-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خدعتونا!..

جمال لعلامي
  • 1665
  • 4
خدعتونا!..
ح.م

وزير التجارة خاطب الموّالين بالمختصر المفيد: “خدعتونا”، ردّا أو تعليقا على أسعار اللحوم الحمراء، التي تصعد ولا تريد أن تنزل، والحال أن مصطلح “خدعونا” أصبح يسري ليس على الجزارين فقط، أو بعضهم، ولكن على الخضارين وتجار المواد الغذائية والملابس والأحذية، وغيرهم، فكلّ فئة تستغل الظرف وتركب المناسبة، لإشعال النار في الأسعار، والمضاربة وافتعال الندرة، من أجل “تقنين” سرقة المستهلكين!

نعم، يجب أخلقة النشاط التجاري في بلادنا، فمنذ سنوات طويلة، أو منذ “عام البو”، كلما عاد رمضان وعيدا الفطر والأضحى، لا حديث للحكومات والمواطنين وتجار الجملة والتجزئة، إلا على الأسعار والوفرة والندرة والتزاحم والمضاربة، والاتهامات بين أسواق الجملة والتجزئة، في وقت كانت مجتمعات أخرى للأسف، بما فيها الغربية، تعمل بنظام تخفيض الأسعار عندما يحلّ رمضان والأعياد، رغم أنها لا تصوم ولا تصلي!

فعلا، نحن بحاجة إلى أخلقة التجارة، وأخلقة التجار، وأخلقة الأسواق، وأخلقة الاستهلاك، وأخلقة الأخلاق، حتى نخرج نهائيا وإلى الأبد من هذه الحلقة المفرغة والعقليات غير الأخلاقية، التي تجعل من الطمع والجشع مرادفين لقانون العرض والطلب، الذي أصبح عند البزناسية والمضاربين حقّا يراد به باطل، ومبررا لإدخال الأيدي إلى جيوب الضحايا!

“خدعونا” و”خدعونا” وسيخدعوننا اليوم وغدا، ما لم يلعب المواطن كذلك دوره في الرقابة والتبليغ والمقاطعة، ويتوقف منطق اختلاق الطوابير التي تتسبّب في ندرة السلع وبعدها المضاربة في الأسعار وحتى الغشّ والتدليس وتسويق سلع فاسدة ومنتهية الصلاحية، تحت غطاء “كوّر ومدّ لّعور”!

الكرة في مرمى المواطنين، لوقف الجشع بتوقيف اللهفة، وإنهاء السرقة بتوقيف “اللهيف” والتبذير ورمي نصف المقتنيات في المزابل، أكرمكم الله، والحقيقة أننا كلنا مسؤول عما يحدث لجيوبنا على أيدي لوبيات وبارونات تأكل السّحت ولا تجد حرجا في ضرب القدرة الشرائية ولا تستحي من نسف معيشة المعوزين والفقراء و”المزلوطين” في الليل والنهار!

واقع الأسواق والتجارة في كلّ دول العالم، تحكمه ضوابط ومقاييس معروفة، لكن عندنا تجار عديمو الذمّة يريدون التحكّم في أرزاق وأعناق الناس، ولهذا تبقى الأسعار فوضوية وعمليات التموين عشوائية، وهو ما كشفته أيضا أزمة كورونا، حيث كشف الوباء هؤلاء المضاربين الذين ضاربوا في السميد والفرينة وحاولوا يائسين “رهج” المرعوبين بسلع فاسدة!

البقّال والخضار والجزار والموّال، وغيرهم، الذين لا يفكرون إلاّ بجيوبهم وأرصدتهم، لا يُمكنهم أبدا أن يرحموا مستهلكين لا حول ولا قوّة لهم، وبالتالي فإنه لا عجب ولا استعجاب في خداعهم ومخادعتهم، والحقيقة أنهم يخدعون أنفسهم من حيث لا يدرون، لكنهم لا يعلمون!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • لعموري

    سيدي الوزير لقد قلتها لكم قبل الاجتماع بهؤلاء الانتهازيين للتعهد لكم ببيع اللحوم الحمراء بسعر 800دج الكلغ هؤلاء لا علاقه لهم بالموالين الحقيقيين انهم مافيا تصطاد الفرص وتبحث عن المنافع والمزايا - للحصول على ماده الشعير وبيعها للمربي الحقيقي الدي يتنقل من مكان لاخر بحثا عن الكلا لاغنامه ولا يملك بطاقه موال و الدي صرح بسعر 800دج واحد من اباطره الحليب لم يستطع حتى توفير الحليب لولايته ويتبجح ويتعنتر ويقول انه بالامكان توفير اللحوم الحمراء بسعر في متناول الفقراء ..كن دئبا يا سيدي الوزير قبل ان تاكلك هده الدئاب عليكم باستئصالهم من الساحه وجودهم الحالي فيه ضرر كبير للبلاد انهم فاسدون .

  • أعمر الشاوي

    دليل أخر على أن الحكومة لا تتحكم في زمام الأمور , السوق بيد عصابة لا يقدر عليها هذا الوزير رغم حسن نيته , مافيا السوق لهم إتصال بالفاعلين الرئبيسيين في البلاد وواحد ما يحيرهم , هذا الوزير لن يفعل شيء اليوم أو مستقبلا و كل مشاريعه ستسقط إذا لم تخدم مصالح العصابة الحاكمة ,

  • قناص قاتِل الشـــــــــــر

    و كي الحكومة علابالها بلي سيخدعوننا اليوم و غدا ، مالا الحكومة ما راهي تلعب حتى دور ، و ما عندها حتى مصداقية.

  • عبد الرحمن

    تشكر كل الشكر يا سيادة الكاتب القدير و الجريء ، على قول الحقيقة ، وعلى فضح أصحاب الجشع و الطمع و النهب و السلب ، هؤلاء الذين فقدوا آدميتهم و بشريتهم و إنسانيتهم ، وانقضوا على الشعب الجزائري يمزقونه إربا إربا ، وينهشون لحمه و يتلذذون بعظامه حتى الثمالة . ولقد اتضحت الأمور أيما إيضاح ، و تبين للأعمى قبل البصير ، أن في الجزائر لا توجد تجارة و تجار ، بل تراباندو و تراباندية ، يمارسون اللصوصية في أبهى صورها ، حيث لا فوترة ولا تسعرة ولا ضبط للأسعار. فالحل الوحيد ، في رأيي، هو إسناد التجارة لوزارة الدفاع ، لعل وعسى يتم ضبط الأمور ضبطا محكما ، باتخاذ الصرامة القصوى في تسيير هذا القطاع. وشكرا جزيلا.