حياة المشاهير.. يستغلون المواقع لتزييف واقعهم

يعيش الكثير ممن يعتبرون أنفسهم مشاهير في الجزائر، حياة مزدوجة بين الواقع والمواقع، وفي بعض الأحيان ما يرجون له لأنفسهم، لا علاقة له بواقعهم، لذا يقعون في الكثير من الأحيان في حرج مع من يعتبرونهم مشاهير حقا.

لكنهم في الواقع مجرد أناس نفختهم إن صح القول، الوسائط الاجتماعية. هذه الأخيرة تحولت اليوم إلى مهرب لمثل هؤلاء.

في الغالب، يروج هؤلاء المشاهير، حياة السعادة والرفاهية سواء بين الأصدقاء أم في عائلاتهم على غرار كل مشاهير العالم، وهذا من أجل التقرب أكثر لعشاقهم ومحبيهم في كل أقطار العالم، لكن العارف بحقيقة واقعهم، يصطدم بحالهم، بل في الكثير من الأحيان واقعهم هو العكس تماما بما يظهرون عليه أمام الجمهور سواء عبر منصات التواصل أم عبر وسائل الإعلام على اختلافها، لذا، وقع العديد منهم في تزييف حياتهم الحقيقة، التي لا تعكسها تماما حياتهم عبر الشاشات والوسائط الاجتماعية.

تحول هذا الأمر إلى ظاهرة بين المشاهير، كأنهم يهربون من حياتهم الواقعية بمختلف سلبياتها إلى حياة المواقع التي تحولت عند الكثير منهم إلى مهرب، خاصة أمام محبيهم وممن يشجعونهم عبر هذه المنصات، وأصبحت بذلك مثل نافذة يطلون منها عليهم في الشكل والظروف الحسنة التي لا تعكس واقعهم أصلا، لكنهم اتخذوها بديلا لحياة الواقع التي يعيشونها.

الغريب، أن الحياة المزدوجة التي يعيشها الكثير من هؤلاء المشاهير، لا تتناقض مع الشكل والصورة فحسب، بل حتى في سلوكاتهم، وهذا ما يظهر جليا في ردود فعلهم، فيتحول العديد منهم من شخص محترم وهادئ ذي هدف في الحياة، بل ويقدم محتوى للأفراد في الكثير من المجالات، إلى شخص آخر مختلف تماما مع الشخصية التي يظهر بها أمام متتبعيه عبر هذه الوسائط.

ولعل السؤال الذي يطرح نفسه بشدة إن صح القول، لماذا يتخذ هؤلاء هذه الطرق؟ ولماذا يعيشون هذه الحياة المزدوجة وهم يعرفون أن حياتهم في الواقع تتناقض في العديد من الأمور مع حياة المواقع، لكنهم لا يتأخرون في تزييف هذا الواقع في كل مرة يظهرون على شبكات التواصل أو الشاشات، والأمثلة كثيرة من واقعنا اليوم، ممن كانوا بالأمس مشاهير يقدمون النصائح والمحتويات الهادفة، لكن واقعهم عكس أنهم مجرد أناس آخرين بل مجرد صعاليك ومتمردين ومحتالين مستغلين في ذلك حب الجمهور لهم.