدوان الصهيوني على جنوب دمشق.. وبعد حدوث اطلاق صواريخ على قاعدة عسكرية صهيونية وقيام القوات الصهيونية بالرد على مصادر اطلاق النار.. إلى اين تريد ان تذهب اسرائيل بالمنطقة؟

بلا شك ان اسرائيل تقرأ الخارطة السياسية المبعثرة في المنطقة وتحاول الاستفادة من كل المتغيرات بعد ان اصبحت المقاومة اللبنانية منخرطة في الأزمة السورية وبعد ان اصبحت الدولة السورية تجعل اولوية لها الآن استعادة عافيتها وانهاء الجيوب المتمردة المسلحة.. وترى القيادات الصهيونية ان الفرصة مثالية الآن لهم في إحداث تغييرات على تركيبة الخارطة السياسية في المنطقة يشجعها في ذلك موقف امريكي يتبنى بالكامل رغبات قيادة الكيان الصهيوني، ومما يزيد غلو القادة الصهاينة توجه بعض الدول العربية للتطبيع معه والتنسيق الأمني مع اجهزته الأمنية.

في المقابل، يبدو ان المقاومة العربية في المنطقة لاسيما في فلسطين ولبنان تجد نفسها مجبرة على تطوير أدواتها والاستعداد المستمر للتصدي للعربدة الصهيونية.. ففي غزة كل اسبوع شهداء، وفي الضفة شعب يثور من اجل الأقصى، وكذلك انتزاع الأرض وتهويدها وبناء سلسلة من مشاريع الاستيطان في الضفة الغربية.. وفي هذه المعركة تحاول اسرائيل إقحام المقاومة الفلسطينية في مربع تحسين المعيشة ورهنها بتهدئة طويلة الأمد.. الا ان التجربة كشفت انه ليس سوى الكفاح والتضحيات ومواجهة التحديات سبيل لنيل الحقوق وردع الظالمين.

والأمر كذلك في لبنان، فبعد ان ظنت المقاومة اللبنانية انها وصلت إلى حد تأمين ظهرها الاستراتيجي النظام السوري تجيء المواجهة مع آلة الحرب الصهيونية والتي أراد العدو من خلالها استفزاز المقاومة وجرها إلى معركة كبرى لا تبدو أهدافها ماثلة حتى اللحظة وإن كان لا يخفى على متابع انها خطوة عسكرية اسرائيلية مدروسة استراتيجيا.

وهنا يصبح الحديث عن مواجهات أمر منطقي، فلقد شهدت الحدود بالأمس تصعيدا يسبق العاصفة.. ورغم ان العمليات محدودة، الا ان بدء الحرب يمكن التحكم به، اما فيما بعد فإنه يصعب ضبط إيقاعها.. وبلا شك ان اندلاع حرب واسعة سيكون له من الآثار الشيء الكثير.

ان المواجهة مع اسرائيل ستعيد ترتيب اولويات المنطقة وستفقد اسرائيل كثيرا مما توقعت انه مكاسب وسترى بأم عينيها ان عمليات التطبيع فاشلة عندما يهتز الوجدان العربي في كل مكان مع المقاومة اللبنانية في مواجهة الترسانة الإجرامية الصهيونية.. ان اندلاع الحرب سيؤجل كثيرا من الاختلافات البينية في المنطقة العربية وسيعطي فرصة لتنامي روح الرفض لأي محاولة تطبيع.. قد تكون اسرائيل تفهم ذلك او انها تريد فحصه، لكن لا شيء يضمن لها ان تسير الأمور تحت السيطرة.. ولتكن المواجهة مع العدو الصهيوني، فهي المواجهة الحقيقية الوحيدة ولعلها تغسل أمتنا من عار الصراع الداخلي والحروب الثانوية.

مقالات ذات صلة