-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
صالونات تجميل تتورط في ممارسات طبية غير مرخصة

حلاقات أم طبيبات وجراحات بلا شهادة؟

نسيبة علال
  • 1236
  • 0
حلاقات أم طبيبات وجراحات بلا شهادة؟

الهوس بالجمال أعمى عيون النساء عن شروط النظافة والصحة، والهوس بالمال والثروة جرد الكثير من ممتهني التجميل من ضمائرهم وإنسانيتهم، فغدا هؤلاء يبطشون بوجوه وأجساد الراغبات في التغيير الباحثات عن الإثارة وإزالة علامات السمنة والتقدم في السن.. فالحلاقة أصبحت طبيبة، وخبيرة التجميل لبست مئزر الجراح، والكوارث بين أوكارهن تكاد لا تنفد.

مصالح الأمن والوقاية.. بالمرصاد

بتاريخ 2 جانفي 2023، ألقت مصالح الدرك الوطني القبض على مجموعة يمكن تسميتها بالإجرامية، تتكون من أربع نساء، يعملن في مركز تجميل بالبليدة. الأحداث بدأت عندما أعلنت صاحبة المركز، وهي أخصائية تجميل، عن تخفيضات نهاية السنة، فتوافدت عليها السيدات، وحتى المراهقات، من ربوع الولاية، لحفر الغمازات وتركيب البارسينغ، التخسيس بالجبس، والحجامة التجميلية… للربح السريع، توظف هذه السيدة 3 عاملات لا علاقة لهن بالمجال، علمتهن الحرفة، دون أن تحميهن بشهادة مهنية.. إحداهن تسببت في إحداث تشوهات عميقة لسيدة خمسينية، في الوجه، بعدما أقنعتها بعمل حجامة تجميلية لإزالة التجاعيد، بينما أصيبت فتاة عشرينية بالتهاب حاد في العينين، وانتفاخ وتورم الوجه بالكامل، بعد خضوعها لعملية خياطة غمازات في أدنى ظروف النظافة.

قبل أيام قلائل من الحادثة، وقفت لجنة الصحة والنظافة والبيئة، رفقة عناصر الشرطة العامة، ومفتشي مديرية التجارة، معهم طبيبة محلفة، وأفراد من منظمة حماية المستهلك، والحماية المدنية، في دورية استهدفت صالونات الحلاقة والتجميل بوهران، على واحدة من الكوارث المخفية خلف الواجهات العصرية المنمقة والأضواء اللافتة، حيث تم الكشف عن مركز للتجميل، تحوز صاحبته دبلوما في الحلاقة والتجميل، غير أنها تقوم بممارسات طبية وجراحية دون حيازة شهادتها. الأدهى والأمر، أنها تستخدم مواد صيدلانية ومعدات طبية منتهية الصلاحية، تستعمل في عمليات نفخ وتضخيم المناطق الأنثوية، وتحليل الدم.. ضاربة بذلك قواعد السلامة البشرية عرض الحائط.. حالتان فقط في غضون شهر، تم الكشف عنهما للرأي العام، وما خفي أعظم.

حلاقات يواصلن التهور.. والسيدا في انتشار

رغم كل جهود الدولة الجزائرية بمصالحها الصحية، لتقليص عدد الإصابات بفيروس نقص المناعة الآيدز، ومحاولاتها القضاء عليه نهائيا، تستمر الممارسات المنافية للوقاية، خاصة في صالونات التجميل، التي يصعب مراقبتها، لخصوصيتها وانتشارها الواسع، حيث تخطى عدد الإصابات في الجزائر سنة 2022 حاجز 1200 حالة، أغلبهم من النساء، دون احتساب الحالات غير المصرح بها، والحالات المتخفية خلف السرطان، لكون المرض لا يزال يعد من الطابوهات في الوطن العربي. رقم، يفسره خبراء على أنه من أدلة قلة الوعي والتهور في المجتمع الجزائري. يقول الدكتور جابر سعيد، طبيب أمراض معدية: “المصاب بالآيدز أو بالسل، أو الأمراض الأخرى سريعة التنقل عبر الدم أو العرق أو اللعاب.. لا يكون يدري ما يتربص به. لهذا، على السيدات خاصة في الجنوب والمدن الكبرى حيث الاختلاط وكثرة الأجناس، تفادي قدر الإمكان الخضوع لأي نوع من الجراحات والتدخلات الطبية التجميلية لدى من يصفون أنفسهم بخبراء وأخصائيي التجميل، ومعاهد ومراكز. هناك أطباء جلد، وجراحو تجميل، وعيادات طبية ملزمة باحترام قوانين السلامة التامة للحفاظ على صحة المريض وحمايته من أي عدوى يمكن أن تطاله”.

لابد من الإشارة كذلك إلى التحذيرات التي لطالما يشدد عليها الأطباء، وهي عدم الخضوع لخدمات هذه الأوكار، التي لا تتوفر على معدات تعقيم عالية، مهما كانت أسعارها مغرية للتغيير، فوسائل نزع الشعر مثلها مثل إبر الوخز، أو الخياطة أو إحداث الثقوب، ومثل وسائل تنظيف الوجه من الحبوب، وكؤوس ومشارط الحجامة… كلها أسلحة فتاكة بالصحة إذا لم يتم تخصيصها لكل مريض على حدة، أو تعقيمها تحت أعلى درجات الحرارة، بينما الكثير من المراكز يعيدون استعمالها على أجساد عدة سيدات، دون حتى تعقيمها بعمق، طمعا في الربح السريع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!