-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب فرنسية بلا حدود

الشروق أونلاين
  • 5427
  • 1
حرب  فرنسية  بلا  حدود

يبدو أن اللعبة التي كانت تلعبها فرنسا في منطقة الساحل الإفريقية لمناوشة المشروع الأمريكي للحرب على الإرهاب في المنقطة من جهة، ولإسكات الرأي العام داخل فرنسا تجاه بعض سياسات الرئيس ساركوزي المفروضة داخليا من جهة ثناية، قد تحولت إلى حرب مفتوحة بعد أن اعتقد البعض أن فرنسا ستنسحب أو تتراجع بعد فشل التدخل المباشر إلى جانب الجيش الموريتاني منذ حوالي شهرين، لتحرير أحد الرهائن الفرنسيين لدى عناصر ما يسمى بالقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي .

  • فالعملية العسكرية الجديدة باسم الجيش الموريتاني في التراب المالي جاءت مباشرة بعد اختطاف 5 رعايا فرنسيين من الإطارات العاملين في مناجم اليورانيوم التي تمتلكها فرنسا في شمال النيجر، وهي كسابقتها لا يمكن أن تكون من تدبير وتنفيذ القوات الموريتانية وحدها، ودون الدعم الفرنسي المباشر على الأقل في مجال التغطية الجوية والاتصالات والمعلومات، وإذا كانت فرنسا قد فشلت في المرة السابقة في تحرير رهائنها وإنها لا يمكن أن تنجح هذه المرة، لأن العوامل والظروف هي نفسها في الحالتين، وما يمكن توقعه هو لجوءها إلى المساومة والمفاوضات وحتى الذهاب إلى تقديم الفدية التي تزيد في تعقيد الأمور والتشجيع على المضي في اختطاف الأجانب، خاصة وأن هذه السلعة متوفرة بكثرة في منطقة بحكم تراثها الطبيعي، ومادام الوضع على ما هو عليه فإن قضية الرهائن لا يمكن أن تنتهي كما لا يمكن أن تنتهي التدخلات الأجنبية والسباق إلى حماية المصالح، أي أن الجو لا يمكن أن يظل خاليا لفرنسا وحدها، بل إن ما يمكن أن يحدث في القريب العاجل هو أن تلتحق قوى أخرى بالسباق وحماية المصالح، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، ولعل هذا أحسن من أن تنفرد فرنسا بزمام المبادرة وتعمل على تحويل الصراع إلى حروب بين قبائل ودول المنطقة، كما فعلت في منطقة البحيرات العظمى الإفريقية في وقت سابق انطلاقا من اعتقادها الراسخ بأنها صاحبة الحق المشروع في منطقة الساحل بحكم أن بلدانه كلها تتشكل من مستعمراتها السابقة الخاضعة لسيطرتها سياسيا واقتصاديا وثقافيا.. وحتى إذا كانت هذه التدخلات الفرنسية خاضعة للنزوات الشخصية للرئيس الفرنسي الذي يواجه خطر السقوط السياسي في فرنسا بسبب سياساته المرفوضة مثل طرد الغجر ومعاداة الجالية المسلمة ومحاولة فرض سياسة اجتماعية معينة على المجتمع الفرنسي والسباحة عكس تيار الاتحاد الأوروبي، وللمصالح الفرنسية الضيقة في المنطقة، فإن فرنسا تستغل رفض بعض دول الساحل الإفريقي وعلى رأسها الجزائر، التعامل مع المبادرات والاقتراحات الأمريكية كالوقوف في وجه برنامج إقامة قاعدة أو قيادة لمكافحة الإرهاب بدون تقديم البديل وهو الفراغ الذي تستغله فرنسا حاليا، بالإضافة إلى تفكك التعاون بين بلدان المنطقة لتصول وتجول حتى ضد إرادة هذه البلدان في غالب الأحيان، وخارج أبسط ما تتفق عليه كالاتفاقية المشتركة لمكافحة الإرهاب منذ 6 أشهر والتي جاءت في عز الضغوط الامريكية ولكنها سحبت من التداول مع بدء التدخلات الفرنسية ومناورات فرنسا وتواطؤ بعض دول المنطقة معها، وهو ما يفسح المجال واسعا في الآتي من الأيام لأمريكا للعودة إلى المنطقة متحررة من كل القيود والشروط تماما كما كان الأمر في أفغانستان والعراق والصومال…
  •  
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بدون اسم

    أكلت يوم أكل الثــــــــور الأبيض