-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
السياسة وكأس العالم

حرمان روسيا من العرس القطري وسيناريوهات الحرب الباردة

صالح سعودي
  • 1301
  • 0
حرمان روسيا من العرس القطري وسيناريوهات الحرب الباردة

كشف حرمان منتخب روسيا من استكمال التصفيات المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 بضغط من أمريكا والمعسكر الغربي على التأثير المباشر للسياسة في الرياضة، وهو الأمر الذي أعاد إلى الأذهان سيناريوهات سابقة تسببت في إقصاء منتخبات وأندية وإلغاء أو تأجيل منافسات كروية ورياضية عالية المستوى، على غرار ما حدث لكأس العالم بسبب الحرب العالمية الثانية، ومعاقبة ألمانيا كرويا وسياسيا وهي التي خرجت منهزمة من تلك الحرب، وذلك بحرمانها من المشاركة في البطولات العالمية التي تلتها، مثلما حرم المنتخب العراقي بطرق غير مباشرة من المشاركة في مونديال 94 بأمريكا، رغم حيازته على جيل كروي قوي مطلع التسعينيات، بقيادة الأسطورة أحمد راضي والبقية، بعدما واجه عراقيل بالجملة في عز الحصار الممارس عليه عقب حرب الخليج التي اندلعت مطلع التسعينيات.

واعتبر بعض المتتبعين حرمان الفيفا لمنتخب روسيا من خوض الملحق المؤهل إلى نهائيات مونديال قطر 2022 بتطبيق سياسة الكيل بمكيالين، خاصة وأن القرار مس أيضا استبعاد الأندية الروسية من المشاركة في جميع المسابقات، على خلفية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما حال دون خوض المنتخب الروسي الملحق المؤهل إلى مونديال “قطر 2022″ ضد بولندا، كما لم يتمكن منتخب السيدات من المشاركة في كأس أوروبا المقررة في إنجلترا خلال شهر جويلية المنصرم، وهو قرار اعتبره المتتبعون للشأن الرياضي مجحفا وارتجاليا في حق الكرة الروسية، خاصة وأنه اتخذ بسرعة فائقة ودون اللجوء الإطار القانوني باعتبار أن لجنة الطوارئ التابعة لـ”الفيفا” هي الوحيدة المخول لها اتخاذ مثل هذه القرارات الشائكة.

حدث ذلك في الوقت الذي لم تعاقب “الفيفا” المنتخبات والأندية الأمريكية بعد غزو الولايات المتحدة للعراق مطلع التسعينيات بسبب حرب الخليج ومطلع الألفية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، كما لم يتم معاقبة من هاجم الأبرياء في سوريا وليبيا، بل حرموا هاتين الدولتين من التنافس داخل قواعدها، ولم تصدر أي عقوبة على المعتدين، ليتجدد منطق الكيل بمكيالين بمنع المنتخبات والأندية الروسية من اللعب على ملاعبها وعدم رفع علم بلادها، ما جعل بعض النجوم الكروية تخرج عن صمتها على غرار الدولي المصري السابق أبو تريكة الذي سبق له أن عبر عن رأيه في صفحته الرسمية على “تويتر” بالقول: “قرار منع الأندية الروسية والمنتخبات من المشاركة في كافة البطولات يجب أن يكون معه منع مشاركة الأندية والمنتخبات التابعة للكيان الصهيوني لأنه محتل ويقتل الأطفال والنساء في فلسطين منذ سنين ولكنكم تكيلون بمكيالين”.

ويعيد قرار حرمان منتخب روسيا من المشاركة في كأس العالم 2022 بقطر التأثير المباشر للسياسة على الرياضة، بدليل ما حدث بعد مونديال 90 بإيطاليا، حين تغيرت الخارطة الكروية في العالم بعد انهيار المعسكر الشيوعي بعد سنوات من الحرب الباردة بين النظامين الرأسمالي والاشتراكي، فغاب منتخب الاتحاد السوفييتي عن الواجهة وناب عنه منتخب روسيا، مثلما غاب منتخب تشيكوسلوفاكيا وظهر منتخبين هما كرواتيا وسلوفاكيا، وظهرت منتخبات جدية تمثل جمهوريات جديدة ظهرت إلى الوجود، مثلما تأثرت منتخبات أخرى بعد انهيار أنظمتها الاشتراكية وأخرى تجاوزت مرحلة تحول النظام الدولي الجديد بسلام، بشكل يؤكد أن السياسة تتحكم كثيرا في معالم ومستقبل الرياضية، وهذا بعيدا عن التنافس الفني الحاصل فوق المستطيل الأخضر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!