الرأي

حزب‭ ‬البطاطا‭ ‬الديمقراطي‭!‬

قادة بن عمار
  • 6356
  • 10

المواطنون اختاروا القائمة النهائية التي سينتخبون عليها في التشريعيات المقبلة، قائمة تضمّ وجوها لامعة يبحث عنها الجزائريون باستمرار، يجدونها حينا وتختفي في معظم الأحيان، كما باتت تشكل بالنسبة لهم هاجسا يوميا، وحلما صعب المنال، رغم أنها أشهر من نار على علم، فهي لا تحتاج إلى دعاية انتخابية ولا حملة مدروسة، تتوزع عبر كامل القطر الوطني مما يجعل من مسألة حصولها على التوقيعات أمرا هيّنا، كما أن لها في كل بيت مناضلين، وفي كل شارع عاشقين، وعبر كل مدينة تابعين، الأمل فيها كبير لتحقيق التغيير المنشود لو أمسكت السلطة، أو تحدث باسمها البعض دون كذب ولا نفاق ولا مراوغة، ودون رقابة دولية ولا محلية، أو احتكار، ذلك أن مشكلتها الأساسية هي الاحتكار وكثرة الناطقين باسمها زورا وبهتانا، دون أن تجد متحدثا رسميا نزيها ولا مدافعا نظيفا ولا رفيقا معينا، لكنها ستدخل الانتخابات المقبلة بقوة، وستحدد نسبتي المشاركة والمقاطعة، وهي لذلك تشكّل العدو الأول للسلطة والبطل المفقود لدى الشعب المغلوب… القائمة التي نتحدث عنها، تصدرتها طبعا، البطاطا بلا منازع، واحتلت قارورات الغاز فيها المرتبة الثانية في حين جاء الوقود ضمن مرشحيها ثالثا!

الأحزاب الجزائرية، القديمة منها والجديدة، تستعمل أوصافا وعبارات لا تؤمن بها، لا تفهم معناها أصلا، وكثير منها يدرك جيدا أنها مجرد أسماء لا أساس لها من الصحة، ولا امتداد لها في الواقع، وأصحابها هم أول من ينكرها ويكفر بها، على غرار التنمية والعدالة، الديمقراطية والتغيير، الطبيعة والنمو، التحرير والوطنية، التجديد والرقي، الشباب والسلم، الكرامة والمعاصرة ووو… وغيرها من التسميات التي تسارع وتسابق رؤساء الأحزاب لافتكاكها لعل وعسى يغرون ويغرّرون بها الشارع من أجل الالتفاف حول برامجهم السياسية الفقيرة، وانتخابهم ليكونوا‭ ‬ممثلين‭ ‬عليه‭ ‬وعنه‭ ‬في‭ ‬البرلمان‭ ‬المقبل‭.‬

 

وبالنظر إلى الترشيحات الأولى، واهتمام الجزائريين بما هو أهم من الكرامة والحرية والتغيير في الوقت الحالي، وفي ظلّ الجوع وانتشار الفقر وغياب العدالة وتوسع دائرة الحڤرة، فإنه كان من الأفضل بالنسبة لرؤساء الأحزاب لو اختاروا تسميات أكثر شعبية، ومصداقية، وأقرب لحياة الجزائريين العادية من تلك التسميات الكبيرة التي سبق وأن ذكرناها، وعليه، فقد كان واقعيا جدا لو اعتمدت الداخلية الأحزاب الآتية على سبيل المثال: حزب البطاطا الديمقراطي، حركة قارورات الغاز الشعبية، التجمع من أجل الزيت والسكر، الجبهة الوطنية للمازوت والوقود، الاتحاد من أجل الخبز للجميع، حركة مجتمع العاطلين عن العمل، التجمع الوطني للحوم البيضاء والحمراء، حركة الشبيبة الباحثين عن الزواج، التحالف الوطني لتوزيع الدجاج، الحزب الديمقراطي للزوالية… إلخ، لكن يبقى السؤال: على من ستنتخبون؟! 

مقالات ذات صلة