-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

حقائب ردّ الفعل!

حقائب ردّ الفعل!

ما قام به وزير الصحة الدكتور عبد الرحمان بن بوزيد خلال زيارته للمجاهدة الرمز جميلة بوحيرد في مكان تطبيبها بالمستشفى بعد إصابتها بفيروس كورونا، وطمْأنته الجزائريين على صحتها، كان يمكن أن يكون عملا راقيا ومتحضرا لو لم يُقرنه خلال كلامه مع الصحافة بما فعله المغردون من فارغي عقل وضمير الذين يظنون بالرجال مهما كانت نزاهتهم، فجاء الردّ سريعا من طرف وزارته.

الحكومة الجزائرية الحالية مطالبة بتقديم أفكار تتماشى مع تطلعات الناس في جزائر جديدة تُخرجنا من عنق الزجاجة، بعد عقود من الجفاف، ومفروض عليها أن تباشر التطبيق والعمل ضمن برنامج راق كمشروع أمة يُكسر الجمود الذي حاول البعض أن يجعله قدرنا المحتوم، ولا يهمها في مسعاها الوطني، ما يغرّده الحاقدون عليها أو الذين لا يثقون حتى في الخيّرين من أهل الوطن، فلو توقفت قافلة الشيخ عبد الحميد بن باديس أمام الذين ينبحون بكرة وأصيلا، فردّ على تجريح هذا وعلق على كلام ذاك، ما بلغت نهضتُه الآفاق، ولو التفت أبناء ثورة التحرير الأوائل يمينا ويسارا ومنحوا لآذانهم فسحة سماع ما قيل ونُسج عنهم ما بلغت هذه الثورة أهدافها النبيلة والعظيمة.

معروفٌ عن حكومات الأزمة أو وزراء الطوارئ، بأنهم يمتطون مركبات من دون مكابح وفرامل، إذا انطلقوا في برنامج إنقاذ بلدانهم، ومن دون مرايا عاكسة تنظر إلى الجانب أو إلى الخلف، خاصة في بلاد صار فيها “الصيادون” أكثر من فرائس الأخطاء، فالعمل وحده من يُبكم الألسن أو على الأقل يجعل كلامها أشبه بالنباح، أما ردود الفعل فهي التي ستقوّي هؤلاء من الذين ما عاد لهم من شغل سوى تتبُّع أخطاء الآخرين وأحيانا صناعة الخطأ من نسج الخيال، كما حدث في قضية المجاهدة جميلة بوحيرد حينما نسجوا إشاعة حرمانها من لقاح كورونا وتحويل الجرعة إلى شخص آخر.

يُجمع مختصون في علمي الاجتماع والنفس، على أن ما حدث من شرخ في المجتمع الجزائري في السنوات الأخيرة، وقذف بالمستوى العام نحو الهاوية، إنما بسبب مواقع التواصل الاجتماعي التي نفّرت بعض الناس من بعض، وصار كل من يمتلك حسابا خاصا يظن نفسه ملكا في بلاط يفعل فيه ما يريد، يتهم هذا بالجبن وذاك بالكفر ويمنح صكّ الغفران لمن يريد… وبدلا من أن تكون هذه الوسائط، وسائل تواصل، أصبحت وسائل تنافر وعراك وبثٍّ للإشاعات، حتى أوقعت الناس في حلقة مفرغة لا جرعة أمل أو مستقبل فيها، فصار غالبية الجزائريين في موقع دفاع يردُّون على التغريدات والهجومات من دون أن يعلموا شيئا عن مهندسيها، فانشغلوا بأمور تافهة أبعدتهم عن جراحاتهم فما بالك بعلاجها، وسقط في الفخ بعض الوزراء والمسؤولين الذين صاروا في كل مرة يحرّرون بيانات ينفون فيها أخبارا متداولة أو يردون على إشاعات تافهة قد يكون ناسجُها أطلقها وهو في المرحاض.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بن بولعيد

    علي الدولة الجزائرية استقدام او استيراد رجال اكفاء من الخارج -اجانب من اليابان او الصين او ماليزيا او كوريا ....-عندهم ضمير مهني يحبون العمل مخلصون اوفياء . لان وزرائنا والمسؤولين الجزائريين كافة لا يهمهم مستقبل الجزائر ولا شعبها بل يهمهم مصالحهم باوروبا وامريكا ومصالح عائلاتهم فقط . وزرائنا لا شرف لهم ولا كرامة ولا حب للوطن رجال في مهب الريح عبثيون ارتجاليون متخبطون .