الجزائر
قال لو تتاح لي الفرصة لإنقاذ البلاد سأفعل ولن أتردد

حمروش: الظروف قد تتغيّر وأنا مناضل والمناضل لا يغلق الباب

محمد مسلم
  • 7494
  • 27
ح.م
مولود حمروش

عاد رئيس حكومة الإصلاحات، مولود حمروش، ليفاجئ الجميع بتصريح مغاير لما صدر عنه الأربعاء المنصرم، مؤكدا بأنه لم يتخذ القرار النهائي بشأن ترشحه للانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني عشر من ديسمبر المقبل.

حمروش وأمام بيته الكائن بالأبيار في أعالي العاصمة، خاطب من تنقلوا لدعوته إلى الترشح قائلا: “لا أستطيع أن أعدكم بأنني سوف أترشح، لكنني سأبقي الباب مفتوحا. أنا مناضل والمناضل لا يغلق الباب. الباب سيبقى دائما مفتوحا.. والأمل موجود”.

وكان رئيس الحكومة الأسبق قد اعتذر الأربعاء المنصرم عن دعوة أنصاره إلى الترشح في نص مكتوب: “لقد عبرت عن موقفي بكل وضوح ممكن وأبديت وجهات نظري حول حال بلادنا وحول الآمال التي تغذي طموحات مواطنينا، وكذا عن الاستحقاقات المسطرة. وكنت دائما أتحاشى الغموض وأرفض المخادعة”.

وفيما بدا ردا على من اتهمه بعدم تحمل المسؤولية والهروب منها، أوضح حمروش: “لو تتح لي فرصة كي أنقذ البلاد سأفعل ولن أتردد، لكن سأفعل ذلك عندما أعلم بأنني قادر على فعل شيء”، ولفت إلى أنه لا يخاف الحساب عندما يتحمل المسؤولية: “أنا أول واحد (رئيس حكومة) طلب أن يحاسب، لقد ذهبت بمحض إرادتي إلى المجلس الشعبي الوطني وقلت حاسبوني”.

ومعلوم أن حمروش كان قد ترأس ثاني حكومة بعد الانفتاح السياسي، في الفترة الممتدة ما بين التاسع من سبتمبر 1989 إلى غاية الخامس من يونيو (جوان) 1991، قبل أن يقدم استقالته في أعقاب سقوط ضحايا خلال العصيان المدني الذي دعت إليه الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة.

ما يعرقل اندفاع حمروش نحو سباق الرئاسيات هي الظروف التي تعيشها البلاد اليوم، وقد عبر عن ذلك بقوله: “للأسف الظروف التي نعيشها اليوم.. أكذب عليكم لو قلت سأحقق الآمال، أنا عمري ما نافقت.. ما أقوله جزء من الحقيقة وليس كل الحقيقة”.

ومضى حمروش مخاطبا المتجمهرين أمام بيته: “لا اكذب عليكم، غدا لو انتخبت بهذه الطريقة وهذا الأسلوب وفي مثل هذه الظروف، لا يمكنني فعل أي شيء، وحينها ستقولون لماذا كذبت علينا”. وتابع: “أنا لا أريد أن أغلط. أنا لا أعلم ما يقع وما قد لا يقع من اليوم”، ثم شكر من حضروا، وطيّب خاطرهم: “تمنيت لو لبيت رغبتكم، لكن وقبل أن يحدث ذلك، لا بد من الحقيقة.. حتى لا أقول عملولي صعوبات فيما بعد”.
وقدم حمروش رؤيته لحل الأزمة الراهنة، وكيفية التعاطي مع الفاسدين والمفسدين، واقترح عليهم إعادة أموال الشعب مقابل العفو عنهم، مع معاقبة من أذنبوا كثيرا في حق الشعب والدولة، مستغربا في الوقت ذاته استمرار آفة الإرهاب بالرغم من مرور ثلاثين سنة على محاربته، وذلك في أخذ ورد مع من حضروا لدعوته إلى الترشح.

وفيما بدا ردا على أولئك الذين اتهموه بالانطواء في بيته، قال حمروش إنه لم يتخل يوما عن النضال من أجل البلاد: “حتى وإن التزمت بيتي، إلا أنني كنت أكتب وأنبّه في اتصالات غير مباشرة.. عمري ما تخليت على النضال”، لافتا إلى أن “الحراك أعطى فرصة للبلاد وللنظام ولنا جميعا، لطي صفحة الفساد والرشوة والإرهاب”.

مقالات ذات صلة