-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حرب كروية جزائرية فرنسية

ياسين معلومي
  • 5984
  • 0
حرب كروية جزائرية فرنسية

موجة غضب شديدة اجتاحت الشارع الكروي الفرنسي مؤخرا، بعد أن اختار مهاجم نادي ليل الفرنسي ياسين بن زية اللعب لصالح المنتخب الجزائري لكرة القدم بعدما تقمص ألوان المنتخبات الشابة الفرنسية لسنوات.. حدث جعل المسؤولين عن الكرة في فرنسا وأغلب الفاعلين في هذا البلد يدقون ناقوس الخطر، مطالبين أعلى الهيئات الحكومية بالتدخل لوقف نزيف اختيار اللاعبين لبلد أجدادهم، وكم هم كثير الذين رفضوا تقمص ألوان القميص الفرنسي ليلعبوا للمنتخب الجزائري، الذي أعطاهم الفرصة في المشاركة في كأسين للعالم والمكانة للتألق دوليا. وهو ما أغضب كل الفرنسيين، خاصة وسائل الإعلام وبعض المحللين في مختلف القنوات التلفزيونية، إلى درجة أن البعض منهم حمل الأندية الفرنسية ومسؤوليها عدم غرس “الروح الفرنسية” في نفوس أبناء الجزائر، الذين أصبحوا يختارون “الخضر” على حساب المنتخب الفرنسي.

هذه الحرب”الخفية”، التي لن يتمكن الفرنسيون من الفوز بها، لأن حب الوطن واختيار القلب لن تؤثر عليه لا الشعارات ولا الأموال، خاصة إن كان اللاعب قد علم من عائلته ومحيطه بـ”التاريخ الأسود” للاحتلال الفرنسي لوطننا لأكثر من 130 سنة، والصفعة القوية التي وجهها “الفحل” فيغولي، التي حث فيها اللاعبين الشبان الفرانكو- جزائريين للالتحاق بالمنتخب الجزائري، مطالبا إياهم بعدم نسيان التاريخ بين فرنسا والجزائر، والأمور الخطيرة التي حدثت لأجدادنا التي تجبرنا على اختيار المنتخب الجزائري، لأن “أجدادنا” عانوا كثيرا حتى يتم قبولهم في المجتمع الفرنسي.

عندما أتذكر فريق جبهة التحرير الوطني، الذي ترك لاعبوه حياة الترف التي كانوا يعيشونها بفرنسا للالتحاق بالنضال الكروي، أعلم وأتأكد أن الجيل الحالي من اللاعبين فهم رسالة الأفالانيين جيدا، وأصبح يتمرد بطريقته على المحيط الفرنسي، دون أن يتمكن الأخير من تغيير القوانين التي ناضل من أجلها الرئيس روراوة مطولا ومررها في البهاماس رغم أنف الأوروبيين، وأدخل بها اللاعب عنتر يحيى التاريخ لأنه كان أول اللاعبين من مزدوجي الجنسية الذي لعب للمنتخب الفرنسي واختار الجزائر.

الصفعة الأخرى التي من المنتظر أن تزلزل الشارع الكروي الفرنسي هي اختيار وناس أدم لاعب بوردو الألوان الوطنية، وهو الذي أعطى موافقته سرا للمسؤولين الكرويين الجزائريين، الذين طالبوه بالتريث قليلا إلى غاية بداية السنة القادمة ليكون جاهزا للمشاركة في مونديال روسيا.. اللاعب، وفي سرية تامة، استخرج كل وثائقه من بطاقة التعريف إلى جواز السفر، لكنه أرجأ الإعلان عن ذلك حتى لا يتم “معاقبته” مثل بن زية، الذي أصبح يعاني منذ أن أعلن اختياره الرسمي واللعب للجزائر.

أتفاجأ عندما أسمع بعض أشباه المحللين يطلقون النار على هؤلاء مزدوجي الجنسية وينتقدونهم شر انتقاد، رغم أنه منذ مجيء هؤلاء إلى “الخضر”، وصلت الكرة الجزائرية إلى العالمية، وأصبحنا نواجه أبطال العالم وأبطال إفريقيا دون عقدة أو مركب نقص، في وقت كنا نقصى في عقر دارنا بلاعبين أنجبتهم كرتنا المسكينة التي لا تزال لم تستفق من السبات العميق.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
  • جزائرية

    هم ادركوا جيد كيف ان الفرنسيين يكافؤون اللاعبين الجزائريين اللذين تقمصو الوان الديكة ومصيرهم هو نفسه لافرق بين من اهداهم كاس العالم ولا لاعب اختار اللعب معهم بدل بلده الاصل وهذه اكثر الاسباب اثرت على اختياهم وكذلك العنصرية التي يعاني منها المواطن العادي وحتى ان ولد هناك والسبب الاخير هو ان المنتخب الجزائري اصبح من المنتخبات التي لها اسم بين المنتخابات الاخرى وان لاعبييه يمكن ان يصبحوا بمجهوداتهم من اللاعبين العالمين مثل محرز بدل الاتكال على انه لاعب مع المنتخب الفرنسي ليكسب الشهرة .

  • جزائرية اصيلة

    المنتخب الوطني اصبح سوق للتجارة ندفع اكثر من اجل لاعب عادي بينما انفة الفرنسيين تمنعهم حتى من الحديث عن هولاء لوكان حقيقة مخلصين لاخلصو للبلاد التي علمتهم ابجديا ت الكرة وصاحب المقال يتحدث عن الوطنية؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  • محمد

    و قل مثل ذلك على الإاطارات المكونة و صاجبة الخبرة في مختلف المجالات، لكن الاقصاء هذه المرة يأتي من الطغمة الحاكمة في الجزائر. فهل من تمرّد اعلامي عليها ؟

  • Johnny Marre

    لقد كافأهم صاحب الفخامة على وطنيتهم عبر دستور مزراق بعدم أحقيتهم في تقلد المناصب العليا كانهم طابور خامس.

  • جثة

    احيانا تدافع عن اللاعب المحلي واحيانا اخرى تقف مع اللاعب المغترب !!! مع من انت ؟ لديك محاولة اخيرة .