الجزائر
وقع في مطبة صعب عليه الخروج منها

حفتر يكذّب نفسه مرتين في أقل من أسبوع!

محمد مسلم
  • 14849
  • 18
ح.م
خليفة حفتر

 للمرة الثانية في ظرف أقل من أسبوع، يخرج المشير خليفة حفتر، أو ما يسمى القائد العام للجيش الوطني الليبي، ليكذب تصريحات صادرة عنه مسجلة وموثقة بالصوت والصورة، كان قد أساء فيها إلى الجزائر.

حفتر نفى بشدة أن يكون قد هاجم الجزائر، وجاء النفي هذه المرة على لسان مسؤول مكتبه الإعلامي خليفة العبيدي، الذي قال: “لا صحة لما أشيع عن تهديده الجزائر بنقل الحرب الليبية إلى أراضيها”، رغم أن التصريح وثقته قناة الجزائرية في فيديو لا يزال متداولا حتى اليوم.

لعبيدي في محاولة للتدارك، أكد أن “علاقة ليبيا بدول جوارها ومن بينها الشقيقة الجزائر رفيعة المستوى”، وفق ما أوردته صحيفة الشرق الأوسط السعودية، كما لم يتخلف عن اتهام دولة قطر ومن ورائها قناة “الجزيرة”، بتحريف كلام “المشير” بغرض إثارة الفتنة مع الجزائر.

وكان الناطق باسم القيادة العامة لما يسمى “عملية الكرامة” أحمد المسماري، وهي التسمية التي يطلقها حفتر على الأعمال العسكرية التي يقوم بها في شرق ليبيا، قد أورد الكلام ذاته الذي صدر عن خليفة لعبيدي، نافيا ما نسب إلى قائده من تصريحات معادية للجزائر.

ولم تكن تصريحات حفتر المعادية للجزائر هي الأولى من نوعها، بل تعد مجرد حلقة في سلسلة من التحرشات، تفنن خلالها في إيذاء من وقف في وجه تدويل الأزمة الليبية وعمل على الحفاظ على وحدتها الترابية، برغم المتاعب والإغراءات التي سلطت عليها للانسياق وراء المؤامرات الإقليمية والدولية.

لذلك لم تنطل تصريحات مساعدي المشير حفتر على الرأي العام في كل من ليبيا والجزائر، فقد سخر الناشطون في شبكات التواصل الاجتماعي من تصريحات حفتر ومن تبريرات مساعديه، ووصفوها بـ”الخرجات البهلوانية”، كما شككوا في صموده ولو لسويعات معدودة أمام الجيش الجزائري، الذي يعد أحد أكبر وأقوى الجيوش في شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

أما من الناحية الرسمية، فقد خلف تصريح حفتر المشين، غضبا لدى الليبيين قبل الجزائريين، فقد سارع وزير الخارجية الليبي، محمد الطاهر سيالة، إلى  وصف تصريح قائد ما يسمى “عملية الكرامة” بغير اللائق، كما جاء في بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، الذي جاء فيه: “حرص (حفتر) على التبرؤ من التصريحات غير اللائقة المعزاة للماريشال حفتر”، كما جدد “تمسك السلطات الليبية بالحفاظ على العلاقات الأخوية والتاريخية القائمة بين البلدين والشعبين وتعزيزها”.

خروج اثنين من رجالات خليفة حفتر للدفاع عن قائدهم وتبرير زلاتهم، يكشف بما لا يدع مجالا للشك، أن الرجل القوي في بنغازي وقع مطبة لم يكن يتوقع الانقياد إليها ولا يدري حتى تبعات فعلته المشينة، لا سيما وأنه استعدى دولة قادرة على إعادته إلى مربع بدايته. كما تبين “خرجات” حفتر أن الرجل مجرد مغامر غير محترف، لا يصلح لقيادة جيش، فما بالك بالسعي لقيادة دولة بحجم الجارة الشرقية.

مقالات ذات صلة