الرأي

خدعة “السبسي”!

قادة بن عمار
  • 4565
  • 35

من شاهد خطاب الرئيس التونسي باجي قائد السبسي يوم أمس بمناسبة عيد المرأة هناك سيدرك أن الرجل يريد استغلال ملف المرأة والمساواة بشكل سياسي بحت واستعماله كأداة لإحراج شركائه في السلطة، من الاسلاميين، خصوصا عندما يضع السبسي حركة النهضة في موقف لا تُحسد عليه ويطالبها بحماية المجتمع من خلال سنّ قانون يدعو لمساواة المرأة بالرجل في الميراث!
السبسي يريد إخراج ورقة المساواة وحقوق المرأة من جيبه “السري” للضغط على “النهضة” التي تقاومه بخصوص تعديل حكومة يوسف الشاهد، فهو لا يريد منافسا له من الاسلاميين على كرسي الرئاسة في المستقبل، بل يريده لأحد أتباعه إن لم يكن لنجله، في الوقت الذي انتشرت فيه أنباء تتحدث عن ترشيح الشيخ راشد الغنوشي، ولم تتضح حقيقة الأمر بعد من نفيه!
لكن حتى الآن ومن خلال متابعة بسيطة لمواقع التواصل الاجتماعي وللمنابر الاعلامية التقليدية لحركة النهضة، يلاحظ أن هذه الأخيرة تتعامل بحكمة شديدة مع الملف، فهي ترفض ما جاءت به لجنة الحريات الفردية والمساواة، لكن لا تقاومه بشكل متطرف قد يحسب ضدها إنما تنتظر فرصة عرضه على البرلمان من أجل اسقاطه أو على الأقل التقليل من حجم المواد المثيرة للجدل فيه والتي من شأنها زرع الفتنة بين التونسيين!
“النهضة” تؤسس لفعل سياسي جديد عند الاسلاميين، وهو ما يستكمل أسلوبها منذ الثورة حتى الآن، على غرار التعامل مع الدستور “بهدوء” ما بعد الثورة وبشكل توافقي تام دون أدنى حساسية لجهة ضد أخرى رغم أن أسلوب الظاهرة الصوتية بات لصيقا باليساريين وبقايا العلمانيين والحداثيين أكثر!
يبقى أن تذرّع البعض بوجود قراءة تقدمية للقرآن الكريم من أجل تبرير تلك المواد التي أتى بها تقرير بشر بلحاج حميدة (رئيسة لجنة المساواة) هو حق يراد به باطل على غرار ما قيل من كلام قبل 6 عقود بخصوص منع تعدد الزوجات، حيث جاء ذلك القرار ليزيد من مشكلة المجتمع التونسي خطورة، وتأزما، فلا الرجال ارتاحوا، ولا النساء تخلصن من “وجع الراس”!

مقالات ذات صلة