-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خائنون وسارقون

خائنون وسارقون

ما رأت عيناي ولا سمعت أذناي، ولا خطر على قلب بشر أوقح من هؤلاء الرهط المعروفين باسم الفرنسيين، ذلك لأن أمثالهم يعيشون معيشة طبيعية حتى إذا اكتُشفت جرائمُهم تواروا خجلا مما فعلوه، ولكن هؤلاء الفرنسيين عاشوا قرنا واثنتين وثلاثين سنة وهم يقتلون الجزائريين، ويغتصبون نساءهم، ويسرقون أموالهم، ويستولون على أراضيهم، وينفونهم، ويعذبونهم، ثم يرفعون بذلك خسيستهم، ويعتبرون ذلك “أمجادا”، ويودُّون أن يُحمَدوا على ذلك من الذين وقعت عليهم كل هذه الجرائم، وهم الجزائريون.

تابعتُ يوم الأحد 19 مارس الماضي تلك “المندبة” التي أقامها رئيس فرنسا المسمّى ماكرون في قصر الإيليزي بمناسبة الذكرى الستين لإيقاف القتال في الجزائر.. إذ أجبر الجزائريون الفرنسيين على أن يكذّبوا ما زعموه طيلة قرن وثلثِه من أن الجزائر قطعة من فرنسا، وأن الإسلام فيها قد قُبِر، وأنها عادت إلى “الثالوث”، وستبقى كذلك… ولكن أحفاد عبد القادر، وأحمد باي، والمقراني، وفاطمة، وبوعمامة، وابن باديس وغيرهم سفّهوا ذلك كله، وقالوا كما قال شاعرهم “لن نرتدَّ فرنسيسًا”، ولو أطعِمنا المنَّ والسلوى.

وحُشر لماكرون في تلك “المندبة” ممثلون عن فئتين من الكائنات المحسوبين على البشرية، وما هم لأفعالهم الإجرامية منها، وسُمُّوا بغير اسميهما الحقيقيين وهما “الحركى” و”الأقدام السوداء”، وما ينبغي أن يسمُّوا إلا باسميهما الحقيقيين وهما: “الخائنون” و”السارقون”.
فأما الخائنون فهم هؤلاء الذين استحوذ عليهم الشيطان فخانوا الله ورسوله ودينه وقومهم ووطنهم وتحيّزوا إلى أعداء دينهم ووطنهم وقومهم، واتخذوهم أولياء من دون المؤمنين، وابتغوا عندهم العزة، فأهانهم الله في الدنيا حتى ممن تحيّزوا إليهم ونصروهم على قومهم، ولخسُرانُ الآخرة أكبر.

وأما السارقون فهم هؤلاء الأوربيون الذين جاء آباؤهم وأجدادهم إلى الجزائر حفاة، عراة، خماصا، وعاشوا في الجزائر ملوكا بعد ما استولوا على أرضها، واستعبدوا شعبها، وسخّروا أبناءها للدفاع عنهم وعن فرنسا.

فلما أعز الله جنده، ونصر عبده، وأذل أولئك الخونة والسارقين، فرّ السارقون لِما أجرموا، ولحق بهم بعض الخونة.. وإذا كان السارقون قد وجدوا من دولتهم السارقة كل عناية، فإنَّ أولئك الخونة لم يجدوا إلا الإهانة والاحتقار، وذلك جزاءُ الخائنين..

لقد بكى أولئك المجرمون -خونة وسارقون- واستبكوا، وودُّوا لو اكتحلت أعينهم برؤية ما تركوا من جنات وعيون، واستعادوا ذكرياتهم، ولكن هيهات. ولو كان لي من الأمر شيء لحرمتهم -إن استطعت- من رؤية الجزائر حتى في الأحلام، فالجزائر محرمة على الخائنين والسارقين، لأنهم جميعا مجرمون.. ولأن الجزائر وَقْفٌ على الإسلام.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!