الجزائر
حصل على 241 صوت مقابل 84 صوتا لمنافسه نعمان لعور

حمس تجدد الثقة في مقري وترفض العودة إلى أحضان السلطة

أسماء بهلولي
  • 9598
  • 17

فاز الدكتور عبد الرزاق مقري رسمياً بعهدة ثانية رئيسا لحركة مجتمع السلم.

وفاز مقري في وقت مبكر من صباح اليوم بنتيجة ساحقة أمام منافسه الدكتور نعمان لعور عضو المكتب التنفيذي الوطني السابق والنائب البرلماني السابق عن ولاية سطيف..

وحصل “مقري” على 241 صوتاً مقابل 84 صوتا فقط حصل عليها “لعور” من أعضاء مجلس الشورى الجديد.

كما تم انتخاب كل من عبد الرزاق عاشوري وعبد الرحمان بن فرحات نائبين للرئيس وتم تجديد الثقة في الحاج الطيب عزيز رئيسا لمجلس الشورى الوطني، وتزكية  علي قدور دواجي، والهبري نابي كنائبين لرئيس المجلس.

وقد سيطر “جناح” تزكية عبد الرزاق مقري رئيسا للحركة، داخل مؤتمر “حمس”، إلى غاية ساعة متأخرة من مساء السبت، ليخلف بذلك نفسه على رأس حركة الراحل الشيخ محفوظ نحناح، وسط تجاذب تياري المعارضة والمشاركة من أجل العودة إلى الحكومة، في صراع بدا محسوما منذ البداية لصالح دعاة فك الارتباط مع السلطة.
على وقع حرب كولسة دامت لساعات من نهار السبت، شهدتها القاعة البيضاوية بالعاصمة، أسدل المؤتمر السابع لحركة مجتمع السلم، ستاره في أجواء مشحونة تميزت ببروز مرشحين وانسحاب البعض الآخر في محاولة منهم ممارسة الضغط والمناورة على منصبي رئيس الحركة ومجلس الشورى، ولحد كتابة هذه الأسطر كشفت الأجواء داخل القاعة البيضاوية عن اقتراب مقري لخلافة نفسه.
طريق مقري للتربع على عرش حمس لم يظهر معبدا بالورود، وهذا عكس ما كان يشاع مع انطلاق فعاليات المؤتمر السابع للحركة، خاصة بعد التحاق عبد المجيد مناصرة الذي يدافع على خيار المشاركة في الحكومة إلى رئيس الحركة الأسبق أبو جرة سلطاني، ونفس الشيء بالنسبة لنائب مقري سابقا نعمان لعور، هذا الأخير الذي يرافع لخيار المشاركة “المشروطة”.
ويبدو أن تيار المشاركة سيتلقى ضربة ثانية، خاصة مع اقتراب موعد الرئاسيات، لاسيما وأن سيناريو المؤتمر السابع لحركة مجتمع السلم سار نحو تكريس مقري كمرشح وحيد للحركة، ما يعني فوز تيار المعارضة بعهدة رئاسية جديدة، لتستمر حمس في تبني خيار القطيعة مع الحكومة، خاصة مع اقتراب رئاسيات 2019، وهو ما كان يناضل ضده الرئيس السابق أبو حجرة سلطاني، الذي قرّر “رمي المنشفة” في المنعرج الأخير، بعدم الترشح للرئاسة مجددا.
وبرغم اعتماد المؤتمر لمنهج جديد وسط، بين المعارضة والمشاركة، إلا أن تحدي حمس للمرحلة المقبلة سيكون كبيرا، خاصة ما تعلق بنوعية الخطاب الذي ستتبناه الحركة مستقبلا.
بالمقابل، أعلن المنافس الشرس لعبد الرزاق مقري، الرئيس الأسبق لحركة مجتمع السلم، أبو جرة سلطاني، ساعات قبل انتخاب أعضاء مجلس الشورى عدم خوضه غمار سباق رئاسة الحركة المنتظر، حتى لو تم ترشيحه لذلك.
وكشف سلطاني في تصريح صحفي، بأنه قدر بأن الأفضل للحركة ومستقبلها هو عدم خوضه لغمار المنافسة على قيادة الحركة التي تزعمها لعشر سنوات، معتذرا لأبناء حمس ومناضليها، ممّن أعلنوا دعمهم له في وقت سابق، على العمي من النائب البرلماني السابق عن ولاية سطيف نعمان لعور الذي ناور لساعات متأخرة بخصوص ترشحه من عدمه، قبل أن يترشح في النهاية لمنافسة مقري..
وفي سياق المؤتمر، نفى رئيس اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر السابع لحركة “حمس”، أبو بكر قدودة، أن يكون عبد الرزاق مقري قد حاول التأثير على المندوبين قائلا إن هذا الأخير لم يقم بأي تصرف أو إجراء لتكون لديه الأفضلية في ترأس حركة “حمس”، قائلا “أنا ماشي خياط ومقري ما خيط والو”.
وذكر قدودة خلال ندوة صحفية نظّمها، السبت، على هامش المؤتمر الاستثنائي أن الحركة تشارك في المنظومة السياسية للبلاد، وأن مطلب الحركة سابقا هو إجراء انتخابات نزيهة وشفافة لبناء الديمقراطية وتعزيزها، مضيفا أنّ حزبه يدعو دائما إلى التوافق على أساس أنّ الجزائر تعيش وضعا سياسيا واقتصاديا خطيرا.

مقالات ذات صلة