-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" تزور قرية ثازلة الوقان بلدية إغيل علي ببجاية

حياة بدائية وأدنى شروط المعيشة غائبة

توفيق بن يحيى
  • 646
  • 0
حياة بدائية وأدنى شروط المعيشة غائبة
ح.م

يتحدث سكان قرية “ثازلة الوقان”، التي تبعد بنحو 26 كلم عن عاصمة البلدية إغيل علي بولاية بجاية، بمرارة عن واقعهم المعيشي، الذي تنعدم فيه بوادر الأمل، بسبب الغياب الكلي للمشاريع التنموية التي تدفعهم إلى التمسك بالأرض، كما فعل أجدادهم، ليبقى حلم الجميع هو الهجرة إلى حيث تتوفر الظروف العادية للحياة الكريمة.

اليأس لم يستول على السكان العاديين بالقرية فحسب، بل امتد إلى بلدية إغيل علي، وهو ما لمسناه من خلال حديثنا مع السكان الذين تكلموا بمرارة عن واقع القرية الجميلة بمناظرها الطبيعية والفقيرة جدا من حيث مشاريع التنمية المحلية، مما جعل حياة السكان صعبة جدا، حيث قال أحد كبار القرية وهو في حسرة كبيرة، إن تمسكهم بالبقاء في القرية حتمي، بفعل غياب أبسط ضروريات العيش، مؤكدا أنه رغم توسلاتهم الكثيرة والمتعددة عبر عديد المرسلات الموجهة للسلطات المحلية والولائية إلا أنه لا شيء تغير بل بالعكس الأوضاع ازدادت سوءا.

ويضيف آيت حمود إدير، ممثل عن سكان القرية، أن “الحياة تفقد معناها في هذه المنطقة المحرومة من المشاريع والبرامج التنموية، مؤكدا أن “العزلة تتجذر بقريتهم بقدر حرمانها من المشاريع التي وحدها تصنع الحياة في كل مكان، مشيرا إلى أن أكبر مشكل يشتكي منه السكان منذ الأزل هو غياب شبكة الطرق والماء وشبكة صرف المياه القذرة وشبكات الهاتف، فضلا عن غياب عيادة طبية في ظل تزايد خطر الأوبئة الفتاكة والأمراض المتنقلة.

كما يعاني السكان من تدهور شبكة الطرقات وتدفق المياه القذرة في الشوارع والمسالك، حيث أصبحت من الديكور اليومي للقرية دون أن تفلح مبادرات التطوع التي قام بها السكان عدة مرات لإزالتها بسبب كثرتها، وامتدادها إلى مساحات أكبر.

وأضاف السكان أن قرية “ثازلة الوقان”، التي تبعد بنحو 26 كلم عن عاصمة البلدية و100 كلم عن عاصمة الولاية، أن أهم مشكل يعانون منه هو غياب مساه الشرب، حيث يضطرون إلى المخاطرة بحياتهم لجلب الماء من منبع بعيد عن المساكن، متحملين خطر الثعابين في الصيف والانزلاق في الأوحال في الشتاء وغيرها من الأخطار وخاصة كبار السن، ناهيك عن خطر الإصابات بالأمراض المتنقلة عن طريق المياه، كما يشتكي السكان من غياب الغاز وتدهور الطرقات وانعدام النقل والمدارس والانارة العمومية وغيرها من ضروريات العيش.

وفي هذا الصدد قال خالد، أحد الشبان المتمسكين بالأرض والزراعة: “بعدما كانت القرية تستقطب الزبائن من كل المناطق لاقتناء أجود الخضروات والفواكه وهناك العديد ممن يسترزق من الأرض صارت الآن مهجورة، مشيرا في حال مساعدة السلطات لنا بإمكاننا استرجاع 30 هكتارا التي هجرت رغم غياب الإمكانيات”.

وأضاف المتحدث أن جمعية القرية قامت بتهيئة القنوات من المنبع على طول 1200 متر ولكنها تعرضت للاهتراء، وهو ما يحرم الفلاحين من المياه لسقي بساتينهم ومزارعهم.

وبالنسبة لشبكة الطرقات فهي لا تحمل من المعنى إلا الاسم بحسب هؤلاء السكان، حيث أنها مجرد مسالك ريفية غير صالحة للاستعمال في الشتاء كما في الصيف والمدرسة الابتدائية الوحيدة مهددة بالزوال خلال العام الدراسي القادم، بسبب النقائص العديدة التي تشهدها وغياب التجهيزات بعد أن هجرها التلاميذ ولم يبق فيها إلا بعض المتمدرسين، وهي اليوم تتوفر فيها الدراسة لساعات وتفتح أحيانا وتغلق في كثير من الأحيان.

أما الخدمات الصحية فلا أثر لوجودها بسبب الغياب الكلي لمركز صحي أو عيادة متعددة الخدمات.

من جهته اعترف رئيس البلدية بالوضعية المعيشية الصعبة للسكان، موضحا أن ميزانية البلدية التي لا تتعدى 12 مليار لا يمكنها فعل شيء بالنسبة لعديد القرى الموزعة عبر إقليم البلدية، ويقول خالد ترانتي نائب رئيس البلدية لـ”الشروق” أن مشكل الماء سيحل ويبقى الأمل قائما في وصول ماء سد تيشي حاف، مشيرا في ذات السياق إلى أن البلدية أعدت بطاقات فنية للعديد من المشاريع بحيث تم مراسلة الجهات المعنية حول مشاريع تنموية من شانها رفع الغبن عن هؤلاء السكان بمناطق الظل هذه، والتخفيف من نزيف الهجرة من الريف نحو المدينة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!