حركوك.. أول جزائري في إنجلترا

 أخيرا وبعد نحو أربعين سنة، بلغ أول جزائري من الدوري الإنجليزي وهو رياض محرز الدور النهائي لرابطة أبطال أوربا، حيث يصل مرة أخرى فريقان من المملكة المتحدة للدور النهائي، كدليل على قوة الكرة في هذا البلد، الذي تأخر الجزائريون على جعله وجهة كروية، إذ لا يوجد حاليا في الدوري الإنجليزي سوى لاعبين وهما محرز وبن رحمة، وكلاهما من أبناء المهاجرين، ما يجعلنا نتذكر أول جزائري لعب في إنجلترا وتقمّص ألوان الخضر وهو رشيد حركوك واسمه الحقيقي بيتر، لأنه من أم إنجليزية وأب جزائري هاجر بعد الاستقلال إلى لندن..

حيث ولد ابنه رشيد في ضاحية تشيلسي في عاصمة الضباب ولعب كل حياته في إنجلترا بين كل الأقسام، وخاصة مع نادي كريستال بالاس اللندني الذي كان يلعب في الدرجة الثانية في نهاية سبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي، ولم يفز حركوك بأي لقب سواء الدوري أو الكأس ولكن لعبه في زمن كانت إنجلترا مغلقة نوعا ما في وجه الأجانب هو في حد ذاته إنجاز كبير للاعب كان رأس حربة في زمن الكرة البريطانية الشهيرة بالكرات الطويلة العالية وبلاعبي الهجوم الذين يقارب طولهم المترين.

حقق حركوك حلم حياته مع فريق نوتس كاونتي في ربيع 1981عندما صعد برفقته إلى القسم الأول ولكن ذلك لم يشفع له بتقمص ألوان الخضر، الذين شاركوا في مونديال إسبانيا 1982 بزيدان جمال وبن ساوة تاج كمهاجمين صريحين، وانتظر فرصته في مونديال المكسيك 1986 حيث غاب عن كل المباريات التصفوية أمام أونغولا وزامبيا وتونس، ليكون في رحلة المكسيك مع الخضر الذين لم يحققوا سوى تعادل أمام منتخب إيرلندا، وبقي على الدوام احتياطيا في تشكيلة رابح سعدان من دون أن يتمكن من التسجيل.

تمنى رشيد حركوك المشاركة في مونديال إيطاليا 1990 وشارك في المباراة التصفوية الأخيرة في مصر عندما خسر رفقاء ماجر بهدف نظيف، وكانت آخر مباراة للنجم حركوك مع المنتخب الجزائري وعمره في زمن تلك المباراة 33 سنة.

اعتزل حركوك اللعبة في سن الرابعة والثلاثين وقطع علاقته نهائيا مع الكرة الجزائرية واهتم بالتجارة إلى أن بلغنا دخوله السجن في قضية تتعلق بالمخدرات، وبقي في الأذهان أن الخضر لعبوا في مونديال المكسيك 1986 بلاعبين محترفين من خارج فرنسا وهما حركوك في إنجلترا وزيدان في بلجيكا.
ب.ع