-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مطالب بتفعيل قوانين ردعية للمخالفين و"المُناورين"

حوادث المرور ترتفع في رمضان بسبب التعب والنوم والسرعة المفرطة

مريم زكري
  • 237
  • 0
حوادث المرور ترتفع في رمضان بسبب التعب والنوم والسرعة المفرطة
أرشيف

تتزايد حوادث المرور، خلال شهر رمضان، بشكل خطير، أين يتم تسجيل عشرات الحوادث خصوصا بين السيارات والدراجات النارية، كما تكثر المخالفات المرورية خلال الساعة الأخيرة التي تسبق موعد الإفطار، بسبب التوتر الذي يصيب السائقين للوصول إلى منازلهم قبل أذان المغرب، ما يدفعهم إلى القيام بمناورات خطيرة تكلفهم حياتهم وحياة أشخاص آخرين عبر الطرقات السريعة.
يُرجع مختصون سبب ارتفاع الحوادث المرورية خلال شهر رمضان إلى التجاوزات والمناورات الخطيرة في المنعرجات والمنحدرات، بالإضافة إلى السرعة المفرطة، وكذا قلة النوم بسبب الإجهاد البدني والذهني نتيجة الصيام. ودعوا السائقين إلى تجنب التوتر من خلال التأني في السياقة حتى لو كلف ذلك التأخر لبعض الوقت عن موعد الإفطار، تفاديا لتعريض حياتهم وحياة مستخدمي الطريق للخطر.

“السائق المُرافق” لتجنب حوادث الإجهاد البدني
وفي هذا السياق، أكد رئيس الأكاديمية الوطنية للسلامة المرورية والأمن عبر الطرقات علي شقيان، قائلا إن ارتفاع حوادث المرور خلال شهر رمضان يكون سببها الرئيسي العامل البشري بنسبة 94 بالمائة، وبالأخص عند فئة الشباب، وهذا بحسب الإحصائيات التي تشير إلى أن معظم السائقين تتراوح أعمارهم بين 19 و39 سنة، وهو ما جعله يدعو إلى رفع درجة الوعي والجاهزية لدى المواطنين والسائقين، خاصة مع تغير الروتين اليومي لهم.
وطالب شقيان، بتدخل أعلى السلطات في البلاد “لتفعيل قرارات وقوانين تعمل على التصدي للحوادث المميتة، من خلال استحداث سجل وطني للمخالفات، والعمل بالرقمنة لحصر فئة السائقين المخالفين وأصحاب المناورات الخطيرة.

النقل الجماعي يتسبب في كوارث برمضان
ودعا المتحدث، إلى تفعيل البطاقية الوطنية لمراقبة النقل الجماعي الذي يتسبب في نسبة كبيرة من الحوادث خاصة المسافات الطويلة، إضافة إلى العمل على تقسيم الخطوط واعتماد آلية السائق المرافق لتجنب الحوادث الناتجة عن الإجهاد البدني وقلة النوم.
وتطرق المتحدث إلى ضرورة إعادة النظر في قانون تصنيف المخالفات الخطيرة ضمن الجرائم المرورية، وتسريع العمل برخصة التنقيط الذي سيعمل حسبه، على تهذيب سلوكات السائقين المتهورين.
وبالمقابل، اقترح رئيس الأكاديمية الوطنية للسلامة المرورية والأمن عبر الطرقات، تكثيف الحملات التحسيسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتنظيم حملات إفطار الصائمين عبر الطرقات السريعة، للحدّ من انتشار الحوادث التي تتزامن مع موعد الإفطار، التي تشرف عليها مختلف الأسلاك الأمنية منها مصالح الشرطة والدرك الوطني بالتنسيق مع فعاليات المجتمع المدني.
ومن جهة أخرى، اعتبر محدثنا أن مساهمة المواطنين في عملية التبليغ من خلال توثيق المخالفات عبر مقاطع فيديو وإرسالها عبر التطبيقات الإلكترونية الخاصة بالأجهزة الأمنية التي تتخذ بدورها الإجراءات القانونية في حقهم، سيُساهم في ردع المتورطين.

قلّة نوم السائقين من أبرز الأسباب..
من جهته، يؤكد المختص في السلامة المرورية، امحمد كواش لـ” الشروق” أن شهر رمضان يعرف ذروة الحوادث المرورية، حيث يتم تسجيل حوادث مميتة بسبب تراجع القدرات البدنية والذهنية للسائق، وهو ما يؤدي إلى عدم التوافق بين قدرات السائق والسيارة فتقع الحوادث.
وأشار كواش إلى أن تغيير سلوكات السائقين الصائمين، بسبب قلة النوم خاصة في أثناء الفترة الصباحية وخلال التوجه نحو مقرات عملهم بعد سهر طويل، يفقد بعضهم التركيز في السياقة ويؤدي إلى حوادث خطيرة، مضيفا أن السرعة الجنونية والتجاوزات والمناورات الخطيرة في المنعرجات والمنحدرات، عوامل تساهم أيضا في زيادة حوادث المرور خلال الفترة التي تسبق موعد الإفطار بساعة أو نصف ساعة.

انخفاض السكري بالجسم يسبب التوتر للسّائق
ونوّه المختص في السلامة المرورية، قائلا: “عدم أخذ الوقت اللازم للنوم والراحة، لها تداعيات صحية على السائق، بحيث ترتفع نسبة الكحول تلقائيا بالدم في حالة عدم النوم لمدة تزيد عن 17 ساعة، ويصبح السائق وكأنه يقود في حالة سكر، بالإضافة إلى انخفاض نسبة السكر التي تؤدي إلى الإصابة بالقلق والتوتر”.
وتكثر الحوادث، بحسب المتحدث في المناطق التي تعرف ازدحاما مروريا، أو نقاط الذروة، وبالخصوص خلال الساعات الأخيرة قبل الإفطار. مشيرا إلى أن السياقة بعد الإفطار أو السحور مباشرة، فيها خطر كبير على الشخص، الذي يُصاب بالخمول وقلة التركيز.
وحذر الخبير، من تصاعد الأرقام خلال الأيام القادمة، بحيث سيرتفع المنحى فإضافة إلى عامل الصيام قد يكون هناك عامل التقلبات الجوية والظروف مناخية إلى جانب النشاط الاجتماعي واقتراب التحضير للعيد والزيارات العائلية، وأيضا زيادة النشاط الاقتصادي في شهر رمضان، أين تكثر حركة الشاحنات الخاصة بنقل البضائع بين الولايات في ظل تعطش السوق وزيادة الاستهلاك. ويرتبط ذلك مع عدم مراعاة نسبة الحمولة، بحسب المتحدث.

مخطط وطني للحد من حوادث المرور في رمضان
وطالب كواش بأن تكون السلامة المرورية أولوية وطنية، ومتابعة توجيهات مصالح الأمن ضمن المخططات الأمنية، قائلا: “هناك نقاط سوداء مسجلة ومعروفة لدى الأجهزة المختصة بأمن الطرقات، تستغل لوضع مخطط أمني ذكي خاص بشهر رمضان ومرتبط بساعات الذروة، والعمل على تحذير وتنبيه المواطنين بمخاطر حوادث المرور وأسبابها من خلال الترويج لذلك عبر مختلف الوسائط الاجتماعية ووسائل الإعلام وكذا مساهمة المساجد في عملية التوعية”.
ويرى المتحدث بأن استعمال أساليب علمية حديثة، يساهم في التقليل من الحوادث المرورية، التي تسجل ارتفاعا “مُخيفا” خلال الشهر الفضيل وبأيام العيد، من بينها استخدام الكاميرات ووضع نقاط مراقبة لرصد التجاوزات والمخالفين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!