حسام وإبراهيم حسن رأس الفتنة، الجماهير كانت مشحونة والحكام الجزائريون شجعان
لقيت أحداث ملعب القاهرة الدولي التي اندلعت مساء أول أمس قبل نهاية مباراة الزمالك والنادي الإفريقي التونسي لدى اجتياح عدد كبير من مناصري النادي المصري أرضية الميدان وأسفرت عن جرحى وسط فريق الإفريقي………
-
وطالت حتى ثلاثي التحكيم الجزائري بقيادة محمد بيشاري استياء واستنكارا شديدين من قبل مختلف الفاعلين في الحقلين السياسي والرياضي في مصر، وحتى في كل من تونس والجزائر، ومعظم الدول العربية التي تابعت ما جرى عبر الشاشة الصغيرة، حيث شجبت جميعها ما صدر من قبل شرذمة من مناصري أصحاب الأرض الذين لم يتقبلوا منطق الكرة بهزيمة فريقهم وإقصائه من رابطة أبطال إفريقيا فراحوا يعبّرون عن غضبهم بطريقة لا حضارية على شاكلة ما حدث للمنتخب الوطني يوم 12 نوفمبر 2009 في القاهرة يوم تعرضت حافلة الخضر إلى اعتداءات، كشف التأريخ عن مدبريها الرئيسيين، فكانت مصدر أزمة دبلوماسية ضربت عمق العلاقات بين الشعبين، وهاهي أحداث مباراة أول أمس تسيء مرة أخرى لسمعة هذا البلد لولا تفطن الجهات السياسية بسرعة فائقة، فراحت تقدم اعتذارات رسمية لشعبي تونس والجزائر قاطعة الطريق أمام كل مساعي تحويل الأحداث عن إطارها الرياضي، مثلما كانت دكانين الفتنة قد فعلته قبل مباراة مصر والجزائر بالقاهرة والتي نجحت آنذاك في تسويد العلاقات بين الشعبين والبلدين.
-
والأدهى في كل تلك الأحداث أو موقد الفتنة هما دائما الشقيقان حسام وإبراهيم حسن اللذان سبق وأن فعلاها في عشرات المرات سواء على الصعيد المحلي أو الدولي والكل يتذكر ما فعلاه في بجاية بمناسبة مباراة كأس اتحاد شمال إفريقيا بين الشبيبة المحلية وغزل المحلة المصري يوم شتما الأنصار أمام مرأى ومسمع الجميع،
-
وهو ما كلفهما آنذاك العقوبة لسنتين من طرف هيئة شمال إفريقيا. ورغم مرور السنين والأشهر لا زالت تصرفات الرجلين نفسها، وهاهما يعودان مجددا إلى الواجهة ويصنعان الحدث وسط سكوت رهيب لسلطات هذا البلد، التي وبشهادة الجميع هناك لم تتحرك يوما لوقف تجبر “التوأم”.
-
والمؤكد قالت مختلف التقارير الصحفية أمس إن الأخوين لن يعمرا طويلا على رأس العارضة الفنية للزمالك وأيامهما في هذا الفريق الكبير أصبحت معدودة لأن المسؤولين والأنصار الحقيقيين لن يقبلوا أن تمس سمعة النادي أكثر مما فعله نجما منتخب مصر السابقين.
-
والمثلج للصدور بعد أحداث مباراة الزمالك والنادي الإفريقي أن الصحافة في القاهرة تعاملت معها بواقعية تامة وبمنطق عادل، حيث راحت من جهتها تستنكر وتندد بما حدث وبالتصرفات التي تضر بسمعة البلد وتحيي في ذات الوقت موقف ثلاثي التحكيم الجزائري الذي أدى دوره على أكمل وجه وأكثر من ذلك قال زميلنا علاء صدقي أن الحكام جاملوا الفريق المحلي، كما قابلت مختلف الجهات في الجزائر، تونس ومصر ماحدث بعقلانية، مؤكدة أن الأمر يتعلق بأحداث كروية لا غير، والكرة الآن في مرمى الكاف وهي التي يقع على عاتقها اتخاذ الإجراءات المناسبة لردع المتسببين فيها دون المساس بالحساسيات.