الجزائر
العقارات تُؤجر بعقود مزوّرة

“حرَاقة” يقتحمون منازل الجزائريين الشاغرة بإسبانيا

سيد أحمد فلاحي
  • 28957
  • 2
أرشيف

عبَر عدد من الجزائريين الذين يملكون شققا بإسبانيا، عن سخطهم العميق حيال ظاهرة تفشت بشكل سريع خلال السنتين الماضيتين، عندما تعرضت سكناتهم للاقتحام من طرف “حراقة” جزائريين، مغتنمين فرصة غيابهم عنها لأكثر من سنتين بسبب جائحة كورونا، وتذبذب الرحلات من وإلى إسبانيا، وهي الفرصة التي يغتنمها المعتدون بالتعاون مع إسبان، حيث يتم تغيير أقفال الأبواب، ثم عرضها للكراء وكأن ملك خاص بهم، وحين يصل صاحب الشقة يتفاجأ بغرباء داخل مسكنه وتكون الصدمة كبيرة .

وخلال اتصال هاتفي مع الشروق، ذكر عدد من ضحايا هذه المجموعات الإجرامية، التي تتشكل في الغالب من حراقة جزائريين وبالتعاون مع منحرفين إسبان، أن جماعات الأشرار هذه باتت تترصد الشقق الشاغرة وتجمع المعلومات عن أصحابها وأماكن تواجدهم، وحالما تتأكد أن صاحب الشقة متواجد في الجزائر وعاجز عن العودة إلى إسبانيا في ظل تراجع عدد الرحلات وغلائها، يكون الطريق معبدا أمامها لتنفيذ مخططاتها الشيطانية، التي تكون بدايتها بالاقتحام، ثم تغيير الأقفال، وعرضها مباشرة للإيجار على المتأزمين سكنيا بمبالغ تتراوح بين 100 و300 أورو، مقابل عقود مزورة، وحين يظهر صاحب البيت الأصلي، ويستنجد بالشرطة، يطلب منه إيداع شكوى على مستوى العدالة وانتظار تاريخ الفصل في قضيته، والذي قد يطول ويتعدى السنة.

وأدخلت هذه الممارسات العديد من الجزائريين الذين يملكون شققا في إسبانيا في متاهات كبيرة، خاصة في ضواحي فالونس وكارطاخينا وأليكانت، أين تستشري هاته الظاهرة، وأمام هذا المأزق، يلجأ البعض من الضحايا إلى سبيل أكثر نجاعة لاسترداد منزله، من خلال التواصل مع إحدى الشركات الخاصة، التي تتكفل بعملية إخلاء الشقق المقتحمة باستعمال القوة، وهي مؤسسات يطلق عليها تسمية “ديصوكيبا”، تعتمد على رياضيين سابقين وحتى مسبوقين قضائيا، تنحصر مهمتهم في طرد مقتحمي السكنات، مقابل مبالغ مالية معتبرة تتراوح بين 3000 إلى 3500 أورو، ما يعادل 75 مليون سنتيم جزائري، من أجل إخلاء المساكن الفردية التي تم احتلالها من طرف غرباء.

وقد دفعت هذه المستجدات الكثير من مالكي الشقق بإسبانيا إلى التخلي عنها، وعرضها للبيع قبل أن تتعرض للسطو أو الاقتحام من طرف المنحرفين، اتقاء للمشاكل والمتاعب المالية والتوترات المرافقة لعملية الإخلاء التي صارت تكلف مبالغ ضخمة لا يقوى على تحملها الكثير ممن اقتحِمت مساكنهم.

مقالات ذات صلة